من الذاكرة: مشارف الذكرى
لقد تأسس الحزب الشيوعي السوري في الثامن والعشرين من تشرين الأول عام 1924عشية الثورة السورية الكبرى عام 1925 وفي أعقاب الثورات والانتفاضات المتتالية ضد الاحتلال الفرنسي، وعلى الرغم من أن إمكانات الحزب كانت متواضعة يوم الإعلان عن تأسيسه إلا أنه انخرط فور نشوئه في المعارك الوطنية
لقد تأسس الحزب الشيوعي السوري في الثامن والعشرين من تشرين الأول عام 1924عشية الثورة السورية الكبرى عام 1925 وفي أعقاب الثورات والانتفاضات المتتالية ضد الاحتلال الفرنسي، وعلى الرغم من أن إمكانات الحزب كانت متواضعة يوم الإعلان عن تأسيسه إلا أنه انخرط فور نشوئه في المعارك الوطنية وقام أعضاؤه وأصدقاؤه بتوزيع بياناته على جنود الجيش الفرنسي من فرنسيين ومغاربة وغيرهم، يدعونهم إلى عدم مقاومة الثوار، وكتب قادته ومناضلوه، ودعوا قولاً وفعلاً إلى تأييد الثورة الوطنية، وقدم الشيوعيون مساعدات مختلفة للحركة الوطنية، وشاركوا إلى جانب القوى الوطنية في النضال ضد الاحتلال، وقد تعرض عدد من قادته للاعتقال والسجن، وأرسلوا إلى المنافي في أرواد والقدموس والرقة، كما قاوم الحزب كل محاولات تمزيق الوطن إلى دويلات طائفية، وناضل بعناد ضد محاولات ترسيخ الكيانات التي أقامها الاستعمار على أسس طائفية ومصطنعة.
لقد كان حزبنا وما يزال حزب النضال ضد الطائفية والسياسات المرتكزة إليها، وعرفت سجون الاحتلال الفرنسي، وكذلك معتقلات الديكتاتوريات العسكرية بين عامي 1949-1954، ومراكز المباحث والسجون في عهد الوحدة في أواخر خمسينيات وأوائل ستينيات القرن الماضي العديد العديد من مناضلي الحزب ممن تصدوا للاحتلال والديكتاتورية..
واليوم ونحن على مشارف الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري، نحيي كل مناضليه الذين لم يبخلوا ببذل، ولم يترددوا في مجابهة أعداء الوطن والشعب، وسطروا بصمودهم وتضحياتهم تاريخ الحزب، ولعبت نضالاتهم دوراً كبيراً في بناء الحزب وتوسيع نفوذه، وفي إبراز وجهه الوطني والطبقي المشرف، مما أكسبه تلك السمعة والهيبة المحترمة.
وعلى صفحة شريط الذكريات تتألق مئات بل آلاف الأسماء، وحسبي أن أشير إلى بعضها كمثال، وأنا واثق أنكم ستذكرون الكثير غيرهم من المناضلين بكل الإجلال والاحترام:
«فؤاد الشمالي وخالد بكداش وفوزي الزعيم وناصر حدة، والشهيد الطيب شربك، وبشار موصلي وخالد الكردي وسميح الجمالي والعامل اسماعيل الطرودي وفوزي الشلق وعبد العزيز حربة وأيوب شمعون والمحامي عبد الكريم طيارة وديب قطيرة وعبد الوهاب رشواني والشاعر رشيد كرد وحنا أصلان ونديم وعمر رمضان وأبو فؤاد خلو والشهيد فرج الله الحلو وسعيد الدروبي وحفظي البيروتي واسماعيل الباشا وأديب قزعلي وعمر قطرية وسيمون شمشيخ ورشيد جلال وكمال عبد المجيد ويونس نوري وحسن أوسي وعبدي عباس وأبو جهاد عابدي عابد ومحمد شيخموس نسي وفرحة عثمان ومحمد شويش ومحمد علي بيس و... والنضال سيستمر لأن الصراع مازال قائماً ولن ينتهي بين ليلة وضحاها.. لأنه صراع وجود.