عرّف ما يلي: أكثرية / أقلية

عرّف ما يلي: أكثرية / أقلية

ما إنْ نتحدث في السياسية حتى تأخذ كلمتان «أكثرية» و«أقلية»، معنى محدداً مستورداً بالأصل من الفكر الغربي؛ فالأكثرية هي الحزب السياسي أو تحالف الأحزاب السياسية الذي يحصد العدد الأكبر من مقاعد البرلمان كنتيجة للانتخابات، والأقلية هي الحزب أو تحالف الأحزاب السياسية الذي يحصد ما تبقى من المقاعد، أو لا يحصل على أي مقاعد.

مفارقة مرّة!

رغم أن الغرب يحصر حديثه عن الأكثرية والأقلية في بلدانه بالتعريف السابق؛ أي وفقاً للتوزع السياسي ضمن البرلمانات، إلا أنه حين يتحدث عن الأكثرية والأقلية في بلداننا، وخاصة حين يتكلم عن «حماية الأقليات»، ينسف من القاموس فكرة العمل السياسي من أساسها، ويتحدث عن أديان وقوميات وطوائف ومذاهب! وكأنّ الحياة السياسية التي يصطف الناس فيها وفقاً لبرامج واضحة وعلى أساس مصالح حقيقية، هي حكرٌ على الغرب، أما شعوبنا فهي شعوب من «الدرجة الثانية أو الثالثة»، وهي «أقل تطوراً» من أن تصطف على أسس سياسية، ولا يمكن أن تصطف إلا على أساس انتماءاتٍ ضيقة!

هناك بالطبع تقسيمات مختلفة ضمن المجتمع، فمثلاً يمكن الحديث عن الانتماء القومي أو الديني أو الطائفي وإلخ، ولكن لماذا يفضل الإعلام وبعض الأطراف ترسيخ هذا الشكل من التقسيم دوناً عن غيره؟!

الأكثرية وربطة الخبز!

عندما يصدر قرار برفع سعر ربطة الخبز نرى أن «أكثرية» السوريين يرفضون هذا القرار ويرون فيه تعدٍ على حقوقهم ولقمة عيشهم، في مقابل فئة صغيرة تكون في هذه الحالة «الأقلية» لا يشكل رفع ربطة الخبز مشكلة بالنسبة لهم؛ فهم يملكون من الثروات ما يكفي لشراء كامل الفرن لو أرادوا ذلك!

من يرسم الخط الفاصل؟

الأكثرية الواضحة في سورية، والتي توحدها مصالحها، هي أكثرية الـ90% من السوريين، الذين يعيشون العذابات نفسها والفقر نفسه، وهؤلاء ينتمون إلى مختلف القوميات والأديان والطوائف، وهم دائماً من يدفعون ثمن أي اقتتال أو توتر سياسي أو أمني... هؤلاء هم أصحاب المصلحة الحقيقية في السلم الأهلي وفي وحدة البلاد واستقرارها وإعادة إعمارها وازدهارها ورخائها، وهم من ينبغي التعويل عليهم وعلى اتحادهم، لأن اتحادهم هو الطريق الوحيد لإعادة إحياء البلاد ومنع تقسيمها... وكل حديث عن أقليات وأكثريات طائفية وقومية ودينية، يصب بالضرورة ضد مصلحتهم، ضد مصلحة 90% من السوريين، أي ضد مصلحة سورية ككل!

معلومات إضافية

العدد رقم:
-