عرض العناصر حسب علامة : الامبريالية

الافتتاحية: ما وراء الاستعصاء الليبي..

تمر معظم التحليلات السياسية المتابعة لما يحدث في ليبيا بشكل عابر وسريع على ما يمكن اعتباره موضوعياً منعطفاً حاسماً في تاريخ العلاقة بين سلطة القذافي والشعب الليبي، ونقصد هنا مجموعة الصفقات التي أبرمها « الأخ القائد» أو «زعيم ثورة الفاتح» مع الأنظمة الإمبريالية بُعيد احتلال العراق، أملاً في إطالة عمر سلطته التي خشي عليها من أن يصيبها ما أصاب نظام صدام حسين، وهذه الصفقات شملت بشكل أساسي كما هو معروف، تحمُّل مسؤولية تفجير طائرة لوكربي والتعويض على ضحاياه والتعهّد بعدم رعاية ودعم «الإرهاب»، وإعادة النظر بمفهوم الصراع العربي– الإسرائيلي التي أنتجت سريعاً فكرة «إسراطين»، وإسقاط حق ليبيا والليبيين في جريمة حقن المئات من أطفالهم بفيروس الإيدز، والأهم طأطأة الرأس أمام شركات النفط العملاقة وتقديم كل ما يلزم لها من تسهيلات لاستثمار، أو بالأحرى، لسرقة النفط الليبي شراكةً مع الأسرة الحاكمة، واتباع سياسات اقتصادية وأمنية أكثر انفتاحاً وتعاوناً مع الغرب الاستعماري عموماً، ومع الإمبريالية الأمريكية بشكل خاص.

الافتتاحية: بين 24 تموز يوسف العظمة.. و12 تموز 2006

مثلما رفض القائد يوسف العظمة نصائح المتخاذلين بعدم مواجهة غورو في ميسلون في 24 تموز 1920، وهو العارف بالفرق الهائل في ميزان القوى ليثبت للجميع أن الانتصار النهائي معقود لمن يصمد في أرض المعركة بغض النظر عن نتائجها الميدانية المباشرة، كذلك رفضت المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله الاكتفاء بانتصار عام 2000 والمراوحة في المكان والسكون لنصائح المتخاذلين والمهولين بقوة العدو الصهيوني في وقت أدركت فيه المقاومة وقيادتها الشجاعة أن زمن الهزائم قد ولّى وجاء زمن انتصارات المقاومة والشعوب.

الفخ المحكم للسياسات الليبرالية الجديدة

إنها المرة الثانية خلال بضع سنوات التي يفاجأ بها الكثيرون في العالم أجمع بزلزال جديد من حيث نتائجه على مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والفكرية، زلزال جديد توقعه العقلانيون الواقعيون من ذوي الإيديولوجيات الإنسانية البعيدة عن المصالح الشخصية وعن ردات الفعل والجمود الفكري، وذلك من خلال تحليل علمي واقعي دقيق للظروف الموضوعية، وتحليل تاريخي وعميق للبنية الفكرية والمصالح المستمرة للقوى الامبريالية الحالية، والاصطفاء الذي وصلت إليه عبر معارك التصفية والاحتواء. فبناء على هذه الدراسات العميقة تم استشفاف الانعكاسات والنتائج التي ستنجم عن القبول بتنفيذ السياسات التي تروج لها وتفرضها القوى العالمية المسيطرة، محذرين منبهين لما ستكون عليه نتائج الاملاءات والوصفات والفروض من قبلها عبر أدوات ومؤسسات عالمية تنفذ رؤيتها من أجل هدف واحد، هو تركيز الثروات والأموال وعرقلة نمو الآخرين عبر سياسات نهب مزدوجة، هدفها استمرارية انصباب أغلب الفوائض في بنوكها وصناديق الشركات المتعددة الجنسيات، أما الجزء الباقي فيوضع في حساب فئات قليلة تضعها في بنوك المركز معتقدين أنهم قادرون على الاستفادة منها في الوقت المناسب الذي كانوا يعتقدون أنهم هم الذين يتحكمون به اعتماداً على دعم القوة المسيطرة الداعمة لهم، والتي هدفت من خلال دعمهم تكديس الفوائض في بنوكها من أجل عدم توزيعها واستثمارها بالشكل الذي يكون ذا فوائد جمة من ناحية كونه ذا قدرة على تحسين المستوى المعاشي للمواطنين، الذين يشكلون الثروة الحقيقية لأي بلد، بحيث يكونون يملكون القدرة النفسية والجسدية للعمل والإبداع والعطاء والتنشئة الصحيحة، وبالتالي منع  الكثير من الأمراض من الانتشار كالبطالة والفقر والجوع والجهل، كذلك تفريغ أي صراع من محتواه وتقوية وتمتين البنيان الاقتصادي وصولاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وإلى تحقيق الفوائض التي تحول إلى رفاهية متزايدة، وتجعل المؤسسات الحاكمة ذات استقلالية في السياسات بكافة مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وبالتالي لا يمكن استلاب الحقوق الوطنية والقومية ولا يمكن التلاعب بالبنيان الداخلي المتين، ويمكن مواجهة معظم المؤامرات والتدخلات التي ما زالت تطبخ وستستمر في مراكز الأبحاث والدراسات الغربية من أجل التفنن في فرض الرؤى الأكثر قدرة على عرقلة ونهب الآخر بأقل الخسائر الممكنة.

ليبيا.. القذافي يقف على آلاف الجماجم

تتعقد الأوضاع في ليبيا مع اتخاذ الانتفاضة الشعبية المشتعلة فيها منذ شباط الماضي شكل اشتباكات وصدامات مسلحة بين المنتفضين وكتائب القذافي المدعومة بشكل خفي من بعض القوى الإمبريالية، وعدم قدرة أيٍّ من الطرفين على حسم الأمور لمصلحته، وهو ما فسح المجال لتعالي وتزايد الأصوات المطالبة بالتدخل الأجنبي، سواء في داخل ليبيا أو من خارجها. وبينما يتوالى سقوط الضحايا في المدن الليبية إثر المعارك الدموية الدائرة، تتباين المواقف «المعلنة» للقوى الإمبريالية العالمية حول ما يجري، فالإدارة الأمريكية مازالت منذ اندلاع الانتفاضة تسعى إلى التدخل العسكري بحجة حماية المدنيين، ولكن محاولاتها المستمرة للحصول على شرعية القيام بذلك ما فتئت تُواجه برفض القوى الإمبريالية الأخرى، مما يؤكد عدم وصول هذه القوى لأي اتفاق بشأن تقاسم الحصص والنفوذ والثروات الليبية، وهو الذي ينعكس استعصاءً ميدانياً وسياسياً يدفع ثمنه حتى الآن الشعب الليبي الثائر، المتطلع للحرية والكرامة في بلده الموحد المستقل. والآن تحاول الإدارة الأمريكية الالتفاف لتحقيق هدفها بالتدخل المباشر بمساعدة عملائها في النظام الرسمي العربي، وهو ما يجب أن يرفضه الليبيون وجميع أحرار العالم رفضاً قاطعاً، والعمل على دعم الانتفاضة الشعبية بكل الوسائل للإطاحة بنظام القذافي مع المحافظة على وحدة تراب ليبيا ووحدة شعبها.

إن كل المعمورة الآن، وبالأخص الشعوب العربية المحتقنة أو الثائرة، تشاهد مأساوية المشهد الليبي، وآخر تطورات ثورة أحفاد عمر المختار، والقلوب مليئة بالأسى تجاه ما يحدث من اقتتال غائم الملامح والغايات والأهداف والمحركين والداعمين، واستمرار المجرم معمر القذافي بالذبح والوقوف على آلاف جماجم  الشعب الليبي الصامد بمفرده اليوم..

ذبح ثائري البحرين.. إرادة إمبريالية.. ومظهر طائفي

لماذا كل هذه الوحشية في ذبح ثائري البحرين؟ لماذا داهمت دبابات «درع الخليج» الساحات والشوارع والبيوت، وطاردت المنتفضين الجرحى حتى إلى المستشفيات والعيادات الطبية؟ لماذا يقف العالم المتمدن متفرجاً أخرس على كل ذلك، بينما يقيم الدنيا ولا يقعدها في أماكن أخرى لا يزيد الذبح فيها أو ينقص عما يجري في البحرين؟ 

آل سعود والأمريكان.. يرقصون بالسيوف على دماء الثوار

تنطوي الساعات المقبلة على كل الاحتمالات المفتوحة، وإن كان أغلبها يوحي بأن لا شيء بات محرماً في جهود الإمبريالية الأمريكية بالرد على انتفاضات الشعوب الثائرة في كل مكان من العالم العربي، ولعل ما يفعله آل سعود الآن في البحرين بالنيابة عن حلفائهم التاريخيين في لندن وواشنطن، أوقح من كل التصورات..

الاستراتيجية الأمريكية لإخضاع صحوة العرب (2-2)

حذّر زبينغو بريجنسكي، أحد صقور واضعي السياسات الجيوستراتيجية الإمبريالية الأمريكية والمهندس الفكري للعولمة، منذ سنوات، نخب عالم الغرب وخصوصاً في أمريكا، من انبثاق واقعٍ ضاغطٍ لصحوةٍ سياسيةٍ عالمية. وقد فسّر الصحوة بوصفها أحد أكبر التحدّيات التاريخية الجوهرية ليس لأمريكا فحسب، بل لهياكل القوى العالمية ومصالحها. كما أوضح أنّه «للمرّة الأولى في تاريخ البشرية، ينشط غالبية البشر سياسياً، ويمتلكون وعياً سياسياً فاعلاً»، وأنّ «التوق العالمي لكرامة الإنسانية يشكّل تحدّياً مركزياً متلازماً في ظاهرة صحوةٍ سياسيةٍ عالمية... صحوةٍ هائلةٍ اجتماعياً وجذريةٍ سياسياً»، ويشدّد بريجنسكي: «تتجاوز هذه الطاقات الحدود السيادية وتفرض تحدياً على الدولة القائمة إضافةً إلى التراتبية العالمية القائمة، التي تحتل أمريكا قمّتها». ينكبّ بريجنسكي الآن على تطوير استراتيجيات إدارة هذه الصحوة وتهدئتها على نحوٍ يحافظ فيه على المصالح الإمبريالية ويصونها، وينطبق الأمر على هياكل القوّة العالمية.

التنظيم النقابي المصري إلى أين؟

إحدى سمات المرحلة الراهنة في مصر أنها تموج بالصراع حول القضايا الكبرى، والجزئية المكونة لها. وهو صراع لا يدور بمعزل عن الصراع العالمي الأشمل، خاصة وأن اقليمنا أصبح بؤرته ومركزه.

لمصلحة من تدمير قواعد صواريخ الدفاع الجوي؟؟

شهدت ساحات المعارك الدائرة في المناطق السورية المختلفة بين الجيش السوري والمسلحين، وعلى الخصوص المجموعات التكفيرية «القاعدة»، تطوراً خطيراً من حيث الاستهدافات العسكرية التي تسعى لتحقيقها على الأرض خلافاً لما كان سائداً قبل عدة أشهر، فقد كانت المعارك لا تتعدى الاشتباكات التقليدية بين الجيش والمجموعات المحلية التي لا تتمتع بخبرة عسكرية كافية مثل خبرة المجموعات التكفيرية التي اكتسبتها من خلال قتالها في أفغانستان والعراق وليبيا، والتي أعيد تصديرها إلى سورية ضمن المشروع الإمبريالي الرجعي العربي الذي يرمي  لتدمير بنية الدولة السورية، ولكن بطريقة مختلفة عما كان مطروحاً من خلال التدخل العسكري الخارجي المباشر، الذي فشل تحقيقه بسبب الموقف الروسي الصيني في مجلس الأمن، الموقف الذي نتج عنه خلق موازين قوى جديدة أدت إلى منع التدخل المباشر الذي كانت ضمن أهدافه الأولية ضرب الدفاعات الجوية الحامية التي بنيت وتكونت بأموال السوريين وبمساعدة الاصدقاء في العالم، وطالما أن التدخل المباشر لم يحدث فكان لا بد من خطط أخرى تلبي الغرض نفسه بمعزل عن أية قرارات لمجلس الأمن قد تحمَل الأمريكان المسؤولية المباشر عن التصعيد الجاري على الأرض ليستثمر هذا التصعيد سياسياً في إطار الصراع الجاري بين الطرفين الرئيسيين في الأزمة السورية، وذلك بفرض الشروط على طاولة المفاوضات كي تحقق الهدف من العدوان.

الجمهورية الخامسة أم الامبراطورية الثالثة؟

تمتلك باريس تاريخاً طويلاً في التدخل بشؤون المستعمرات الفرنسية السابقة في غرب إفريقيا، (ساحل العاج مثالاً)، حيث يستمر ارتفاع وتيرة التدخلات في القارة السوداء (ليبيا – الصومال) ويتكرر الأمر الذي أدى لازدياد الأحاديث حول إحياء للسياسات الاستعمارية الفرنسية هناك.