دولة قطر... وهبوط المنطاد العالي
لم تدرك الجموع الغفيرة التي خرجت للشوارع في دول «الربيع العربي» قبيل أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، وداعبت مخيلاتها الشعارات البراقة كالقضاء على الدكتاتورية والاستبداد والبدء بفرش الطريق الديمقراطي لتداول السلطة وتحقيق الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، إن الرصيد الكبير الذي جمعته وامتلكته دولة قطر من دعمها اللامحدود الذي بذلته هذه الدويلة الصغيرة وأميرها الذي دعي بـ«أمير الربيع العربي» سوف يتبخر سريعاً، وسيأخذ بطريق انبعاثاته الغازية كل الطبقة الحاكمة في قطر. وسيذكّرُ بنسق معروف قديم للتخلي عن الوكلاء وسيستبدلها بطبقة أخرى جديدة مولّدة قسرياً بجراحة قيصرية سريعة للتغطية على علاقاتٍ محرمةٍ لم تكشف تفاصيلُها علانيةً حتى الآن. لم يتوقع أحدٌ أنه في خضم هذه الأهوال العظيمة التي تجتاح المنطقة العربية ودولها المؤثرة أن القيادة القطرية الجديدة سرعان ما ستقفُ بشخصِ أميرها الصغير «بن حمد» في حضرة مظلته الدولية ليعلن توبته وبراءته وتوبة وبراءة الحكومة القطرية السابقة من دعم الإرهاب والمتطرفين الذين يهددون الأمن القومي لحلفائه وللعالم.