تأملات طائفية جداً
1
لم يكن الماهاتما غاندي محرر الهند من الاستعمار البريطاني رجلا عاديا بل كان استثنائيا بامتياز فقد واجه الرصاص بصدره العاري وحارب الاستعمار الذي استند دائما إلى عنف بغيض باللا عنف حيث قاد مئات الملايين على طريق الحرية بقوته الروحية واللا عنف لا تعنى السلبية والضعف كما يتخيل البعض بل هي كل القوة إذا آمن بها من يستخدمها وكما تقول الماركسية بأن الكلمة تتحول إلى قوة مادية عندما تتملكها الجماهير وحينئذ يمكن للعين أن تقاوم المخرز يقول غاندي :«في البدء يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر».
لقد ناضل الماهاتما غاندي ضد التفرقة الطائفية وبقوة لا مثيل لها وكان ضد انقسام الهند إلى دولتين هندية وإسلامية بل كان يقول عن نفسه بأنه هندوسي وسيخي وبوذي ويهودي ومسيحي ومسلم في آن واحد وذلك حفاظا على الوحدة الوطنية في نضال كل مكونات الشعب الهندي ضد الاستعمار البريطاني والمؤسف أن هذا الشخص الفريد والذي قاد الهنود للتحرر وقع ضحية الطائفية التي نبذها وناضل ضدها حين اغتاله أحد المتطرفين الهندوس الذين اعتبروا غاندي متساهلاً مع المسلمين أكثر مما تسمح به مصلحة الهند