كاتب إسرائيلي يعترف: من الشجاعة القول إن العملية العسكرية ضد غزة «ف ش ل ت»
«من السهل جدا الكذب على النفس بل هو أكثر لطفاً من الحقيقة، ولكن لماذا لا نتمتع بالشجاعة ونسأل أنفسنا مباشرة: هل هذه عملية عسكرية؟ ما هذه العملية؟»
«من السهل جدا الكذب على النفس بل هو أكثر لطفاً من الحقيقة، ولكن لماذا لا نتمتع بالشجاعة ونسأل أنفسنا مباشرة: هل هذه عملية عسكرية؟ ما هذه العملية؟»
تعكس أحداث غزة الأخيرة، أو «المحرقة» كما أسماها الصهاينة، حالة التردي العربية والفلسطينية «الرسمية» في أبشع صورها، وخاصة أن المذبحة التي تُرتكب اليوم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لا تشكل حرباً فقط ضد حماس أو غزة وحدها، وإنما معركة توجه مدافعها باتجاه «المحور الإيراني- السوري» ككل، وضد كل من يحاول التصدي للمد الإمبريالي الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
كدت مصادر فلسطينية، وباعتراف الرقابة العسكرية الإسرائيلية أن صاروخاً فلسطينياً من نوع «غراد» انفجر بالقرب من منزل وزير الأمن الداخلي في الكيان الصهيوني، آفي ديختر، في عسقلان خلال رد المقاومة الوطنية الفلسطينية على العدوان العسكري الصهيوني على شمال قطاع غزة.
رغم أن التحقيقات كافة أثبتت أن الشهيد محمد الدرة قتل برصاص جنود الاحتلال في تشرين الأول عام 2000 في مفرق نتسريم في غزة، وقضت محكمة إسرائيلية وأخرى فرنسية بصحة ما جاء في التحقيقات، إلا أن المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة تدأب منذ وقوع جريمة القتل على التنصل من المسؤولية عن تلك الجريمة بكافة السبل كافة لدرء الأضرار الإعلامية التي سببتها.
عندما يقرر الوجدان الجماعي أن يعمل لحساب الحياة وغبطتها، يقف حتى الهواء مذهولاً مستفهماً.. كيف أطلقت غزة عصافير فرحنا إلى السماء، وتوجت صبرها وعصرته بالإنشاد؟
ربما لاشيء أكثر إيلاماً من صورة الطفل الفلسطيني المريض في غزة الذي قطع الاحتلال مصادر الطاقة عن جهاز تنفسه وبات أهله يتناوبون عضلياً على مدار الساعة لمده بأوكسجين الحياة، ومثله تلك المرأة الغزاوية أيضاً التي تخوفت من حدوث شيء ما لها ليلاً ونفاد عبوات أوكسجين حياتها، إلا تصريح بعض (وأكرر بعض) قواعد الفتحاويين في رام الله، مباشرة بعيد تعطل محطة الكهرباء الرئيسية في غزة وغرقها مع أبنائها رجالاً ونساءً وأطفالاً، مرضى في المشافي، وطلاب مدارس عليهم واجبات منزلية يجب حلها، وربات منازل، في الظلام جميعاً، حمساويين وفتحاويين ومن مختلف الفصائل وغير متحزبين، وقول أولئك «البعض» في تصريحات لقناة الجزيرة في تغطيتها المتزامنة من غزة ورام الله لرصد ردود الفعل: «في كل الأحوال هذا خيار شعب غزة وهم يدفعون ثمنه..... (استدراك) ونحن نتضامن معهم..»!
تحسباً من تهديدات حكومة الاحتلال الإسرائيلي بأنه «من الآن فصاعداً على مصر أن تهتم باحتياجات غزة الإنسانية»، إثر عدم تصدي قوات الأمن المصرية لآلاف الفلسطينيين الذين اقتحموا معبر رفح باتجاه الأراضي المصرية وفجروا الجدار الحدودي الفاصل بين الجانبين، لشراء احتياجاتهم كسراً للحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ حزيران الماضي، أغلقت السلطات المصرية مساء الأربعاء مدينة العريش بشبه جزيرة سيناء بالكامل، ومنعت الدخول والخروج منها وقررت إخراج كافة وسائل الإعلام والصحفيين من العريش وعدم السماح لأي منهم بدخول المدينة حتى يتم السيطرة على الوضع فيها وإعادة الفلسطينيين إلى قطاع غزة مرة أخرى.
يقول السفير الإسرائيلي في واشنطن: «إن رسالة الضمانات الاستراتيجية التي وجهها الرئيس جورج بوش إلى شارون يوم 14/4/2006 تشبه في أهميتها التاريخية وعد بلفور، فقد اعترف الرئيس فيها بالكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية، وبعدم عودة اللاجئين، وببقاء مدينة القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، إضافة إلى أن تلك الرسالة ترسم الحدود التمهيدية لدولة إسرائيل اليهودية..»!
المكرمات الرئاسية التي نثرها حاكم البيت الأبيض أثناء جولاته التفقدية لقواعده العدوانية المنتشرة مابين الكيان الصهيوني غرباً، وقاعدة «الجفير» في البحرين شرقاً، هطلت على رؤوس أبناء الأمة العربية صواريخ ودماراً في قطاع غزة، المحرر شكلاً والمُحتلة سماؤه ومعابره وحتى هواؤه، والمستباحة أرضه عملياً، وتساقطت هراوات «حُماته» في رام الله على أجساد المحتجين على تدنيس جزار البشرية لبلدتهم، المسيجة بالجدار والأسلاك وقوات حكومة تسيير الأعمال. هبطت طائرته الرئاسية أولاً في فلسطين المحتلة، للتأكيد على دور «المركز» الصهيوني المستقبلي في منطقة الشرق الأوسط الكبير أو الموسع أو...