عرض العناصر حسب علامة : أدب الرواية

«موت في البندقية» لتوماس مان: البحث المستحيل عن ألق الماضي

كانت تلك السنوات صاخبة وغريبة في حياة توماس مان. وإلى ذلك، كانت شهرته قد طبقت الآفاق منذ اصدر اوائل القرن العشرين روايته الأولى الكبرى «آل بودنبروك»... لكنه من بعدها، سيبقى فترة طويلة من الزمن غير قادر على كتابة عمل كبير آخر. بدلاً من ذلك كثرت لقاءاته بكبار الكتاب الألمان، وغير الألمان، في زمنه، ووجدهم جميعاً يثنون على تلك الرواية.

 

أرى شجراً يمشي..!!؟

إذا كان المثقف بمثابة زرقاء اليمامة– أو كما يفترض أن يكون- يرى الحدث قبل أن يراه الآخرون، ينبىء قومه بما هو قادم، فإن زرقاء يمامة المثقف السوري– الذي يحتل الشاشات والمنابر الإعلامية- إما هي عوراء، أو عمياء، أو هي تتعامى في أفضل الأحوال؟!

«اجتماع عائليّ» لإليوت: لعبة التبادل بين الضحية والجلاد

للوهلة الأولى هي مسرحية عائلية على النمط الانكليزي العريق، حتى وإن كان كاتبها اميركي الاصل. ولكن منذ البداية تبدو على هذه المسرحية أمارات التعقيد، بحيث إن المتفرج عليها، او قارئ نصها، يحتاج الى مقدار كبير من التركيز حتى يتمكن من لمّ شتاتها وإدراك الدوافع الحقيقية المركبة لكل فعل وعبارة فيها.

«رجل الخبز الحافي» مسرحية تحيي ذكرى محمد شكري

عقد مضى على رحيل الكاتب المغربي محمد شكري الذي استمدّ من صميم حياته البائسة وطفولته المشردّة روايات أحدثت تغييراً جذرياً في الرواية المغربية وساهمت في انفتاحها على قضايا خفية وغير مطروقة سابقاً. الفقر، الجوع، الجهل، الجنس، الذكورة، العمل المبكر... موضوعات كثيرة طرحها صاحب «الخبز الحافي» في أعمال روائية لامست الكثير من القرّاء حول العالم لشدّة ارتباطها بتناقضات الحياة اليومية المعيشة.

فاضل العزاوي: ما من جيل يتكرر

صوت شعريّ له حضوره المميز على خارطة الثقافة العراقية، يسعى في تجربته منذ الستينيات إلى كتابة نص مختلف. نجح مع أقرانه في خلق فضاءات جديدة للقصيدة العربية الحديثة، فانتقل الشعر عبرهم إلى مساحة أرحب، مكمّلًا بذلك ما بدأه جيل الروّاد في العراق: بدر شاكر السيّاب، ونازك الملائكة، وعبد الوهاب البياتي، وبلند الحيدري. يؤمن أنّ الحريّة جوهر كل شعر يُكتب في زمننا، ليس فقط على اعتبار الحريّة مادة القصيدة، وإنّما شكلها ولغتها كنقيض للعبودية المفروضة على العقل والمخيلة والتي تنجم عن تواطؤ الواقع مع الوهم. لم تتوقف تجربة فاضل العزاوي في النص الشعريّ فحسب، بل كتب الرواية والنقد، وترجم أعمالًا من اللغتين: الإنكليزية والألمانية.

«حصار نومانسيا» لتسربانتس: لا ينتصر الديكتاتور إلا على جثث الشعب!

يحدث في أحيان كثيرة أن يشتهر عمل كبير لكاتب ما، الى درجة أنه يغطي على ما يكون هذا الكاتب قد وضعه من كتب أو أعمال أخرى، ما ينسي الناس أن هذا الكاتب لم يمض حياته كلها مشتغلاً فقط على ذلك العمل. ويمكن ذكر حالات عدة في هذا المجال، ولكن من دون أن نغض الطرف عن واقع أن هناك حقاً، مؤلفين، لم يصدروا في حياتهم، أو يصدر لهم بعد موتهم، سوى عمل واحد وحيد. لكن هؤلاء قلة ويكادون يعدّون على أصابع اليد الواحدة. أما القاعدة فهي أن مؤلف الكتاب الكبير، أو مخرج الفيلم الفريد من نوعه، أنتج أعمالاً أخرى وأعمالاً مهمة، لكن عملاً واحداً فقط من أعماله تمكن من التفوق، ليس على أعماله هو وحدها، بل على أعمال الألوف من المبدعين الآخرين فوقف فريداً شامخاً ملقياً ظلّه الكثيف على كل ما عداه.

إشكالية الحلم الأميركي في «مصرع بائع متجول»

ربما تكون «مصرع بائع متجول» من اهم المسرحيات التي انتجت في المسرح الاميركي حتى الان, وباتت تعتبر الى جانب مسرحيه جين اونيل (رحلة طويلة في الليل!) ومسرحية تينيس وليمز (قطة على سطح صفيح ساخن!) من اهم الاعمال الدرامية الأميركية عبر العصور.

«بلاتونوف» لتشيكوف: حين تخون مرة ستبقى خائناً إلى الأبد

عندما كتب انطون تشيكوف مسرحيته المكتملة الأولى «بلاتونوف» كان لا يزال دون العشرين من عمره. يومها رفضت هذه المسرحية على الفور ولم تقدم مسرحيّاً. بل ان تشيكوف أيضاً لم ينشرها في طبعة طوال حياته، لذا لم تنشر للمرة الأولى إلا في العام 1923. ولنضف الى هذا ان عدم اهتمام تشيكوف بمسرحيته الأولى هذه جعله غير حريص على مخطوطتها، لذلك تمزق غلافها، وضاع الى الأبد عنوانها الحقيقي، الى درجة ان الاسم الذي عرفت به طوال القرن العشرين، وهو «بلاتونوف» انما كان اسماً اصطلاحياً، واكبه دائماً اسم مفترض آخر هو «فضيحة ريفية».

«الحيوان» للجاحظ: درس ثمين في مقاصد التأليف وغايات المؤلفين

«... وهذا كتاب تستوي فيه رغبة الأمم، وتتشابه فيه العرب والعجم، لأنه وإن كان عربياً أعرابياً، وإسلامياً جماعياً، فقد أخذ من طرف الفلسفة، وجمع معرفة السماع وعلم التجربة، وأشرك بين علم الكتاب والسنة، وبين وجدان الحاسة، وإحساس الغريزة. ويشتهيه الفتيان كما يشتهيه الشيوخ، ويشتهيه الفاتك كما يشتهيه الناسك. ويشتهيه اللاعب ذو اللهو، كما يشتهيه المجدّ ذو الحزم. ويشتهيه الغفل كما يشتهيه الأريب. ويشتهيه الغبي كما يشتهيه الفطن».

مصر: السخرية كوسيلة للمقاومة

مع التضييق الأمني على وسائل التعبير عن الرأي، تبرز السخرية كوسيلة للمقاومة. وهي معروفة في كل المجتمعات على مر الزمن، وناقشها بكل جدية في مؤلفات طويلة فلاسفة كـ"هوبز" و"كانط" وقبلهما "باسكال"، وقبل الجميع ناقشها الفلاسفة اليونانيون.