خط الغاز «العربي»... متابعة...

خط الغاز «العربي»... متابعة...

قبل بضعة أشهر احتلت أخبار ما يسمى بـ «خط الغاز العربي» مساحة كبيرة في الإعلام سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، ومنذ ذلك الحين كانت الأخبار حوله تطفو على السطح مجدداً بين حين وآخر، ثم تعود إلى حالة السكون. لقد حرصنا على متابعة آخر المستجدات في هذا الموضوع، ويمكن مراجعة بعض مقالات قاسيون السابقة في نهاية النسخة الالكترونية لهذه المادة على موقع قاسيون.

خلال الأسبوعين الماضيين وبالأخص الأسبوع الأخير، عاد الموضوع إلى الظهور مرة أخرى، مع التركيز الأكبر على مصر في هذه الجولة، ولكن بلا شك مع ارتباط واضح بـ «خط الغاز العربي» وبالتحديد من خلال التطرق إلى الأزمة في لبنان.
انعقد في القاهرة الأسبوع الماضي مؤتمر «إيجيبس» 2022 أو معرض مصر للبترول في الفترة من 14 إلى 16 شباط. ومن المثير للاهتمام، أن الحدث تمت تغطيته على نطاق واسع في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، حيث تحدث البعض عن جهود مصر لتصبح لاعباً أساسياً في مجال الطاقة في المنطقة. وشاركت «إسرائيل» للمرة الأولى في هذا المؤتمر، والذي انعقد للمرة الخامسة هذا العام. ركزت العديد من وسائل الإعلام، وبالأخص «الإسرائيلية» مثل: Ynet يدعوت أحرنوت، على توجه الرئيس المصري مباشرة- لدى وصوله لافتتاح المؤتمر- إلى وزيرة الطاقة «الإسرائيلية» كارين الحرار لمصافحتها والترحيب بها. وبحسب المقال، حول موضوع الغاز، قالت الحرار: إن «الغاز الإسرائيلي سيصل إلى لبنان».
نشرت «إسرائيل اليوم» - وهي وسيلة إعلامية «إسرائيلية» أخرى- مقالاً حول «تأثر إسرائيل بلفتة الرئيس المصري للضيفة وزيرة الطاقة» واعتبارها «إشارة إضافية على تحسن العلاقات ليس فقط بين إسرائيل والعالم العربي الأوسع»، ولكن خصوصاً مع مصر، العلاقة التي شهدت بعض الفتور في السنوات الماضية بالرغم من اتفاق كامب ديفيد لعام 1979. وتضمن المقال رابطاً لتغريدة لرئيس الوزراء «الإسرائيلي» نفتالي بينيت، تحدث فيها أيضاً عن «التأثر» باللفتة من قبل الرئيس المصري.
كانت هناك أيضاً أخبار نقلاً عن مقابلة مع الحرار في القاهرة في 15 شباط، مفادها: أن «إسرائيل ستزيد صادرات الغاز الطبيعي إلى مصر بنسبة تصل إلى 50٪ بحلول نهاية الشهر»، وهو ما يمثل «2-2,5 مليار متر مكعب إضافي من الغاز في السنة»، علاوة على الـ 5 مليارات الحالية. وبحسب الحرار فإن «الهدف هو الوصول إلى 6,5 مليار متر مكعب بحلول العام المقبل».
في مقال بتاريخ 15 شباط، نقلت وكالة «رويترز» عن الحرار قولها: إنه «لن تكون هناك مشكلة إذا شق الغاز الطبيعي الإسرائيلي المُصدَّر إلى مصر طريقه إلى لبنان». ووفقاً للمقال، أضافت الحرار إن «هناك أزمة طاقة كبيرة في لبنان... لا يمكن لأحد أن يذهب ويفحص الجزيئات ويتحقق مما إذا كانت في الأصل من إسرائيل أو مصر». وأضافت أنه «إذا جلبت صادرات الغاز التي تصل لبنان الهدوء إلى المنطقة، فلا يمكنني الاعتراض عليها».
أيضاً خلال الأسبوع الماضي أجرى موقع Energia News - وهو موقع «إسرائيلي» يركز على مجالات الطاقة الأحفورية والطاقة المتجددة- مقابلة مع أميت مور، الرئيس التنفيذي لشركة Eco Energy، وهي شركة استشارات «إسرائيلية» متخصصة في قطاعات الطاقة والبيئة والبنية التحتية. وبحسب المقال، قبل أسبوع «ساعد سفير الطاقة الأمريكي في التوسط في صفقة بين مصر والأردن وسورية». وأشار مور أيضاً إلى أنه في حين أن الاتفاقية ستكون رسمياً بين تلك الدول، وبما أن «إسرائيل» تزود مصر والأردن بالغاز، «في الواقع، ستكون الجزيئات من حقل ليفياثان (في فلسطين المحتلة)، لذلك سنساعد الاقتصاد اللبناني المنهار».
في 11 شباط، نشر صندوق النقد الدولي بياناً صحفياً حول مهمة خاصة بلبنان، ضمن مناقشات لتوفير التمويل لمعالجة الأزمة الحالية هناك. وفقاً لصندوق النقد الدولي، يحتاج لبنان إلى برنامج إصلاح اقتصادي ومالي شامل، يجب أن يشمل إجراءات على أساس خمس ركائز، إحداها متعلقة بقطاع الطاقة. على الرغم من عدم ذكر الأمر بشكل صريح في البيان الصحفي، إلا أن هناك تكهنات بأن أي دعم من قبل صندوق النقد الدولي (والمتحكّم به أمريكياً إلى درجة كبيرة)، خاصة فيما يتعلق بقطاع الطاقة، سيتطلب على الأرجح شراء الطاقة من الأردن و/ أو مصر، مما يعني أن بعض الأموال المخصصة للبنان سوف تذهب إلى «إسرائيل».

المزيد حول مصادر الطاقة في مصر

في 10 شباط، ذكرت شركة S&P Global، وهي شركة مالية أمريكية، نقلاً عن مجدي جلال رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (EGAS)، أن «مصر تتوقع تصدير 7,5 مليون طن متري من الغاز والغاز الطبيعي المسال بنهاية السنة المالية الحالية في حزيران». وهذا سيكون مصحوباً بزيادة اتفاقيات الحفر والاستكشاف «لتعزيز إنتاجها». ومن المتوقع أن يضيف هذا إلى نطاق العمل 33 من آبار الغاز. ويربط المقال ارتفاع الصادرات المصرية إلى استئناف منشأة دمياط العمل بعد توقف دام ثماني سنوات، وهي منشأة يتم تشغيلها من قبل شركة إيني الإيطالية للنفط.
في الأسبوع الماضي، أفادت S&P Global أيضاً أن «وزارة الطاقة الإسرائيلية وافقت على بدء تدفق الغاز إلى مصر»، والذي من المتوقع أن يبدأ قبل نهاية هذا الشهر. وبحسب المقال، فإن «تصدير الغاز إلى دول المنطقة يعزز العلاقات الجيوسياسية لإسرائيل مع دول الجوار»، بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية.
منذ أواخر عام 2021، وقعت مصر اتفاقيات مع العديد من شركات الطاقة، بما في ذلك شركة Transglobe الكندية وشركة Pharos Energy وشركة Apache الأمريكية وشركة Eni. وبحسب وزير البترول المصري، فإن هذا «جزء من جهود الوزارة المستمرة لتحفيز الشركات على ضخ المزيد من الاستثمارات وتكثيف الأنشطة لتعظيم معدلات الإنتاج».
في 14 شباط، التقى الرئيس المصري مع الرئيس التنفيذي لشركة بريتيش بتروليوم (BP)، على هامش «إيجيبس» 2022. ووفقاً للأخبار حول هذا الاجتماع، كان وزير البترول والثروة المعدنية المصري أيضاً حاضراً، وتركز النقاش على «التقدم في التعاون المشترك مع شركة بريتيش بتروليوم، أكبر منتج للنفط في مصر». وشدد الرئيس المصري على «ضرورة استمرار التنسيق والتعاون مع الشركة البريطانية وإزالة أية معوقات تواجه عملها من أجل الدفع إلى الأمام في جهود البحث والاستكشاف وإنتاج النفط في مصر».

معلومات إضافية

العدد رقم:
1058
آخر تعديل على الإثنين, 21 شباط/فبراير 2022 13:34