عرض العناصر حسب علامة : الثقافة

«معطف» غوغول: عن أساسيات العيش التي تحولت أحلاماً

قدمت الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون، أيام 2 و3 و4 نيسان الجاري، عرضاً مسرحياً راقصاً بعنوان «المعطف»، وهو اقتباس حر عن قصة تحمل العنوان ذاته للكاتب الروسي، نيقولاي غوغول، من إخراج حسين خضور، وكريوغراف وأداء نورس عثمان، ودراماتورج لجين العرنجي. وتدور أحداث العرض حول موظف يعيش تفاصيل حياته الشخصية، محاطاً بوحدته وغربته في عالمٍ يحكمه الهلع. سيحاول أن يحلم بشراء معطفٍ جديد يحميه ويدفئه، وبعد جهد، وفي اللحظة التي يظن أن حلمه قيد التحقق، سيسلب الحلم، ولن يكون أمامه إلا المواجهة.

للوقوف عند العرض وأصدائه، أجرت «قاسيون» لقاءً موسعاً مع مخرج العمل حسين خضور، الذي تناول التفاصيل التي حكمت عرض «المعطف».

«العودة إلى الأمام» و«عقدة التقدم» الليبرالية

يحاول الفكر الرسمي بشكله الليبرالي ومنذ عقود طويلة، وتحديداً خلال مرحلة تراجع الفكر الماركسي، أن يقدّم نفسه على أنه فكر التقدم والمستقبل، حاملاً الأفكار «الجديدة والحديثة». وفي محاولته هذه هو يتهم الماركسية والفكر التغييري بالتحجر والغرق في التاريخ، والحنين الدائم إليه. 

التجارة الثقافية والاستغلال

يمثل جزء من الحضارة، الهوية القومية أو الوطنية لأي شعب، الانتماء إلى الآخرين، إلى مجموعة من البشر، وقد تتحول أو تحولت في العديد من الحالات إلى فخر في التمّيز بالعادات والتقاليد أو الإنجازات. والحفاظ عليها هو جزء من الحفاظ على هذه الهوية للمكان وللشعوب، وجزء من رفع نسبة الانتماء أو التحكم بها في الظرف الحالي. مثلما يتم استغلال الحضارة في قطاع السياحة، على أنها مركز استقطاب للسواح لكي يتعرفوا على حضارات أخرى، بعض منها يعيش في عصرٍ غير عصرنا، وفي ظروف اجتماعية غير ظروفنا. أو مثلما تستغل في متاحف فرنسا وبريطانيا، على أنها تمثل التقدم الثقافي لهذه البلدان، حتى لو أن معظم إن لم يكن جميع ما هو موجود في هذه المتاحف، هي غنائم الحرب العالمية.

الذكاء الاصطناعي ما بين: التناقض وحدود الفكر السائد

إن الطبيعة المتداخلة لبعض الميادين البحثية العلمية، حيث تتلاقى عدة علوم بشكل ملموس، تجعل من تطور هذه الميادين مرتبطة بطبيعة هذه العلوم التي تشكل هي نقطة التقائها. فمثلاً: إن الذكاء الاصطناعي هو ميدان تتلاقى فيه الهندسة الكهروميكانيكية، وهندسة الحواسيب، وعلم النفس، والطاقة وغيرها. 

العصافير المقليّة

لم أكن قد تجاوزتُ العاشرة من عمري عندما غادرتُ مدينتي وزرْتُ الضيعة لأوّل مرة في حرب حزيران عام 1967 برفقة والدي، الذي سرعان ما تركني وعاد بذات سيارة «البوسطة» التي أقلّتنا. فطبيعة عمله لا تسمح له بالغياب زمناً طويلاً. استقبلني جدّي وجدّتي بمنتهى الحفاوة. وخلال دقائق بدأتُ أتفقّد محتويات البيت الطّيني ومعالمه بانبهارٍ وحماس، وأنا أسألهما عن الأغراض والأدوات والأثاث الغريب عنّي بأشكاله وأسمائه. مبتسماً بانشداه لإجاباتهما، محاولاً عبثاً حفظها، وكأنّي أتعلّم لغة أجنبية دون تمهيدٍ أبجديّ!

وتساقطتْ أوراقُ الليمون!

مُزارع حمضيّات في الساحل السوري، تعرّض بستانه المزروع بأشجار الليمون إلى موجة صقيعٍ حادّة أدّت إلى تساقط أوراقه، لكن ثماره الناضجة بقيت تتلألأ صامدةً على أغصانها. شكلها الخارجي في غاية النضارة والمعافاة، لكنها من الداخل جافّة تماماً ولا تعصر قطرة واحدة. سبعة أيام لم يحلق خلالها ذقنه وهو يدور متنقّلاً بين معارفه من مهندسين زراعيين وصيادلة مختصّين بمعالجة الأمراض النباتية لاستشارتهم، ولكن دونما فائدة.

الرموز التاريخية للشعوب

في تناقضٍ مع الشعوبية التي ينتهجها إعلامنا، التي تفترض التعصب، والذي يفترض بدوره إحياء عصبية للشخصيات التاريخية، تتعرض الرموز التاريخية في منطقتنا إلى هجوم ممنهج بقصد تشويه تاريخ شعوب المنطقة والقطع معه، بما يسهل السيطرة ثقافياً ومعرفياً عليها، وبالتالي ضبط إيقاع السيطرة السياسية.

بحث في الثقافة المحتضرة

انعكاسات الواقع الموضوعي على مستوى الوعي في مستوياته المختلفة، الفنية والثقافية والأخلاقية والفكرية والعلمية، تفرض أن تشابه المراحل التاريخية اقتصادياً واجتماعياً لا بد وأن ينعكس تشابهاً على مستوى الوعي بالضرورة، وإن أخذنا الإنتاج الفكري الماركسي النظري والسياسي، وانطلاقاً من القول: أن المرحلة الراهنة هي مرحلة أزمة عميقة في الرأسمالية، فإن العودة إلى مراحل تاريخية عاشت فيها الرأسمالية الأزمة بشكل منفجر، يمكن أن يقدم لنا هذا الإنتاج الماركسي دليلاً عاماً للعمل وأدوات للمواجهة الفكرية والسياسية، وكيف إذا كانت الأزمة اليوم هي من الحدة بحيث أنها دليل مباشر قادر على البرهنة على ما كان في مراحل الأزمة سابقاً أقل حدة ربما أو أكثر عمومية!




المُسَلّي

لطالما قرأت بالجرائد الإعلانية عن حاجة بعض الأُسر الثريّة إلى مُسلّي عجائز. وبقيَتْ هذه «المهنة» لغزاً محيّراً بالنسبة لي، كونها غير مألوفة في مجتمعنا. وكنت أتساءل دائماً: تُرى، ما هي المواصفات والقدرات التي يجب أن يتحلّى بها المسلّي؟ ما هي الحكايا والنوادر التي يرويها، والألعاب والحركات التي يقوم بها لتسلية العجائز؟ وغيرها الكثير من الأسئلة، إلى أن التقيت مؤخراً وجهاً لوجه مع أحد المسلّين مصادفةً، وأنا أتجه بالسرفيس من موقف كراج جسر الرئيس في دمشق إلى دمّر.