الذئاب حين ترتدي رداء الحملان!
تكاد آذان السوريين تصم من كثرة البيانات والمواقف السياسية التي تتلى أمامهم، حتى يتراءى لهم هذا الموقف أو ذاك مثل سرابٍ في صحراء قاحلة، فالسوريون عطشى هائمون يبحثون عما يسد رمقهم ويستر عائلاتهم ويطعم أبناءهم؛ فكيف يمكن لهم أن يدركوا طريق الخلاص بدلاً من ملاحقة الأخيلة؟! الجواب يرتبط أولاً بضرورة إدراك أن الذئب لن يدخل بين قطيع الحملان مكشراً عن أنيابه، بل سيدّعي أنّه واحدٌ منهم ويظهر على هيئتهم.
ولذلك بدلاً من الاطمئنان للوعود الرنانة، لا بد للسوريين أن يطالبوا كل الأطراف السياسية بعرض برامجها بشكل مفصل، وأن يطالبوا بأن تقول لهم هذه الأطراف كيف السبيل لبناء بيوتهم ومدنهم التي تهدمت، وكيف يمكن أن يؤمنوا قوت يومهم، وأن تشرح لهم مطولاً كيف أفقرهم النظام السياسي في سورية وكيف حوّل الدولة إلى ماكينة للجباية من الفقراء ولإثراء الأغنياء، ويجب على السوريين بدورهم أن يبحثوا في البرامج السياسية المعروضة أمامهم عن حل لأحجيات مثل كيف تحوّل مجلس الشعب إلى مسرحية رديئة وكيف بات التشريع من صلاحية السلطة التنفيذية! وبالرغم من أن قائمة الأسئلة طويلة إلا أن طرحها جميعها أساسي في بناء نظام سياسي جديد، ولا يمكن فرز السياسي العفن عن آخر نقي إلا بعد أن ينظم الشعب صفوفه ويصيغ مطالبه بدقة وعندها فقط يمكن تقدير مدى تطابق برنامج الشعب مع برامج الآخرين.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1206