حرب.. خارج الهدنة..
رفع رأسه بتثاقل من على وسادته، لقد أيقظه الضجيج في كل مكان، لم يكن المعسكر يوماً بهذا الاضطراب، فتح عينيه بكسل والتفت حوله، أناس يدخلون ويخرجون بسرعة إلى غرفته دون أن ينبس أحدهم ببنت شفة، يبدو أن شيئاً ما قد حدث
رفع رأسه بتثاقل من على وسادته، لقد أيقظه الضجيج في كل مكان، لم يكن المعسكر يوماً بهذا الاضطراب، فتح عينيه بكسل والتفت حوله، أناس يدخلون ويخرجون بسرعة إلى غرفته دون أن ينبس أحدهم ببنت شفة، يبدو أن شيئاً ما قد حدث
تحت ما هو أوسع من هذا العنوان، وبمصطلحات مختلفة، كتبت صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن مادة موسعة وهامة، مصدرها كما أشارات مكتبها في رام الله، تشير إلى أن تكاليف العدوان الإسرائيلي الجاري على قطاع غزة فاقت تكلفة ما اسمته الصحيفة «الحربين» السابقتين، نتيجة الاستدعاء الواسع للاحتياط ولاستخدامات «القبة الحديدية»، بما أسهم في رفع تلك التكلفة. اللافت أن المقالة في لغتها التحريرية اعتمدت تسميات ومصلحات محايدة من شاكلة «إسرائيل» وليس الكيان الاسرائيلي و«الحرب» وليس العدوان حيثما ورد، وهذا يندرج ضمن سياساتها الإعلامية ومسؤولياتها الأخلاقية.
جاءت الحرب العدوانية الوحشية التي يشنها كيان العدو المجرم على قطاع غزة، منذ خمسة وعشرين يوماً - حتى كتابة هذا المقال - لتؤكد مجدداً على طبيعة هذا الكيان الاستعماري الاحتلالي، الناتج عن خطة صهيونية / إمبريالية، كانت تهدف – وماتزال ــ منذ اللحظة الأولى لتنفيذ مشروعها على الأرض الفلسطينية، على قضم الأرض وطرد أصحابها عبر طرق متعددة، كانت الكراهية والعنصرية، وبالتالي، المذابح ، إحدى أسرع الخطوات لتحقيق الهدف الأساسي: تفريغ الأرض من سكانها وإحلال مستعمرين يهود من أربع جهات الأرض لتحقيق حلم «إقامة دولة اليهود».
اصطفت الطائرات الحربية تباعاً واحدة تلو الأخرى، ها هي قد عادت للتو من مهمتها وأطفأت المحركات، فتح الطيارون أبواب قمراتهم وترجلوا بتكاسل إلى أرض المطار، إنها الطلعة التاسعة هذه الليلة، والجميع يعلم بان هناك المزيد، لم يعد هناك الكثير لتدميره بعد أن سوت تلك الطائرات الاسرائيلية الشوارع والمنازل بالأرض، وتحولت «غزة» المحاصرة إلى كتلة من النار
رفعت المقاومة الفلسطينية سقف الحرب الدعائية بتأليف كلمات لأغنية باللغة العبرية، ونشرت هذه الأغنية على الإنترنت.
واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية عملياتها العسكرية مكبدةً العدو الصهيوني خسائر فادحة على الصعيد العسكري والخدمي. عمليات عدة تمكنت فصائل المقاومة التعبير من خلالها عن مستوى التطور الذي طرأ في صفوفها خلال السنوات الماضية.
في وقتٍ تستمر فيه المقاومة الفلسطينية بتسطير ملاحم بطولية في الحرب مع العدو الصهيوني، ارتفعت وتيرة الاحتجاجات التي شهدتها معظم دول العالم العربية والغربية، على المستوى الشعبي والسياسي تضامناً مع المقاومة الفلسطينية ورفضاً للعدوان الصهيوني على قطاع غزة والشجاعية.
كد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، في حديثٍ مع الصحافة أن «المقاومة الفلسطينية ردت العدوان بالمثل، وقد ثبت بأن المقاومة الفلسطينية أقوى من جيش الاحتلال». وحول الدور المصري، أكد مشعل أنه «ليس هناك أية حساسية من التعامل مع أي دور بما في ذلك الدور المصري» ومكرراً رفض وقف إطلاق النار قبل فك الحصار عن غزة، مؤكداً، في سياقٍ آخر، أن «الأمة ستفرض على أمريكا تغيير سياستها».
يستمر الشعب الفلسطيني، وفي طليعته أبناء غزة، ومقاومتهم المسلحة، في ردهم على الطور الجديد من العدوان الصهيوني المستمر في فلسطين المحتلة منذ عقود. ورغم أنّ القضية الفلسطينية تحمل في داخلها ما يكفي من العوامل التي تبقيها مشتعلة وفي واجهة الأحداث طوال الوقت، فقد تم تغييبها نسبياً بحكم ما تشهده دول المنطقة من تطورات داخلية خاصة بها،
تكشف المواجهات التي باتت تشهدها معظم أراضي فلسطين المحتلة وجهاً آخر لحقيقة ما يجري فيها، فإن كانت أعداد الشهداء الفلسطينيين ترتفع يومياً، ولا سيما في قطاع غزة المحاصر، إلا أنه، ومن جهة أخرى فالأداء العام لفصائل المقاومة الفلسطينية يشي بتقدمٍ واسع أحرزته تلك الفصائل خلال السنوات القليلة الماضية.