لماذا نلتقي؟
منذ هروب بشار الأسد يعمل حزب الإرادة الشعبية بشكلٍ أوسع من السابق على تنظيم لقاءات كثيرة وفي كلّ بقعة من بقاع سورية مع أكبر شريحة ممكنة من الناس، ونظّم حتى اليوم لقاءات حضرها الآلاف في عدد كبير من المدن والقرى، كان آخرها ندوتين في مدينة وريف اللاذقية وأخرى في مدينة دمشق، وقد يبدو للوهلة الأولى أن هذا النمط من النشاط هو نمطٌ تقليدي ومكرر ومنافعه قليلة! لكن الواقع يقول غير ذلك تماماً.
فالمواضيع التي نحاول أن نناقشها مع الناس شديدة التنوع؛ مثل: الأوضاع المعاشية، وسبل الخروج من الوضع الصعب الذي نعيشه اليوم، مروراً بقضايا كبرى، مثل: كيفية توحيد السوريين واستعادة وحدة وسيادة بلادهم، وصولاً إلى نقاش المطلوب من المؤتمر الوطني واللجنة التحضيرية المزمع إنشاؤها، والدستور وشكل الدولة، وغيرها من المواضيع.
الهدف العميق من هذه النشاطات هو تحديداً قناعتنا بأن الطريق الوحيد الآمن للخروج مما نحن فيه، هو نقاش هذه المسائل كلها مع أوسع شريحة ممكنة، وتبادل وجهات النظر حولها، وذلك تحديداً لأن «الإرادة الشعبية» ينظر إلى السوريين لا بوصفهم جمهوراً من المتفرجين، بل على العكس؛ فهم الأساس الذي يعوّل عليه للمرحلة القادمة، وإن لم يكونوا مشاركين في صناعة مستقبلهم، فإنهم سيجدون نفسهم في المأزق السابق ذاته، يشاهدون من يتخذ القرارات باسمهم، ولهذا بالتحديد تكون مسألة دفع الناس للانخراط في العمل السياسي المنظم، بمثابة رسالة تنبيه، ودعوة للنظر للعمل السياسي بشكل جديد مختلف عن الأشكال المكروهة التي قدّمها حزب البعث؛ ففي بيت ياشوط في ريف اللاذقية قال أحد المشاركين في الندوة: إن حزب البعث كان يجبرنا على توقيع طلب الانتساب، ويأخذ منا النقود ثم يرسلنا إلى بيوتنا! ولا يمكن إلا أن نقول: إن هذا النمط كان سائداً بالفعل، وبالتالي، لم يدرك الناس معنى العمل السياسي الحقيقي، وظنوا أن السياسة ما هي إلا «رجسٌ من عمل الشيطان» ... لم يعلموا مثلاً أنها أداة للدفاع عن مصالحهم ولقمة عيشهم، ويمكنهم من خلال العمل السياسي المنظم أن يشكّلوا واقعاً جديداً، ويؤمّنوا مستقبل أولادهم! لذلك بالتحديد سنعمل دون مللٍ أو تعب للقاء مع السوريين أينما كانوا، لنشق نحن وهم وبالتعاون مع القوى والتجمعات الوطنية كلها طريق الخلاص الجماعي لسورية وأهلها، ولنسير عليه معاً إلى حيث ينبغي أن نكون.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1213