خطوة أولى

خطوة أولى

تفتتحون اليوم طريقاً مهماً بخطوة أولى هي «مؤتمر الحوار الوطني»؛ هي خطوةٌ أولى فحسب، لأن عدد القضايا التي تحتاج لنقاشٍ وحوارٍ وتوافق بين السوريين، وحجمها، أكبر بكثير من أن تستطيعوا تغطيته في يومٍ واحد. كما أن طبيعة مؤتمركم هي طبيعة تشاورية، لأن مخرجاته ستكون توصياتٍ لا قرارات، ناهيك عن أنكم تعلمون جيداً أن التمثيل الموجود ضمن المؤتمر ليس شاملاً وواسعاً بالقدر الذي يسمح له بأن يكون «مؤتمراً وطنياً عاماً» يرقى لمستوى جمعية تأسيسية تكون أداة بيد السوريين لإنفاذ حقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم في القضايا الكبرى مثل الدستور الدائم وشكل الدولة وهوية الاقتصاد والقوانين الأساسية كقوانين الانتخابات والأحزاب والإعلام.
في أعناقكم أمانة ومسؤولية وطنية تجاه أبناء بلدكم، وربما بين أهم المهمات التي ينبغي أن تتصدوا لها بروحٍ غيرية وإحساس عالٍ بالمسؤولية هي أن تحولوا مؤتمركم هذا إلى منصة انطلاقٍ فعليةٍ للحوار الوطني الشامل، وللوصول إلى «المؤتمر الوطني العام»، الذي ينبغي أن تكون نقاشاته علنية ومتلفزةً ومتواصلة ضمن فترة زمنية معقولة تسمح بإشباع النقاش وبتحقيق التوافق الوطني حول القضايا الأساسية جميعها.
بكلامٍ آخر، فإن بين المسؤوليات التي تقع على عاتقكم، الدفع باتجاه مخرجات واضحةٍ من المؤتمر على رأسها توصية بالعمل من أجل «المؤتمر الوطني العام» المنشود، صاحب القرار وسيد نفسه، والذي ينبغي أن يشارك فيه السوريون بأوسع تمثيل ممكن بالمعنى السياسي والاجتماعي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
-