تأتي عملية المقاومة الفلسطينية بالتفجير المزدوج في القدس، الأربعاء 23 تشرين الثاني الجاري، الذي قتل فيه «إسرائيلي» على الأقل مع جرح قرابة عشرين آخرين، بشكل زلزال غير مسبوق منذ سنوات طويلة، لتشكل تحوّلاً نوعيّاً جديداً لن يكون ما يليه كما سبقه. وما زال الاحتلال عاجزاً حتى عن الإمساك بطرف خيط ذي جدوى للوصول للمنفّذين، يحفظ به ماء وجه منظومته الأمنية التي مُرِّغَ أنفها مجدداً، كما جاءت العملية عبر عبوات يتم تفجيرها عن بعد وفي مكانين بشكلٍ منسّق، وباعتراف الاحتلال، ليدلّ على تنظيمٍ عالٍ في التصميم والتحكم والتنفيذ، ما جعل العدو ومستوطنيه حتى الآن بحالة ذعر متواصلة على طول الأيام الثلاثة الماضية؛ التي شهدت على سبيل المثال قيام مستوطن بقتل مستوطن آخراً رمياً بالرصاص شرق القدس يوم الخميس، بسبب ما قيل في البداية إنّه رعبه من أن يكون فلسطينياً يريد تنفيذ عملية، قبل أن يغيّر الاحتلال رواية السبب، كما وردت مئات الإنذارات حول «أجسام غريبة» في القدس لوحدها، مع هروب جماعي للمستوطنين من مركز تسوّق يوم الجمعة، للاشتباه بوجود «عبوة»، ليتبين أنّه «إبلاغ كاذب»، ليبقى الصادق والحقيقي والمؤكّد هو نجاح المقاومة ببث الذعر في فرائص الاحتلال.