«النداء الأخير .. ابدؤوا الحفر!»
التقط بشوكته القطعة الأخيرة من فطوره الفاخر، نظر إلى زميله الساخط الجالس أمامه وابتسم في وجهه بتكلف، رشف بعض النبيذ الفاخر ثم قال: «يا صديقي.. يا سام ، نحن نقوم بهذا العمل كل يوم ولأكثر من خمسين عاماً إلى الآن، إنه مجرد مال، إنه من اختراعنا، قطع من الورق عليها بعض الصور نوزعها على الناس كي لا يقتلوا بعضهم بعضاً من أجل لقمة العيش، وما نفعله اليوم ليس بالأمر الشنيع، فهو لا يختلف عن سابقاته من المرات، 1637، 1797، 1819، 1837، 1857، 1884، 1901، 1907، 1929، 1937، 1974، 1987، يا إلهي هل يمكنك نسيان كل هذه التواريخ؟.. سمها ما شئت لكنه الأمر ذاته يعود إلينا كل بضع سنين، نحن لا نستطيع التحكم به، أو إيقافه، أو حتى إبطاءه، أو التأثير به بأدنى الدرجات، نحن نتفاعل معه فقط، فنحقق أموالاً كبيرة إن قمنا بذلك بشكل صحيح، أو نترك على قارعة الطريق».