الاقتراب من الواقع... يحجب طنين «الذباب الإلكتروني»
تمارس «وسائل التواصل الاجتماعي»، وبشكلٍ متزايد، دوراً شديد الخطورة في التأثير على حياتنا اليومية على العموم، وعلى سلمنا الأهلي واستقرار بلادنا في هذه المرحلة الصعبة على الخصوص.
من الصحيح تماماً أن هنالك انتهاكات مستمرة تحدث في مناطق متفرقة من البلاد، ومن الصحيح أن هذه الانتهاكات هي جرائم مرفوضة ومدانة وينبغي أن يحاسَب فاعلوها ويتم سوقهم إلى قضاءٍ عادلٍ ينظر في أمرهم ويحاكمهم. ولكن من الصحيح أيضاً أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب أدوراً واضحة في بث الفتن وتضخيم الأحداث والدفع باتجاه الدم والقتل والاضطرابات.
يجري ذلك بشكلٍ منظَّمٍ وممنهَج، وتقوم به أجهزةٌ متخصصة تديرها دول وجهات لها مصلحة في تقسيم البلاد وفي إغراقها بالدماء. وليس من الصعب معرفة أن «إسرائيل» تلقي بثقلٍ تخريبي كبير في هذا المجال، وهي التي تعلن صراحة عن دعوتها لعقد ما أسمته «مؤتمراً دولياً لتقسيم سورية»!
ضمن هذه اللعبة، تبرز الظاهرة المسماة «ذباباً إلكترونياً»، والمقصود بها هو مجموعة ضخمة من الحسابات الوهمية التي تجري إدارتها بحيث توجه الرأي العام باتجاهات خاطئة وفتنوية في معظم الأحيان. وتساعد خوارزميات فيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، الذبابَ الإلكتروني على الظهور بمظهر الأشخاص الحقيقيين، الأمر الذي يتسبب بخداع المستخدمين الحقيقيين، والإيحاء لهم بأن رأي الناس على الأرض، هو بالفعل مشابه للآراء التي يراها المستخدم على فيسبوك.
الطريقة الأهم في وقاية أنفسنا ووقاية مجتمعنا من الفتنة، هو أن نزيد من علاقتنا بالواقع الحقيقي ونقلل من علاقتنا بالواقع الافتراضي... من المفيد جداً أن نتواصل مع بعضنا بعضاً بشكلٍ حي ومباشر، وأن نسمع آراء أبناء بلدنا من أفواههم بشكلٍ مباشر... كلما انغمسنا في فيسبوك وما شاكله، كلما رأينا أمامنا أشخاصاً نزقين مليئين بالأحقاد والكره ورغبات الانتقام والتشفّي... وعلى العكس من ذلك، كلما اقتربنا من الواقع الفعلي، كلما ازددنا قناعة بأن الغالبية الساحقة من السوريين، تريد الهدوء والطمأنينة والسلم الأهلي والتعاون الأخوي الجاد للنهوض بالبلاد من جديد...
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- -