ما هي «الرؤية الخارقة الحارقة الجديدة» لـ«العليا للمفاوضات»؟

ما هي «الرؤية الخارقة الحارقة الجديدة» لـ«العليا للمفاوضات»؟

قدَّم رياض حجاب، رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن «منصة الرياض» (واحدة من ثلاث منصات أتى القرار الدولي الخاص بالأزمة السورية 2254 على ذكرها إلى جانب منصتي موسكو والقاهرة) ما سمّاه «رؤية المعارضة للحل السياسي في سورية».

وفي مؤتمر صحفي عقده في «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» بمدينة لندن البريطانية صباح يوم، الأربعاء 7/أيلول، أسهب حجاب في تفسير «رؤيته» المذكورة آنفاً، مشيراً إلى أن «العملية يجب أن تبدأ بمرحلة تفاوضية مدتها 6 أشهر يتم خلالها إعلان هدنة مؤقتة في الأراضي السورية».

كما طالب حجاب بأن يتم خلال المرحلة التفاوضية «التنفيذ الفوري وغير المشروط للبنود الإنسانية التي تضمنها القرار الدولي 2254، بحيث يتم وقف القصف ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة وإيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين وإطلاق سراح المعتقلين».

اللافت في الخبر، الذي تلقفته وسائل إعلام مأخوذة بحب «السكوب» الإعلامي، أن الطريقة التي جرى تقديمه بها توحي وكأن هناك «رؤية» أو «مساهمة» جديدة على خط التسوية السياسية في سورية، غير أن تدقيقاً وبحثاً بسيطاً في تفاصيل الخبر تسمح للمتابع بالوصول إلى حقيقة أن «الرؤية» المذكورة ما هي في الواقع سوى بعض البنود التي جاء ذكرها في قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بالأزمة السورية رقم 2254، وفي بعض التصريحات والتسريبات الصحفية الصادرة عن أو المنسوبة إلى المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا وفريقه، مضافاً إليها «لازمة الائتلاف» المكرورة حول الشرط المسبق بـ«رحيل بشار الأسد وزمرته عن الحكم مع بدء المرحلة الثانية».

ومما سبق يبدو أن هناك محاولات محمومة من قبل القيمين على «العليا للمفاوضات»- بعد شعورهم بأن القطار قد فاتهم- لتبني بعض البنود التي باتت من ثوابت التسوية السورية، ونسب الاختراقات المهمة في هذا السياق إليهم، بما يحفظ ماء وجه «الهيئة» التي تريد اليوم الظهور وكأنها «أم الصبي»، وصاحبة الأفكار التي رفضتها وعرقلتها ردحاً طويلاً من الزمن. وبالتالي، ما الذي يجعلهم يتحدثون عن تفاصيل «رؤيتهم» غير اضطرارهم مجبرين إلى ذلك، والواقع السوري الذي يؤكد أن منطق الشروط المسبقة بات خلف العملية كلياً، وأن من سيضعه سيضع نفسه خارج العملية السياسية عملياً..؟!

فعلياً، تخلو «الرؤية» المذكورة من أي جديد في الطروحات التي اعتدنا سماعها سابقاً من ممثلي «منصة الرياض»، مما يجعل الخبر برمته أشبه بـ«زمور» دراجة هوائية يحاول عبثاً إزعاج قطار التسويات التي يجري العمل على حسم «تفاصيلها التقنية» بين الراعين الدوليين للحل السوري.