في تقديس التظاهر!
لا شك أن خروج الناس للشوارع والساحات للتعبير عما تريده، هو حالة صحية ومطلوبة. لكن القول إن التظاهر هو كل العمل السياسي، هو قول ينمّ عن جهلٍ مقصود أو متعمد!
يعرف السوريون اليوم هذا الأمر بالتجربة الملموسة؛ فالتظاهر هو أحد أشكال العمل السياسي، وكي يكون ناجحاً يجب أن يسبقه تحضير وعمل طويل وشائك، يرتبط أولاً بحشد الناس حول أفكار جامعة ونقاش هذه الأفكار في البيوت والمقاهي وأماكن العمل وغيرها، وخلال النقاش تجري صياغة أطر جامعة للناس ومقبولة منهم.
تثبت التجربة التاريخية أن إنجاز هذه المهمة ليس ممكناً «بضغطة زر» بل يحتاج صبراً ومصابرة ومثابرة وعملاً شاقاً مستمراً ويومياً. وإن كنا نريد تحقيق مصالحنا كسوريين، علينا أن نكون موجودين بشكل منظم للدفاع عن مصالحنا في كل مكان، في الحارة والحي والمنطقة، في أماكن العمل والنقابات والوزارات والمؤسسات، في كل مكان على الإطلاق، ويجب أن نستخدم كل أشكال النضال، التظاهر والاعتصام والشغل بين العمال وفي النقابات والنضال المطلبي والفكري والإعلامي... من يريد إقناعنا بأن دورنا هو مجرد الخروج في مظاهرة ومن ثم الذهاب للبيت، يريد منا أن نسلمه السلطة وأن ننتظر ما الذي يريد فعله لنا أو بنا!
حان الوقت لكي يستلم الشعب نفسه السلطة عبر تنظيمه لنفسه وعبر رقابته المستمرة والمباشرة لكل أجهزة الدولة وسلطاتها، وعلى أساس يومي... لأن «السلطة مظنة فساد»، ولا يصلحها إلا بقاء عين الناس مفتوحة عليها طوال الوقت!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1206