رسالة مفتوحة إلى المهتمين الجديين، والمحترمين
بخصوص ما أشيع حول الاشتراك بالوزارة ببساطة شديدة
قبل عدة أيام، وتحديدا حول ظهر يوم الخميس الفائت، اتصل أحد الصحفيين المحترمين فعلا، من وكالة أنباء نوفوستي الروسية، وبعد أن قدم اسمه ( الذي نسيته، مع الاعتذار له) أراد الاستفسار مني ( فاتح جاموس) حول قضية قبولي بالاشتراك بالوزارة الجديدة في سورية، معتبرا الأمر بديهيا، أي أن الوزارة قد تشكلت، وأن الاشتراك قد عرض علي، وأنني قبلت به فعليا، وأن الأسماء منشورة ومتداولة بصفتها حقيقة تعمل واقعيا.
وباعتبار أنه لم يكن لدي أي شك بدوافع الصحفي، غير حقه بالاستفسار، وأنه من واجبي أن أقدم له الجواب الصحيح بالمطلق كما هي عادتي، فأجبته قائلا:
القصة، والخبر برمته غير صحيح أبدا إن لم أقل أنه كاذب، فأنا لم يتكلم أحد معي إطلاقا، لا من جهة السلطة، ولا أي أحد من صفها أو وسطائها بهذه القضية ، لا من قريب ولا من بعيد، ونحن في تيار طريق التغيير السلمي خاصة، حيث أنتمي، وكذلك جبهة التغيير والتحرير، الإطار التحالفي الذي نعمل داخله مع أطراف عدة، لا علاقة لنا أبدا بقضية الاشتراك بوزارات تحت قيادة السلطة ونهجها وبرنامجها، لنا فهم ونهج ومنظومة تفكير وبرنامج معارضة مختلفة كليا، وفي تيارنا كنا ولا نزال نعتبر أي اشتراك وزاري تحت قيادة السلطة هو فعل سياسي انتهازي، ولا يساهم أبد في الخروج من الأزمة السورية.
حاول الصحفي التداخل، والعمل بتشاطر صحفي، فاتضح أنه لا يعرف أي شئ دقيق عن جبهة التغيير والتحرير، عداكم عن تيار طريق التغيير السلمي، ولا فاتح جاموس، وكذلك عن وفد حميميم، يخلط بشدة بين الأسماء والإطارات... أزعجني هذا الأمر وتابعت إجابتي:
من الواضح صديقي أنك لا تعرف شيئا عني، أو طريق التغيير السلمي أوجبهة التغيير والتحرير، ولا تعرف شيئا عن برنامجنا وموقفنا، ولا تميز بين أطراف الانقسام الوطني السوري، بينما وكالة الأنباء التي تعمل بها محترمة ودقيقة ومسؤولة..، راح الرجل يقدم اعتذاراته عن عدم المعرفة والدقة، ويحاول المزيد من الاستفسار، وتابعت بدوري أننا في التيار والجبهة من شبه المستحيل أن يشارك أحد بأي وزارة أو حكومة إلا إذا كانت نتاج حوار وطني داخلي جدي جدا وحقيقي، أو خارجي، وذلك بين أطراف الانقسام الوطني المعنية بالعملية السياسية التوافقية، والحوار غير المشروط ، وحتمية الوصول إلى توافق مشترك حول شكل من أشكال الحكم الانتقالي التشاركي الديموقراطي، وبعد الاتفاق على حزمة المهمات والتحديات في الأزمة ، وتابعت بشرح وتحديد أطراف الانقسام والفروق بينها في وجهات النظر، والكيفيات التي تصطف بها من منظور ووجهة نظر تيارنا.
انتهت القصة عند هذا الحد، وأنا لم أتابع أبدا ما نشره الأخ الصحفي، وتابعت العديد من الأطراف التفاعل حول قصة وهمية وكاذبة كليا، وكل من كان مهتما وسالني أجبته نفس الجواب مع إضافة تفيد أن هناك البعض ممن يرمي أو يساعد برمي بوالين اختبار لا قيمة لها، وليس من واجبي أبدا أن أتعاطى إعلاميا مع قصة لاأساس لها
كالعادة: خاصة في عمق الأزمة السورية والانقسام الوطني، واختراق قوانين الأزمة لكل شئ في وجودنا، يخرج عليك في هذه الحالة، الطبل الفارغ، والموتور، والكذاب، والثرثار، واللقلاق، والمهتم بالأشياء بصورة خفيفة وتافهة ، يخرج عليك الشكاك، والاتهامي، والمتلطي، من يخالفك الرأي ويتعاطى معك على أساس وجهة نظرك المختلفة، ومن لا تستطيع مسكه، ومن حيث تحاول مسكه يلوثك بالبرا....، بينما السلطة السياسية نفسها تعرف موقفك بدقة، واحتمالات ردود فعلك على أي بالون اختبار، وتتعاطى معك على هذا الأساس، تتابع نهجها ووسائلها، تحترم خيارك وتتابع معاقبتك حتى بلقمة عيشك، وهو أسهل من نهش رفاق وأصدقاء الأمس. بعض المحترمين والجادين يطالبونك بالرد، الرد على من وماذا ولماذا؟ من يعرفك ويتعاطى معك بوجهة نظرك، أو بثقة رفاقية أو سياسية لا يطالبك بشئ، فهو يعرف موقفك بدقة وله ثقة بك أنك ملتزم بقناعاتك، حتى لو كان يخالفك الرأي، ما عدا ذلك غير مفيد، والمستفيد هو النظام بكل برودة أعصاب، خاصة بسبب هذه النخب التي تدعي أنها نخب معارضة، وفي أحسن أحوالها هي كما ذكرت قبل قليل، وليس فيها شخص واحد على استعداد لمراجعة نفسه والاعتذار من ذاته، عداكم عن الاعتذار لي، متأكدا أن مادتي هذه ستكون لهم مرة أخرى مادة للتحريض الوسخ والكاذب.... هيا إلى ذلك، أشجعكم .
بالطبع لا أعتب على أي أحد من الرفاق القدامى والأصدقاء الذين ساهموا ويساهموا دائما بجوقة الكذب والشك والاتهام والعض والصراخ" الثوري" هذا هو حال الخلافات والانقسام، خاصة في الأزمات الوطنية الكبرى، وسأبقى كما أنا فيما يخص أسس العمل السياسي الأخلاقي والوطني، وسأحاول أن أبقى فوق التفاهات ومحاولات الإساءة المقصودة، وخارج غباوات إضاعة الأولويات، والبعض سيموت ألف مرة زمنيا، وألف مرة من غيظه، قبل أن يستمتع بإمكانية إقدامي على أي من اتهاماته الكاذبة، وسيموت ألف مرة قبل أن يراني في صف الديكتاتورية، أو صف ولسان حال الفاشية الأصولية مثله، بينما هناك خيار آخر هام جدا وله المستقبل، وأنا من بداية الأزمة إلى جانب هذا الصف والخيار.
ومع كل المرارات، خاصة من رفاق الأمس، أنا سعيد جدا أن المنظومة السياسية والبرنامجية لتيار طريق التغيير السلمي تشق طريقها فعليا وواقعيا، وأن حوارا وطنيا جديا بين أطراف الانقسام الوطني الراغبة حقا بالحل السياسي سيحصل، وأن شكلا من أشكال الحكم الانتقالي التوافقي سيتحقق، وأن الديكتاتورية وكل شكل من أشكال احتكار السلطة سينتهي، وأن الحكم الانتقالي سيتكون من وزارة أو أكثر هامة في تاريخ الوطن حتى دخوله مرحلة الاستقرار،وسيندفع كل الوطنيين الشرفاء للاشتراك في ذلك، خاصة فيما يتعلق بحقوق الانسان والانتهاكات القائمة فيه، وسيتابع الحكم الانتقالي بنهج مختلف وجبهة وأدوات ووسائل مختلفة الكفاح ضد الفاشية لهزيمتها، وأن الجبهة الديموقراطية الواسعة نفسها، وشكل سلطتها الجديدة، التي ستهزم الفاشية، هي نفسها التي ستقاوم أي نفوذ خارجي ،خاصة أمريكي وتركي وصهيوني، وهي نفسها أداة وسلطة تحرير كل الأراضي السورية المحتلة. وما عدا ذلك هو الزبد..و..!
فاتح محمد جاموس ( تيار: طريق التغيير السلمي)
26\حزيران\2016\