«سرعة عمل اللجنة الدستورية بطيئة جداً مقارنة بالواقع الكارثي»
على هامش اللقاء الذي جمع ممثلين عن منصتي موسكو والقاهرة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الخميس 21/ كانون الثاني الجاري، أجرى عضو وفد منصة موسكو وأمين حزب الإرادة الشعبية مهند دليقان، عدة حوارات صحفية وتلفزيونية. وفيما يلي بعض من الأسئلة والأجوبة التي تضمنتها تلك الحوارات.
ما الذي جرى تباحثه مع الجانب الروسي خلال لقاءاتكم في موسكو؟
النقطة الأولى: على جدول الأعمال، هي أننا وضحنا للجانب الروسي أنه رغم تأييدنا للجنة الدستورية حتى ما قبل تشكيلها، إلّا أن ملاحظتنا الأساسية الآن هي سرعة عمل هذه اللجنة، والتي نرى أنها أبطأ بكثير من سرعة الواقع السوري. الواقع السوري كارثي، ومع كل يوم يتأخر فيه حل الأزمة، هناك معاناة تزداد وتشتد للسوريين في كل الاتجاهات، سواء إن كنا نتحدث بالإطار الاقتصادي- المعيشي أو بالأطر الأخرى للمهجرين والمعتقلين وبقية أنواع المآسي التي يعيشها السوريون بشكل يومي.
لذلك أعدنا التأكيد على أن اللجنة الدستورية هي مجرد مفتاح للعملية السياسية، هي مفتاح لتطبيق القرار 2254، وليست هي الحل بأكمله. ونعتقد أن هذه نقطة توافق مع أطراف مختلفة بما فيها الطرف الروسي الذي أكد من جانبه: أنّ المطلوب هو التطبيق الكامل للقرار 2254 بكل جوانبه، وبكل مفرداته عبر البوابة الدستورية.
ما مدى ارتباط هذه اللقاءات مع مساعي التحضير لجلسة اللجنة الدستورية طبعاً في جنيف؟
كما تعلمون، هنالك عمليات إقصاء تجري ضمن المعارضة السورية بما يخص اللجنة الدستورية؛ نحن كمنصة موسكو تم إقصاؤنا منذ نهاية الجولة الأولى من اللجنة الدستورية، وحتى الآن عملية الإقصاء مستمرة عن اللجنة الدستورية المصغرة. ومؤخراً أيضاً تمت ممارسة إجراءات ضد منصة القاهرة بالاتجاه نفسه. القرار 2254 يتحدث عن ثلاث منصات للمعارضة السورية، هي: موسكو، والقاهرة، والرياض.
الفكاهة السوداء، هي أنّ من يقوم بعملية الإقصاء هم أولئك الأطراف وتلك الشخصيات التي كانت من البداية ضد الحوار السياسي، وضد الحل السياسي، ومواقفها مسجلة وثابتة ضد بيان جنيف حين صدر، وضد القرار 2254 وضد اجتماع سوتشي، ومن ثم ضد اللجنة الدستورية، والآن هم موجودون أو جزء منهم على الأقل موجود ضمن اللجنة الدستورية، وضمن مؤسسات مختلفة للمعارضة، ويهيمنون، في حين أن أولئك الذين دعموا الحل السياسي منذ اللحظة الأولى يجري إقصاؤهم.
لذلك كلّه، هذه النقطة أيضاً كانت على جدول الأعمال مع الجانب الروسي الذي أكد أنه ضمن تمسكه بالقرار 2254، فإن هذه المنصات الثلاث ينبغي أن تكون موجودة في كل فعاليات العملية السياسية، وأكد أن مسألة وجود هاتين المنصتين ينبغي أن تكون بالشكل العادل ضمن اللجنة الدستورية، أو ضمن أية فعالية أخرى من فعاليات العملية السياسية.
ماذا قال لكم الجانب الروسي؟
أكد الجانب الروسي على تمسكه بالقرار 2254 وأبدى تفهمه وموافقته على فكرة أن اللجنة الدستورية لا تسير بالسرعة المطلوبة، وأن هناك إجراءات ينبغي أن تُتخذ. وبما يخص مسائل المعارضة الداخلية، أكد أن القرار 2254 يتحدث بشكل واضح عن ثلاث منصات وغيرها ضمن النص بالمعنى الحرفي، وأن الروس من جهتهم مصرون على مسألة أن هنالك ثلاث منصات، ولذلك لا ينبغي اختصار المعارضة ضمن الجهة التي يسيطر عليها الائتلاف حالياً، أو المقربين من الائتلاف، ولذلك أبدوا أنهم متمسكون بتمثيل الجميع، وبالوصول إلى آلية للتمثيل العادل للجميع، وهذا سيدرسونه مع بيدرسون والأمم المتحدة وغيرها من الجهات.
هل أنتم قادرون مع باقي منصات المعارضة على تجاوز الفيتو التركي على مشاركة قوى الشمال الشرقي في العملية السياسية؟
أولاً: لا أعلم إن كان الفيتو فقط تركياً، لأنني سمعتها مباشرةً من قيادات في الاتحاد الديمقراطي وغيره من قوى الشمال الشرقي السوري، أن النصيحة التي وجهت لهم في 2016 بعدم دخول جنيف، وعدم دخول العملية السياسية كانت أساساً من الأمريكان... وذلك قبل أن نتحدث عن فيتو تركي.
هذا لا ينفي أن هناك فعلاً ممانعة تركية لاشتراك القوى السياسية في الشمال الشرقي بحجة أنها قوى انفصالية أو إرهابية، وإلى ما هنالك من اتهامات لا أساس لها، ولكن بكل الأحوال، نعتقد أن مسألة الوصول إلى حالة يتم فيها تمثيل الجميع ليس مطلبنا نحن فقط، وإنما هو مطلب كل القوى الوطنية في سورية، ولذلك ينبغي أن نجد في أنفسنا القدرة باجتماعنا أن نصل إلى هذه الغاية. أما أن أقول لك من الآن أننا نملك القدرة على فرض هذا التمثيل وحدنا، فربما لا نملك، ولكن علينا أن نتعاون للوصول إلى هذا التمثيل.
الاثنين القادم جلسة جديدة من الجلسات الدستورية، يقال: إنكم في منصة موسكو لن تحضروها، هل تؤكد لنا هذه المعلومة؟
ليست فقط هذه الجلسة لن نحضرها، ابتداءً من الجولة الثانية لم نحضر أية جولة من جولات اللجنة الدستورية المصغرة. لأنه لنا ممثل واحد وهو أنا في هذه اللجنة المصغرة، وتم استبعادي كما تذكرون في تلك المرحلة. وحاولوا أن يفرضوا علينا أن نأتي ببديل، فقلنا لهم: أنتم تقمعون رأياً سياسياً وليس شخصاً، ولذلك كلما تكلم أحد من منصة موسكو برأي لا يعجبكم تبدلونه، لذلك نحن نرفض التبديل... ولم نحضر الجولة الثانية، ولا الثالثة ولا الرابعة، ولن نحضر الخامسة، ولم نُدعَ أساساً.
نحن مصرون على أن الحل يكون بعودة هذا الممثل، لأنها عودة لهذا الرأي الذي جرت محاولة لقمعه، ونحن لم نتحدث بالقضية كثيراً حرصاً على العملية السياسية والدستورية... حتى في الوقت الذي جرى فيه الإبعاد، وقت الجولة الثانية، لم نشر إليها نهائياً في الإعلام.. تركنا الجولة حتى تنقضي، ومن ثم تكلمنا بالموضوع. وهذا السلوك هو مؤشر على أننا نقدم مصلحة العملية السياسية على المصلحة الحزبية الضيقة، وهي ليست المرة الأولى التي نفعل فيها ذلك؛ فحتى في جنيف 2 نحن دافعنا عنه قبل أن يعقد، وحتى بعد انعقاده، وقلنا: إن هذا الطريق هو طريق إجباري رغم أننا في حينه استُبعدنا من العملية ككل.
هنالك الآن رهان تنظيم الانتخابات الرئاسية، كيف تنظرون في منصة موسكو لهذه المسألة، لأنها مسألة أشهر قليلة؟
رأيُنا واضح في هذه القضية: لا معنى لأية عملية انتخابية دون حل سياسي شامل، دون تطبيق كامل للقرار 2254. الآن وضع البلاد هو تقسيم أمر واقع بين ثلاث مناطق، إضافة إلى المهجرين في مناطق شتى حول العالم. ووضع الشعب السوري هو وضع مأساوي يوماً وراء الآخر يزداد سوءاً، ولذلك المطلوب هو حل سياسي شامل على أساسه تجري انتخابات حقيقية يقرر فيها الشعب فعلاً من يريد، وتشمل هذه الانتخابات كل السوريين بكل مناطق سورية وخارج سورية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1002