درسٌ أساسي
في 29 آذار من العام 2011 خرجت افتتاحية قاسيون تحت عنوان «درس أساسي» وقدمت توصيفاً باكراً لما كان يجري في سورية. في ذلك الوقت كانت وسائل الإعلام تحاول فرض أفكار معينة على السوريين، وهذه الأفكار كانت بمعظمها أفكاراً مبسطة وخاطئة في آنٍ معاً!
قال الإعلام الذي ادعى كذباً أنه يقف إلى جانب الشعب السوري، أن ما يجري هو حركة خاطفة ومؤقتة وستصل لأهدافها بشكلٍ سريع... وقال إعلام النظام إن السوريين أمام «مؤامرة خارجية»... بالمقابل، قالت قاسيون إن تراكم المشكلات والأزمات يفرض على الشعب السوري أن ينهض لحلها، وأن الحركة الشعبية هذه لن تستكين ولن تهدأ قبل إنجاز مهمتها العميقة في تغيير الواقع بشكلٍ جذري، وقالت: «سورية ليست خارج الزمان والمكان، والموجة الحالية لصعود النشاط الجماهيري ليست عابرةً أو مؤقتة، ولن تنتهي موضوعياً دون تحقيق أهدافها التي كانت السبب في إقلاعها».
تحولت هذه الكلمات مع الوقت إلى توصيف حقيقي لفهم الأحداث التي عصفت بسورية والمنطقة المحيطة، وما تزال صحيحة حتى الآن، لأن أهداف السوريين في حياة كريمة عزيزة وفي التخلص من الفقر والذل والفساد، لم تتحقق بشكلها المطلوب بعد.
نبّه «الدرس الأساسي» أيضاً، لخطورة 3 أفكار سادت بعد آذار 2011. الأولى كانت في اعتبار ما يجري «مجرد مؤامرة خارجية أو داخلية»، والثانية التي كانت تقول بأننا أمام «مطالب بسيطة وآنية»، وأما الثالثة فهي رفض قاسيون اعتبار ما يجري «أمراً بسيطاً يحل ببعض التجميلات الإصلاحية».
على هذا الأساس، استنتجت قاسيون أن الحل الوحيد هو في ملاقاة الناس والاستماع إليهم وتحويل طاقاتهم المتفجرة في الاتجاه الإيجابي. وأصرت على حقيقة أن الجماهير عادت إلى الشارع أي إلى الفعل السياسي المباشر، ولن تخرج منه حتى الوصول إلى أهدافها، وهي سائرة نحو المستقبل، وكل من يصم آذانه عنها، أو يحاول تصويرها على أنّها «رجسٌ من عمل الشيطان» سيجد نفسه ملقىً على قارعة طريق التاريخ...
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1206