«أوميكرون»: بين التهويل المُسيَّس والبيانات المُبَشِّرة
منذ اكتشاف متحور كورونا الجديد (أوميكرون) في جنوب إفريقيا الشهر الماضي، يتنازع «المشهد الكورونيّ» العالَمي جانبان يزدادان تناقضاً: فعلى الجانب السياسي، كثيرٌ من التصريحات غير المستندة إلى أدلة علمية تصبّ في خانة التهويل أو التسرّع، وحظر سفر على جنوب إفريقيا بمبادرة لندن وواشنطن، انتقدته حتى منظمة الصحة العالمية، وموجة جديدة من القيود الاجتماعية وتصعيد التلويح بفرض التطعيم قسراً بدلاً من أن تبذل الحكومات (الفاقدة لثقة شعوبها) جهوداً كافية لإقناعها بأهمية أخذه طوعاً... وعلى الجانب العلمي، بيانات أولية لا تبرّر حتى الآن مشهد التهويل بل تتناقض معه لأنها تدلّ على أنّ «أوميكرون» رغم كونه أسرع انتشاراً على الأرجح، لكنه أقلّ خطورة من أسلافه، كما سنبيّن في خلاصة تحليلنا للبيانات في التقرير التالي.