تأتي المساعي الأمريكية لتأمين ما تيسّر من قطرات الغاز الطبيعي المسال من أيّ مصدر قد «تمون عليه» من كوريا الجنوبية إلى اليابان وقطر وحتى أذربيجان، كخطوة تعتقد واشنطن أنها قد «تحرّر» بواسطتها أوروبا ولو مؤقتاً وقليلاً من ضغط اعتمادها على الغاز الروسي، وأنها قد تجرّ بذلك بعض المتردّدين أو الخائفين في أوروبا للانزلاق إلى درك أعمق من العدوانية وقرع طبول الحرب ضدّ روسيا. لكن حتى صحيفة «وول ستريت جورنال» نفسها شكّكت بإمكانية جمع الكمية المطلوبة وهي أكثر من 10 مليارات متر مكعب (حوالي 6% من سوق هذه السلعة) لترسلها إلى أوروبا التي تستورد 70% من إجمالي صادرات الغاز المسال الأمريكي، في حين قال مصدّروه الأمريكيون: إنهم قدّموا أقصى ما يستطيعون. فما مدى جدّية الحديث عن الغاز القَطَري في هذا الشأن؟ وما الثمن السياسي والاستراتيجي المترتب على قَطَر وغيرها في حال تقاربوا أكثر مع واشنطن التي تحاول ترتيب تَرِكَة «فوضاها» قبل استكمال انسحاباتها الاضطرارية من تاريخ «القرن الأمريكي»؟