أهمية ثنائية (مَنهوبين– ناهبين) كمعيار للفرز الصحيح

أهمية ثنائية (مَنهوبين– ناهبين) كمعيار للفرز الصحيح

مقترحي المُعدَّل هو: إعادة صياغة الفقرة الواردة في مشروع البرنامج، اعتباراً من جملة «فإلى جانب قمعه...» (أيْ قمع الفيضان الجماهيري) كما يلي:

«... فإلى جانب قمعه وممارسة العنف الشديد تجاهه، تعمل قوى الثورة المضادة الداخلية والعالمية على التعمية عن التناقض الذي تنطوي عليه ثنائية إمبريالية- شعوب وعلى التناقضات المشتقة منه، ومحاولةِ عرقلة حلّها، عبر عرقلة حلّ الأزمات السياسية، بسبب إدراكها أنّ حلولاً سياسية باتجاه يضمن وحدة البلدان، ويسحب التدخلات والتدويل وينهي الحروب، سوف تفتح الباب أمام أنْ تندار الشعوب نحو حلّ تناقضاتٍ جذرية داخلياً وخارجياً، مما ينقلها إلى مواقع أكثر استقلالاً عن الإمبريالية وعداءً لها. ولذلك تعمل تلك القوى على منع الأكثرية الساحقة مِن الناس مِن أنْ تعي ثنائية (مَنهوبين– ناهِبين) لأنّ الصراع وفقها هو النضال الحقيقي المُجدي لمصلحة المنهوبين، والمهدِّد للناهبين ولقوى الثورة المضادة، ولذلك بالضبط يعملون جاهدين على توجيه زخم الفيضان الجماهيري الشعبي لمصلحتهم هم وضدّ مصلحته هو بالذات؛ بحيث بدلاً مِن أن يُستخدَم هذا الزخم في النضال الحقيقي لحلّ ثنائية (مَنهوبين– ناهبين)، فإنه يُستَخدَم لتغذية وافتعال صراعاتٍ تناحرية وِفق ثنائيات أخرى في المجتمع، والتي رغم كونها تنوُّعات وتفاوتات واختلافات (أيْ تناقضات) موجودة حقيقةً كأمر واقع، كالتنوُّعات القومية والعشائرية والدينية والطائفية، وكالثنائيات من قبيل (علماني- متدين)، أو (ليبرالي- إسلامي)، أو (معارض- موالي)، أو (نظام- معارضة)، وما شابهها، لكنَّ تسعير الصراع والتقاتل بين طَرَفي أيِّة واحدة من هذه الثنائيات، ودفعها إلى الواجهة، ورفع مستواها بشكلٍ مُصطَنَع لن يؤدي إلى حلولٍ تدفع تطوّر المجتمع والبلاد إلى الأمام، ولا إلى تحسين أحوال الناس المشكِّلين لأطرافها، أو أحوال مجتمعهم عموماً، كما يحاولون إيهامهم،  بل ستؤدي إلى مزيد من الفوضى والتقسيم. ولذلك فإنَّ هذه التناقضات الثانوية، في توظيفها هذا، لا تكون عَملياً سوى ثنائيّاتٍ زائفة، يصطف ويُحشَرُ الفقراء وفقاً لها في صفوف وخنادق متقابلة، يَحصدُ فيها بعضُهم أرواحَ بعض. ولا توفِّرُ قوى الثورة المضادة جهداً، ليس فقط في تغذية الثنائيات الزائفة القائمة، بالجملة والمفرِّق، والنقل التكتيكي لتركيز تغذية التناحر من ثنائية زائفةٍ إلى أخرى، حسب المرحلة، أو كلّما فشلت في تحقيق أهدافها عبر إحدى هذه الثنائيات، بل وكذلك في اختلاق مجموعة من الثنائيات الزائفة الجديدة». (انتهى اقتراح تعديل الفقرة).

معلومات إضافية

العدد رقم:
995