«الشيوعي السوري» من وثيقة لـ CIA  عام 1955

«الشيوعي السوري» من وثيقة لـ CIA عام 1955

الصورة المرفقة هي للبند رقم 18 من وثيقة سرية لجهاز المخابرات المركزية الأمريكية CIA بتاريخ 12/10/1955، بعنوان «العواقب المحتملة لصفقة السلاح المصرية مع الكتلة السوفييتية» (يمكن تحميل الوثيقة كاملة عبر الرابط). وتم رفع السرية عن هذه الوثيقة بتاريخ 17/3/1988.

قبل أن نضع الترجمة العربية للبند 18 من الوثيقة، لا بد من الإشارة إلى الظرف العام الذي صيغت ضمنه هذه الوثيقة، والذي يمكن تلخيصه بالأمور التالية:
1- كان الصراع في تلك الفترة محتدماً بالمعنى الدولي على جبهتين في وقت واحد؛ من جهة بين الغربيين أنفسهم، حيث تسعى الولايات المتحدة- الإمبراطورية الجديدة- لوراثة شركائها الغربيين وخاصة البريطانيين. ومن جهة ثانية، كان الصراع محتدماً أيضاً بين الكتلة السوفييتية من جهة والغرب ككل من جهة ثانية، فيما بات يعرف لاحقاً بالحرب الباردة.
2- إحدى أهم ساحات الحرب الباردة كانت منطقة الشرق الأوسط، التي كانت تخرج بالتدريج من تحت سيطرة الاستعمار الأوروبي العسكري، وتعوم في مرحلة مؤقتة من الفراغ بين خيارات الاستقلال وخيارات التبعية.
3- وفي الوقت الذي كانت فيه خيارات «الممالك» في المنطقة، ليس العربية فقط، بل وأيضاً في إيران، قد باتت واضحة لجهة الانخراط في الأحلاف الغربية بطريقة أو بأخرى، سواء عبر حلف بغداد أو غيره، فقد برزت كل من مصر وسورية والجزائر إلى حد ما بوصفها قوى تسعى إلى خيار الاستقلال الفعلي.
4- كان لمصر عبد الناصر دور هام جداً في صياغة مجمل التحولات في المنطقة، والتي بدأ اتجاهها ذو النزعة الاستقلالية الصارمة بالبروز ابتداءً من مؤتمر باندونغ عام 1955 ومن ثم صفقة السلاح مع السوفييت، وصولاً إلى تأميم القناة، وإلى تشكيل «دول عدم الانحياز».
5- بالنسبة لسورية، فقد كان عام 1955 عاماً شديد التوتر بالمعنى السياسي؛ فبعد سلسلة الانقلابات التي تلت الاستقلال، والتي باتت الأصابع الغربية والبترولية والأمريكية واضحة فيها، ابتداءً من حسني الزعيم ووصولاً للشيشكلي، فإنّ سورية باتت أمام خيارات مصيرية وأمام احتمالات ولادة جديدة، ومن طراز فريد، خاصة وقد تعمقت علاقات القوى الوطنية فيها مع الاتحاد السوفييتي منذ نيلها الاستقلال، للدور الذي لعبه الاتحاد السوفييتي في حينه في مجلس الأمن في هذه المسألة.
ضمن هذه الإحداثيات، وبعد صفقة السلاح المصرية مع الاتحاد السوفييتي، كُتبت الوثيقة السرية التي نتحدث عنها هنا، والتي تضيء على جانب مهم من الوضع السوري في حينه... وفيما يلي ترجمة البند 18 منها:
«موافقة مصر على سلاح الكتلة (المقصود الكتلة السوفييتية)، وإصرارها على «سياسة خارجية مستقلة»، خلقت تأثيراً عميقاً في دول عربية أخرى، وزادت فرص أن سورية ستوافق أيضاً على عرض السلاح السوفييتي. في ضوء حالة عدم الاستقرار السياسية في سورية، فإنّ الكمون الكبير للحزب الشيوي السوري المنظم جيداً (والذي قائده عضو في البرلمان)، وفي ضوء قوة العناصر اليسارية في الجيش، فإنّ احتمالات ازدياد الاتجاه اليساري في سورية تعتبر كبيرة».

1046

معلومات إضافية

العدد رقم:
1046
آخر تعديل على الإثنين, 06 كانون1/ديسمبر 2021 13:11