كان انتقال رأس المال اليهودي من المجال الربوي إلى المجال العقاري يمثل مرحلة خطيرة في الهيمنة على الاقتصاد المصري. وصلت هذه المرحلة بعد السيطرة على «اتحاد منتجي الإسكندرية العام» إلى فتح الطريق للسيطرة على البورصات، بما أدى لتركز دورة رأس المال «القطنية» في أيديهم. ومن خلال المضاربات والتلاعب وانخفاض الطلب البريطاني على القطن المصري بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية وانخفاض أسعار القطن تراكمت الديون على كبار ملاك الأراضي، وبدأت الحجوزات العقارية، وهو ما مكن رأس المال اليهودي من الانتقال إلى مرحلة رأس المال العقاري نتيجة نزع ملكيات الأراضي من المدينين. وتحولت الأراضي إلى مجال للمضاربة التجارية متجاوزة المضاربة على المحاصيل. وهكذا تحقق تراكم سريع لرأس المال اليهودي. وخلال الفترة من 1900 إلى 1907 أقام اليهود أكثر من 80 شركة تعمل في مجال رهن وبيع واستصلاح الأراضي.