الموتى كماً ونوعاً
«عثر على 30 جثة طافية على ضفاف نهر الغانج قرب إحدى المدن الهندية، وتعود هذه الجثث لفتيات غير متزوجات ألقين في النهر ضمن طقوس جنائزية غريبة. تجاوز عدد ضحايا فيروس إيبولا الـ7 آلاف. قتل في سورية 76 ألف شخص خلال عام 2014».
«عثر على 30 جثة طافية على ضفاف نهر الغانج قرب إحدى المدن الهندية، وتعود هذه الجثث لفتيات غير متزوجات ألقين في النهر ضمن طقوس جنائزية غريبة. تجاوز عدد ضحايا فيروس إيبولا الـ7 آلاف. قتل في سورية 76 ألف شخص خلال عام 2014».
لم تتوقف ارتدادات العمل الإرهابي الذي استهدف صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الأسبوعية، وسوبر ماركت «هيبر كاشير»، على حالة الاستنفار العسكري/ البوليسي «المحلي» داخل أراضي الجمهورية الفرنسية، والأمني «العابر للحدود» داخل القارة الأوربية والأمريكية.
في زمان سحيق، عندما كان يحتدم الاحتقان الاجتماعي وتظهر بوادر عدم الرضا بين أوساط أفراد القبائل «البدائية»، وجدت زعامات تلك القبائل ملاذها الآمن من تبعات تغييرٍ محتمل: إنها سياسة التلويح بخطرٍ خارجي يهدِّد وحدة القبيلة. السياسة التي تمسد التربة لنمو العصبيات القبلية، وتؤمِّن التفافاً شعبياً واسعاً حول الحكم.
جاء الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو»، والأحداث التي جرت في فرنسا يومي السابع والثامن من كانون الثاني 2015، لتؤكد مرة أخرى أن استمرار الرأسمالية بحربها العالمية ضد الشعوب، عبر تبني الحل العسكري لأزماتها وانسداد الآفاق أمامها، فهل نحن أمام مغامرة فاشية في العالم؟
ضمن سيناريو مألوف ومتوقع، وفي الوقت الذي ضجت فيه وسائل الإعلام في تغطيتها لملاحقة المشتبه بهما في حادثة باريس الدامية يوم الأربعاء أعلن تنظيم "داعش" يوم الجمعة 9 كانون الثاني مسؤوليته عن العملية التي استهدفت مقر صحيفة "شارلي إيبدو" في العاصمة الفرنسية .
وذكرت مصادر إعلامية أن الشيخ أبو سعد الأنصاري مسؤول أئمة وخطباء تنظيم الدولة الإسلامية أعلن خلال خطبة صلاة الجمعة في أحد مساجد الموصل أن "عمليات فرنسا هي رسالة لكل دول التحالف الدولي التي شاركت بقصف وقتل العشرات من تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل وستتكرر في كل من بريطانيا وأمريكا".
استثار العمل الإرهابي الذي تعرَّض له مقر صحيفة «Charlie Hebdo» حالة واسعة من الفوضى السياسية والإعلامية تعدَّت حدود فرنسا. فيما جاءت الأحداث اللاحقة، لتؤكد أن المستجد الفرنسي ليس عابراً.
مرة أخرى تكشف الماكينة الإعلامية عن بؤسها وسطحيتها في سياق تناول الحدث الفرنسي، بضخ مزيد من الدجل والتزييف. أغلب القراءات التي حاولت مقاربة حدث الاقتحام والاغتيال في مقر صحيفة « شارلي ابيدو» الفرنسية، دارت ضمن تلك الحلقة المفرغة التي تصور الأمر وكأنه صراع بين العلمانية والتدين، بين التخلف والحداثة، بين ثقافة وأخرى.. وغيرها من مفردات الاستهلاك الإعلامي التي تساهم في التغطية على جوهر الصراع الدائر، في أسبابه العميقة، في أدواته المتعددة التي تبدو أنها متناقضة ولكنها تخدم الهدف ذاته..