الافتتاحية: ما وراء الاستعصاء الليبي..
تمر معظم التحليلات السياسية المتابعة لما يحدث في ليبيا بشكل عابر وسريع على ما يمكن اعتباره موضوعياً منعطفاً حاسماً في تاريخ العلاقة بين سلطة القذافي والشعب الليبي، ونقصد هنا مجموعة الصفقات التي أبرمها « الأخ القائد» أو «زعيم ثورة الفاتح» مع الأنظمة الإمبريالية بُعيد احتلال العراق، أملاً في إطالة عمر سلطته التي خشي عليها من أن يصيبها ما أصاب نظام صدام حسين، وهذه الصفقات شملت بشكل أساسي كما هو معروف، تحمُّل مسؤولية تفجير طائرة لوكربي والتعويض على ضحاياه والتعهّد بعدم رعاية ودعم «الإرهاب»، وإعادة النظر بمفهوم الصراع العربي– الإسرائيلي التي أنتجت سريعاً فكرة «إسراطين»، وإسقاط حق ليبيا والليبيين في جريمة حقن المئات من أطفالهم بفيروس الإيدز، والأهم طأطأة الرأس أمام شركات النفط العملاقة وتقديم كل ما يلزم لها من تسهيلات لاستثمار، أو بالأحرى، لسرقة النفط الليبي شراكةً مع الأسرة الحاكمة، واتباع سياسات اقتصادية وأمنية أكثر انفتاحاً وتعاوناً مع الغرب الاستعماري عموماً، ومع الإمبريالية الأمريكية بشكل خاص.