القفز من المستنقع إلى الوطن

القفز من المستنقع إلى الوطن

اعتاد السوريون ملامح محددة لمدنهم وشكل حياتهم، ولا يزال كثيرٌ منهم ينظرون باتجاه حواجز أمنية لم تعد موجودة، وغابت من يومياتهم إتاوات كانوا يجبرون على دفعها من القليل الذي يملكون… هكذا تغير فجأة كلُّ شيء حولهم، سورية التي عرفوها تغيرت، وكان هذا كفيلاً بتشويش أفكار جموعٍ كثيرة

لكن إذا ما أردنا أن نسأل نفسنا سؤالاً جوهرياً: هل كانت سورية التي عرفناها في العقود الماضية هي حقاً الوطن الذي نطمح له؟! الجواب بسيط ولا يحتاج كثيراً من التفكير، فما عرفناه سابقاً كان خليطاً من القمع والفساد والجوع والفقر، خليط لا يمكن أن يكون مرافقاً لأي وطن! ولا ينبغي بأي شكلٍ من الأشكال الدفاع عن أيٍّ من هذه العناصر.
ومع ذلك لا يمكن القول: إن ما جرى حتى الآن بات كافياً لتحديد ملامح «الوطن» فلا نزال في مرحلة البناء الأولى، وأمامنا مراحل عديدة، فالسوريين يعرفون أنّهم لا يريدون العودة إلى الوراء، ولكنّهم لم يتفقوا بعد على اتجاه السير، كما لو أننا قفزنا في الهواء ولم نصل بعد إلى الأرض، وفي لحظة الطيران النسبية والمؤقتة هذه، ستكون أمامنا فرصة حقيقية لإعادة صياغة ملامح وطنٍ جامع، يحفظ كرامة أبنائه ويخرجهم من مستقنع نتنٍ عاشوا فيه لعقود.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1211