«أُكِلت يوم أُكِل الثور الأبيض»

تعتمد البنية الدلالية والرمزية للأمثال والقصص على الإيحاء والتكثيف، يعكس فيها الحدث تجارب الإنسان ونشاطه في الحياة، ويعيد صياغة فلسفته وحكمته، ويؤثر فيها الرمز بشتى صوره المجازية والإيحائية لإضاءة عوالم معتمة وإظهار الجوهر في قضايا متعددة بما يتناسب مع مصلحته. وتكثف الأمثال المعنى من القصة وتعمقها وتصبح مصدراً للإدهاش والتأثير، في محاولة الخروج من الدائرة السلبية وقيمها والانتقال إلى الدائرة الإيجابية خاصة في المنعطفات المصيرية للكائن البشري. يكون الرمز في القصة أحياناً أكثر امتلاء وأبلغ تأثيراً من الحقيقة الواقعة، يكفي أن يطلع المتلقي على تفاصيل القصة حتى يصله المعنى.

من مراسلات ماركس وإنجلس حول العرب والإسلام واليهود

خلال زيارة لماركس إلى إنجلس في مانشستر بين 30 نيسان و19 أيار 1853 دار بينهما حديثٌ بشأن تاريخ الشرق وقبائله وأديانه. وبعد ذلك بأيّام، اطّلع إنجلس على كتاب القسّ تشارلز فورستر «الجغرافيا التاريخية لشبه الجزيرة العربية. أو الأدلة الأبوية للدِّين المُوحَى: مذكّرات، وملحق يحتوي على ترجمات مع أبجدية ومسرد للنقوش الحِميَريّة المكتَشفة حديثاً في حضرموت» (لندن 1844). فأرسل إنجلس إلى ماركس رسالة كتب فيها: «من الواضح تماماً بالنسبة لي الآن أنّ ما يسمّى لدى اليهود الكتاب المقدَّس ليس أكثر من تسجيل للتقاليد الدينية والعشائرية العربية القديمة، المعدَّلة بفعل الانفصال الباكر لليهود عن جيرانهم الأقرباء بالنسب العشائريّ ولكن الرّحّل». وأجابه ماركس في رسالة بعد أيام: «فيما يتعلّق بالعبرانيّين والعرب، وجدتُ رسالتك مثيرة للاهتمام لأقصى حدّ...»، ويتبادلان ملاحظات مهمّة حول الموضوع، نوردها فيما يلي بحسب الرسالتَين المنشورتَين ضمن المجلد 39 من أعمالهما المجمَّعة (الطبعة الإنكليزية، موسكو 1983).

حتّى «آخر أوكراني».. الانطلاق نحو مرحلة جديدة في الحرب

الغرب يخسر في أوكرانيا، ولكنّه لم يخسر جميع أوراقه بعد، ولا يبدو بأنّه مقتنع بالهزيمة ويتجه نحو التصعيد. يعني هذا بأنّنا قد نتجه إلى أشكال أكثر تقدماً وتطوراً من الحرب، فأوكرانيا بيدق غربي لم يستنفذ كلّ إمكاناته في الحرب ضد روسيا بعد، والتقدّم الروسي يستفزّ الغرب ويجعل لعبة «عضّ الأصابع» تمضي إلى أقصى احتمالاتها. ضمن هذا السياق وبعد أيام فقط من الأخبار الصاعقة عن سيطرة القوات الروسية أخيراً على مدينة أرتيوموفسك «باخموت»، انطلق وزير الدفاع البريطاني: بن والاس، إلى كييف في زيارة مفاجئة هي على الأرجح حلقة أخرى في سلسلة «لم ينتهِ الأمر بعد» الغربية. لنتابع آخر التحليلات الإستراتيجية ذات الصلة مع مقال الصحفي الإيرلندي- البريطاني الشهير صاحب الجوائز فينيان كونغهام.

العقوبات وخسارة الأمريكيين للشرق الأوسط

استعادت الدولة السورية مقعدها في جامعة الدول العربية بعد أنّ كانت عضويتها معلّقة في الجامعة منذ عام 2011. ومثلما مثّل تعليق العضوية بدايات تدويل الأزمة في سورية، وقدرة الأمريكيين على إنفاذ قرارهم عبر دول الجامعة الكبيرة، تمثّل العودة اليوم قطعاً مع سياسات الولايات المتحدة التي لم تخفِ عدم رضاها بما حدث، وربّما الأهم إشارته إلى قدرة الدول أمثال السعودية ومصر على عدم الانصياع لهذه السياسات. جاءت هذه العودة إلى الجامعة العربية بعد أسابيع فقط من الصفعة الأكبر لجوهر وجود الأمريكيين في المنطقة عندما تمّ الإعلان عن اتفاق سعودي إيراني برعاية الصين.

إعادة تحريك الملف الليبي بعد عرقلة مؤقتة

تحرك الملف الليبي مؤخراً من جديد، بعد عرقلة دامت قرابة العام، تخللها وجود حكومتين تتنافسان على قيادة المرحلة باتجاهات مختلفة، ما أدى إلى إنشاء وضع ساكن مؤقتاً، إلا أن التغيرات الدولية والإقليمية المتسارعة التي جرت خلال هذه المدة بدأت تنعكس على ليبيا.

قمة بريكس تقترب… ما الذي يجري تداوله

يتزايد الحديث عن مجموعة دول بريكس، والدور المتاح لها على الساحة العالمية، وذلك بالتزامن مع اقتراب موعد انعقاد قمتهم القادمة في جنوب إفريقيا، والذي من المفترض عقده في شهر آب القادم، وخصوصاً بعد أن أكدت عدة تصريحات رسمية، عزم دول المجموعة بحث إمكانية اعتماد عملة موحدة، تكون منافسةً للدولار في التبادلات التجارية على المستوى العالمي.

«قمة شيان» تعزيز للتضامن الآسيوي ومواجهة ما تبقى من نفوذ غربي

تمضي الصين بشكل مستمر وثابت في خُطا إعادة ترتيب موازين القوى العالمية والخريطة التجارية والجيوسياسية الدولية، بالتعاون مع حلفائها وأصدقائها الدوليين، في مختلف المناطق وعبر كافة المنصات الدولية الممكنة القديمة منها والجديدة. كانت آخر قفزة في هذا الاتجاه، القمة التي جمعت الرئيس الصيني شي جين بينغ مع رؤساء دول آسيا الوسطى الخمس، في مدينة شيان يومي 18 و19 من الشهر الجاري، قمة شكلت مفصلاً تاريخياً جديداً، جاء نتيجة تطورات عدة سابقة، ومعلناً تطورات جديدة قادمة.

«دروسٌ ثلاث» ينبغي أخذ العبرة منها

التطورات التي شهدتها المنطقة مؤخراً، ثبّتت مساراً جديداً لم يكن بملامحه الحالية قابلاً للتصديق، حتى قبل سنوات قليلة من اليوم، فالتحالفات والاصطفافات تتغير بسرعة، لتغير معها مشهداً ظل راسخاً لعقودٍ مضت، تكاد الذاكرة القريبة لأجيال اليوم لا تعرف سواه.

واشنطن تفتتح «مشروع مانهاتن» لأمراض خطيرة وقاتلة

قبل أيام قليلة (في 24 أيار الجاري 2023) نشرت مجلّة «العِلم» الأمريكية مقالاً عن الافتتاح الرسمي لـ«المرفق الوطني للدفاع البيولوجي والزراعي»، وسط إجراءات أمنية مشدّدة في ولاية كانساس الأمريكية التي تضمّ مدينة مانهاتن مقرّ المشروع. وبحسب المعلَن «لن يبدأ البحث النشط قبل بضع سنوات أخرى». وأقرّت المجلّة ووسائل إعلام أمريكية بأنّ المختبر الضخم سيتعامل مع عوامل ممرضة حيوانية ونباتية خطيرة من بينها فيروس «نيباه» ذي العدوى الغامضة، الذي تحمله خفافيش الفاكهة ويصيب الخنازير والبشر، ويقتل 40% و75% من البشر المصابين، إضافة إلى إيبولا وحمّى القرم والكونغو النزفية، والتهاب الدماغ الياباني، وغيرها، مما جعل قرار افتتاح المختبر يقابل بـ«عدم الارتياح» من علماء آخرين ومن السكّان المحلّيين والمزارعين.