المعارضة السورية... هل تغتال مراكش المشروع الديمقراطي؟
كل الدلائل تشير إلى حقنة دبلوماسية ’ومالية بل وعسكرية دسمة للائتلاف ’السوري في مراكش 12/12/12.
كل الدلائل تشير إلى حقنة دبلوماسية ’ومالية بل وعسكرية دسمة للائتلاف ’السوري في مراكش 12/12/12.
تشير التحركات والتصريحات السياسية الدولية خلال الأسبوع الأخير، وبشكل خاص عودة الروح إلى اتفاقات جنيف واعتبارها أساساً للحل، تشير إلى أن ما يفصلنا عن انطلاق الحل السياسي هو أيامٌ وأسابيع قليلة، وبعض المعيقات التي ينبغي تذليلها، ولا شك أن القارئ الموضوعي للتوازنات الدولية والداخلية كان يرى قبل أشهر عديدة أن الأمور ستمضي باتجاه الحل السياسي رغم كل أعاصير الكذب والأوهام التي حاولت الأطراف المتشددة المختلفة تغذيتها طوال الفترة الماضية، لكن ما ينبغي الوقوف عنده هو حقيقة أن أعداء الشعب السوري إذا كانوا سيقبلون مرغمين الذهاب إلى التفاوض، فإن ذلك لا يعني إطلاقاً التخلي عن أهدافهم، هو فقط تغيير للخطط بما يناسب الواقع الجديد..
في جنيف، وعلى هامش اللقاء الثلاثي الذي جمع موسكو واشنطن والأمم المتحدة، التقى نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف بومي 13 و14 كانون الثاني الجاري بـ3 من ممثلي المعارضة السورية، حيث جرى بحث تنظيم المحادثات السورية- السورية المزمعة في 25 من الشهر الجاري.
اقتربت الأزمة السورية من إنهاء عامها الخامس، أعوام ثقيلة ودامية مرّت، ورغم عمق المأساة ووطأتها إلّا أنّ 2015 لم يشأ أن يرحل إلّا وقد فتح أبواب الأمل واسعاً..
شهد الأسبوعان الفائتان تسارعاً ملحوظاً في انخراط الأوروبيين في عملية «محاربة الإرهاب». تجسد ذلك بالخطوات الفرنسية والبريطانية، وما رافقها ووازاها من تصريحات دبلوماسية وإجراءات قانونية داخلية في دول أوروبية أخرى.
شهد الأسبوع الفائت جملة من الوقائع المستجدة المتعلقة بالأزمة السورية والمساعي الحثيثة لحلها سياسياً: بدءاً من زيارة الرئيس السوري لموسكو وما ظهر من نتائجها، إلى دعوة الولايات المتحدة للقاء دولي في فيينا لمناقشة الأزمة السورية، وانعقاد هذا اللقاء وخروجه بنتائج أولية تشكل خطوة إضافية باتجاه تسريع التوافق على تسريع عجلة الحل السياسي، مع ترك المجال لـ«المتحفظين» ليتحفظوا على هواهم شرط أن ينخرطوا ضمن عملية الحل السياسي على أساس جنيف1،
أنهى وفد لجنة متابعة نداء موسكو٢ الذي ضم د.قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير والأستاذ نمرود سليمان، اجتماعاته مساء الخميس 24/09/2015 في جنيف، حيث كان قد اجتمع بعد ظهر الأربعاء مع السيد ستيفان ديمستورا المبعوث الدولي إلى سورية، وجرى بحث آفاق التسوية السياسية في سورية على ضوء بيان جنيف حزيران ٢٠١٢، ومجريات التحضير لجنيف٣، وسير العمل في التجهيز لعمل المجموعات الأربع للحوار السوري- السوري.
تصاعدت من جديد في الفترة التي سبقت وزامنت وتلت المؤتمر التشاوري للحوار السوري في موسكو، محاولات سياسية وإعلامية وميدانية لبث روح اليأس والتشاؤم حول إمكانيات نجاح العودة إلى المسار السياسي لحل الأزمة، وكان من الطبيعي أن تستهدف تلك المحاولات بخاصة التشويش على الجهود التي يبدو أنها تشق طريقها في استعادة منصة جنيف1 منطلقاً للحل السياسي للأزمة السورية،وهي من أهم النقاط التي اتسعت دوائر التوافقات حولها، نظراً لأهميتها في خلق إمكانية لتجميع القوى الوطنية المختلفة وتعبئتها باتجاه إنجاح الحلّ.
تجري هذه الأيام تحضيرات الجولة الثانية من اجتماع موسكو الذي سيعقد في نيسان المقبل على ما تقول المصادر المختلفة الرسمية وغير الرسمية. وفي الأثناء تتصاعد محاولات عرقلته أو تخفيض وزنه أو حتى تأجيله إن أمكن، من الأطراف ذاتها التي اشتغلت ضد الجولة الأولى منه، وبالوسائل ذاتها تقريباً مضافاً إليها بعض التنقيحات والتعديلات الشكلية..
على طول الخط، سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إشعال المزيد من بؤر التوتر، وترسيخها واقعاً يهدد الأمن المباشر وغير المباشر لمنافسيها الدوليين، ما خلق من كلِّ بُد تغليبٍ لمنطق الحلول السياسية انتصاراً للقوى الرافضة لمشروع الحريق الأمريكي.