عرّف ما يلي: السلم الأهلي

عرّف ما يلي: السلم الأهلي

نسمع مؤخراً حديثاً متكرر عن «السلم الأهلي» وعبر الشاشات يتكرر هذا المصطلح، ويبدو كما لو أن الجميع يتمسكون به ويدعون للحفاظ عليه، لكن إذا أردنا أن نسأل: ما هو السلم الأهلي حقاً؟ وكيف يمكن الحفاظ عليه وصونه؟ فإن بحثنا عن هذا المصطلح ومعناه قد نجد مواضيع ومقالات متنوعة، كلّ يحاول تقديم إجابة وافية، حتى أن السلطة السابقة كانت أيضاً تركز على هذا الموضوع، وتحاول الترويج لكونها هي من تصون السلم الأهلي!

ما هو السلم الأهلي؟

يمكننا تكثيف الجواب عن هذا السؤال بالقول: إن السلم الأهلي هو حالة من التوافق في المجتمع، حالة من السلام والتناغم بين المواطنين. وفي بلد مثل سورية تتنوع فيه التوجهات السياسية والديانات والطوائف والقوميات، يأخذ السلم الأهلي معنى أوسع يشمل عيش المكونات والتيارات كلها، جنباً إلى جنب، حياةً كريمة عزيزة.

كيف جرى اختزال السلم الأهلي؟

كانت ماكينة الدعاية للسلطة السابقة تركز كثيراً على مواضيع من هذا النمط، ولكنها تركز على أن شكل التنوع الوحيد في المجتمع هو كونه مختلف دينياً وقومياً وطائفياً، وكانت تغفل بشكلٍ مقصود الحديث عن أن المجتمع السوري متنوع سياسياً أيضاً، وكانت وبعد أن تجاهلت التنوع السياسي، تركز على الأشكال الأخرى، وتحاول حصرها بحالة شكلية كصور لعناق مسجد وكنيسة، أو لقاءات إعلامية لتبويس الشوارب بين الطوائف المختلفة بغرض التقاط بعض الصور، وكان السوريون يدركون أن هذه الصورة شكلية، ولا تعبر في الواقع عن تماسك حقيقي في المجتمع.

ما هو جوهر السلم الأهلي؟

جوهر السلم الأهلي هو أن يشعر المواطنون السوريون بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم، وبالأهمية نفسها أن يعيشوا حياة كريمة بالمعنى الاقتصادي الاجتماعي، فلا يوجد أي معنى للسلم الأهلي حين يكون الجوع والفقر هو السائد، لأن الفقر والفساد كفيلان بتدمير المجتمع من الداخل، وكفيلان بنسف سلمه الأهلي... لا يجب أن ننسى أن خروج السوريين إلى الشوارع عام 2011 لم يأتِ من فراغ، بل كان خروجاً له أسبابه المتعلقة بالكرامة بمعناها الواسع، ليس فقط بمعناها السياسي، بل وأيضاً بمعناها الاقتصادي والمعيشي... فسياسات النظام زادت نسبة الفقر في سورية بين عام 2005 و2010 من 30% إلى 44%، أي أنها ألقت بثلاثة ملايين ونصف مليون سوري تحت خط الفقر خلال 5 سنوات!
الحفاظ على السلم الأهلي يتطلب العمل من أجل المواطنة المتساوية، ومن أجل لقمة عيش كريمة للشعب السوري، يستطيع من خلالها أن يأمن على أولاده وأهله...

معلومات إضافية

العدد رقم:
1211