المليارديرية يخلقون مسرح دمى إعلامياً ليبقوا بمأمن

المليارديرية يخلقون مسرح دمى إعلامياً ليبقوا بمأمن

تظهر قائمة «الأسرار العلنية» أكبر 100 متبرع لحملات حزبي الولايات المتحدة: الديمقراطي والجمهوري، وهذه الأرقام تشمل التبرعات المعلن عنها وحسب، أمّا تلك التي تُمنح في الظل فتبقى سريّة. وقد تبرّع أوّل 80 متبرعأ في عام 2020 بقرابة ترليون دولار، 47% منها للجمهوريين، و53% للديمقراطيين.

بقلم: إيريك زوس

معظم هؤلاء المتبرعين الـ 100 هم من أغنى 700 رجل في أمريكا، أو يقومون بأعمال حاسمة معهم بحيث لا يمكنهم مخالفتهم إطلاقاً. وجميع هؤلاء الأثرياء يعتمدون في تكديس ثرواتهم على القرارات الحكومية التي يشترون مسؤوليها بتبرعاتهم. ولا يقتصر ذلك فقط على إصدار التشريعات والقوانين المناسبة لهم، بل يشمل أيضاً السياسة الخارجية. مثال: شركة «AMG» المختصة بإدارة الأصول حول العالم، تعتمد في تحقيقها لربحها بشكل شبه مباشر على السياسات الأمريكية الخارجية. وجميع المتبرعين الـ100 من أصحاب الأموال الاستثمارية في هذه الشركة.

فعندما تغزو الولايات المتحدة بلداً ما أو تفرض عليه عقوبات، فهي لا تخلق مجالات ربح لشركات النفط والسلاح وحسب، بل أيضاً للشركات الدولية التي تكون مقرات إدارتها خارج الولايات المتحدة. فالإنفاق العسكري الأمريكي– نصف الإنفاق العسكري العالمي– يمنح موقعاً تنافسياً لأعمال أصحاب المليارات الأمريكيين. علماً أنّ دافعي الضرائب الأمريكيين هم من يدفعون هذه النفقات. ويتم توظيف شركات الدعاية والعلاقات العامة لتسويقه بوصفه «دفاعاً وطنياً» ويتم تضليل العامة بأنّ الجيش هو أكثر مؤسسة نزيهة في أمريكا، بينما هي المؤسسة الأكثر فساداً على الإطلاق.

لكن كي يتجنب هؤلاء المليارديرية اللوم على المشاكل التي يحدثونها للعامة، فأولى حيلهم هي: إلقاء اللوم على بعض الأقليات أو المجموعات الضعيفة الأخرى ضمن الجماهير. أو القيام بإلقاء اللوم على دولة أخرى «عدوّة». وفي حال فشلت إستراتيجياتهم هذه في جذب انتباه العامّة، تقوم بعض وسائل إعلامهم بلوم الطبقة الوسطى والبرجوازية الصغيرة بهدف استنهاض اليسار، وبعضها الآخر يلوم الشيوعيين والفقراء لاستنهاض اليمين. إنّها إستراتيجية العلاقات العامة منذ أيّام مكارثي: ضربة إلى اليمين وأخرى إلى اليسار.

إطلاق وصف اليسار على الحزب الديمقراطي مدعاة للسخرية بحدّ ذاته، لكنّها الطريقة الوحيدة أمام إعلام الشركات لجعله مسؤولاً أمام جموع اليمينيين وإقناعهم بأنّ عليهم أن يناضلوا ضدّ مؤامرة «شيوعية» في بلادهم المحافظة «النقيّة».

من الأمثلة الممتازة على هذا الفهم: تقرير الصحفية الأمريكية سارة كارتر بعنوان: «جولياني يتحدث عن رقابة شركات التكنولوجيا» المتعلق بحق شركات التكنولوجيا بتشفير وحذف محتوياتهم بدون مستند قانوني. تقوم سارة بإلقاء اللوم على «اليساريين»، وتعتبر أن جوهر مشاكل أمريكا هو في «الحكومة» و«البيروقراطية». تقول في تقريرها، بأنّ الحكومة الأمريكية «دكتاتورية شيوعية».

واقع الحال أنّ الفاشيين في كلا الحزبين يخشون من اليسار، ولهذا عليهم استخدام إعلامهم لتقسيم المجتمع بأشكال وهمية. الحقائق الهامة يجب أن تبقى مخفية عن الشعب، والساحة السياسية يجب أن تصبح مسرحاً تتم خياطته على قياس ما يريدون للناس أن يختلفوا بشأنه.

بتصرّف عن: How Billionaires Transfer Blame to Others

معلومات إضافية

العدد رقم:
1002