عرض العناصر حسب علامة : أدب الرواية

«مريض الوهم» لموليير:... ومن الطبّ ما قتل

تكثر في فرنسا منذ فترة الدراسات والكتب التي تحاول القول إن موليير ليس هو صاحب أعماله الكبيرة. ونعرف طبعاً أن التكذيب والنسيان يكونان عادة مآل هذا النوع من «التأكيدات»، وذلك لسبب بسيط لخصه مفكر إنكليزي مرة بقوله، في مجال الحديث عن «تأكيدات» مشابهة تتعلق بشكسبير: حسنا... قد يكون شكسبير شخصاً لا وجود له، ومع هذا ها نحن أمام أعمال مسرحية كتبها، بالتأكيد، عبقري ما... وهذا العبقري قد يكون اسمه شكسبير.

Parkizol

ورّقت الطبيبة المُقيمة، بعجالة، الملف الطبي للمريض الذي دخل المكتب وجلس قبالتها، من دون أن ترفع بصرها نحوه. كانت مرهقة إثر يوم شاق، أتت فيه على طابور طويل من المرضى الذين اصطفّوا أمام مكتبها لتجديد وصفاتهم الطّبية. أحسّت خوفاً راح يتعاظم وهي تطالع بيانات المريض، ذي السوابق العدلية المتكررة، ملقية نظرات مختلسَة على ذراعه المبسوطة على المكتب بشكل فجّ، عاجزة عن عدّ الندوب التي مزّقت لحم يده اليسرى من المعصم حتى أعلى الذراع.

«صورة باريس» لمرسييه: تقلبات المدينة ومجتمعها عشية الثورة

في المراسلات المتبادلة بين المفكر الفرنسي ديدرو والكاتب الألماني غريم (وهو واحد من الأخوين غريم اللذين أسسا لنوع لا يزال سائداً من أدب الأطفال)، ثمة اسم لكاتب يتردد بكثرة، اذ كان صديقاً مشتركاً للطرفين. ويبدو انه كان من الكتاب المؤثرين في ذلك الزمن. أو بالأحرى، كان صحافياً من الذين تمكنوا في ذلك الوقت المبكر من ابتكار أنواع جديدة من التحقيقات الصحافية.

المعرّي شاهداً على فاتورة الخسائر

تشبه أحوال الثقافة في دمشق اليوم، مريضاً بكيس من السيروم يتدلّى فوق سريره في غرفة الإنعاش. فاتورة الخسائر أكبر بمرّات من فاتورة الأرباح. في زمن الحرب، تبدو كلمة «ثقافة» ضرباً من العبث. عاصمة الأمويين في حال من الغيبوبة القصوى، عدا مبادرات متباعدة لضخ الدماء في الأوردة المعطوبة في غياب المهرجانات السنوية للمسرح والسينما والغناء. مسارح شبه مغلقة، وما تبقى من صالات سينمائية يشكو ندرة الأفلام الجديدة («صديقي الأخير» لجود سعيد، و«مريم» لباسل الخطيب)، كما أنجز محمد ملص فيلمه «سلّم إلى دمشق» في الوقت المستقطع، بين قذيفة، وانفجار، ولا يزال فيلم «العاشق» لعبد اللطيف عبد الحميد في العلب.

«كانديد» لفولتير: الضحك ترياقاً ضد نفاق البشر

اذا كان المفكر والثائر الروسي هرتزن اعتاد القول، كلما دار الحديث من حول المفكر الفرنسي فولتير، ان «الضحك عنده يحمل بعداً ثورياً حقيقياً»، مضيفاً ان في «الضحك لدى فولتير من قوة الهدم اكثر مما في البكاء لدى روسو»، فإن العمل الأساسي الذي يمكن، من دون اعمال فولتير كافة ان يطبق عليه هذا الكلام، انما هو روايته «كانديد».

«البخيل» لموليير: دراسة سيكولوجية مبكرة في التهافت على المال

من المفروض، من الناحية المبدئية، أن تكون مسرحية «البخيل» لموليير، واحدة من أكثر مسرحياته مرحاً. وهي، على أي حال، عوملت على هذا النحو في كل مرة ترجمت فيها إلى لغة أخرى غير اللغة الفرنسية، أو اقتبست لميدان فني آخر غير المسرح. ومع هذا من الواضح أن هذا العمل الذي كتبه موليير وهو في نحو الخامسة والأربعين من العمر، وعرضه في عام 1668 أي قبل وفاته بخمس سنوات، عمل شديد الحزن مفعم بالمرارة، حتى وإن كان المتفرجون اعتادوا أن يقهقهوا ضحكاً وهم يتفرجون عليه، كما كان شأنهم يوم العرض المولييري الأول.

«العنبر الرقم 6» لتشيكوف: جوهر الحياة المتأرجح بين العقل والجنون

لم يعش الكاتب الروسي انطون تشيكوف ليقرأ ميشال فوكو خلال النصف الثاني من القرن العشرين... ولا هو اطلع على أدب كثير وكبير كتب في القرن العشرين، حول قضايا المجانين والمستشفيات والسؤال حول من هو العاقل حقا ومن هو المجنون حقاً. وهو لم يعرف بالتالي أن جزءاً أساسياً من هذا الأدب يدين لروايته القصيرة «العنبر رقم 6» التي كتبها خلال العامين 1890- 1892...

«الانسان الطيب من ستشوان» لبريخت: ... لا تدر له الأيسر أبداً!

الحكاية في الأصل صينية. والأجواء على المسرح صينية، من الديكور الى الملابس الى الأقنعة حتى الموسيقى والنظرات صينية... لكن العمل بريختي خالص. بل هو بريختي ينتمي الى لغة المسرح الخالصة بعدما قدم، بصفته واحداً من الاعمال القليلة لسيد المسرح الألماني الحديث في القرن العشرين، الذي يقدم كدراما نثرية خاصة بعيداً من تلك الاجواء الموسيقية التي كانت غالباً ما تغلف أعمال برتولد بريخت في تلك المرحلة.

بيتر أوتول قمة في السينما والمسرح

لم يكن الإيرلنديّ الرائع بيتر أوتول مجرّد ممثّل عابر، تحوّل سريعاً إلى مرادف لشخصية سينمائية واحدة، قدّمها ذات مرّة فالتصقت به، بالنسبة إلى البعض على الأقلّ.

«أوديب» لبيار كورناي:تلك الأقدار التي لا مهرب منها

منذ القرن السادس قبل الميلاد والكتّاب مفتونون بحكاية أوديب: عشرات المسرحيات كتبت عن هذه الشخصية، وعشرات الروايات المختلفة رويت عنها. وصل إليها فن المسرح - باكراً - ثم الموسيقى والفن التشكيلي، وصولاً إلى فن السينما الذي لم يفته أن يكتشف باكراً ما تحمله أسطورة هذه الشخصية الاستثنائية من إمكانات.