تصريح صحفي من منصة موسكو
اختتمت هيئة التفاوض السورية اجتماعها الدوري في الرياض يوم الثلاثاء 18 حزيران، وأعقب ذلك مؤتمر صحفي لرئيسها السيد نصر الحريري، ومن ثم أصدرت بياناً صحفياً عن أعمالها ومواقفها.
وإذا كان بات من المعلوم لكل متابع للشأن السوري، أنّ سلوك الهيئة والمواقف التي تصدرها، وبشكل خاص مواقف رئيسها، لا تمثل بأي شكل من الأشكال رؤية ومواقف منصة موسكو للمعارضة السورية، فإنّ من الضرورة بمكان التأكيد على مجموعة نقاط أساسية:
أولاً، إنّ الطريقة التي يعرض فيها السيد نصر وحلفاؤه من المتشددين ضمن الهيئة اتفاق سوتشي حول إدلب، هي ذاتها الطريقة الأمريكية؛ أي باعتباره مجرد اتفاقٍ لوقف إطلاق النار، بما في ذلك وقف إطلاق النار تجاه النصرة التي باتت تسيطر على الأغلبية الساحقة من مساحة المنطقة المشمولة بالاتفاق، وذلك في تناقض كامل مع مضمون الاتفاق الذي أكد على استمرار محاربة الإرهاب حتى إنهائه. وبات من المفهوم في هذا الإطار أنّ بقاء النصرة بالنسبة للمتشددين في الطرفين، هو مطلب وجودي يبعد شبح الحل السياسي بما يعنيه من خسارة لميزات ومكاسب يجري تجميعها ونهبها على حساب استمرار كارثة السوريين.
ثانياً، لم يتردد متشددو الهيئة في اتهام النظام وحزب الاتحاد الديمقراطي بالمسؤولية عن حرائق القمح في الجزيرة السورية، وإنْ كنا لا نعفي أحداً من مسؤولياته، إلا أنّ إعفاء المسيطر الأساسي على منطقة الحرائق، أي الأمريكي، من المسؤولية، ورغم المؤشرات العديدة على ضلوعه بها بشكل مباشر أو غير مباشر، عدا عن توفر الدافع بشكل كبير لديه، هو استمرار للسياسية التابعة للأمريكي والعاملة باسمه ولمصلحته، بما في ذلك في تعميق التناقضات بين السوريين وتصعيب الوصول إلى الحل.
ثالثاً، يرفع متشددو الهيئة من حدة موقفهم العدائي، ليس من إيران فحسب، بل ومن روسيا أيضاً، ويعتبرون أن الحل السياسي ينبغي أن يتم دون إيران من جهة، وعبر إرغام روسيا وتركيعها من جهة أخرى، وصولاً إلى الزعم أنّ الهيئة رفضت دعوة من الروس للقاء معهم. أي أن الهدف السياسي للسيد نصر وحلفائه هو أن يجري الحل برعاية حصرية للأمريكان وأزلامهم في المنطقة وفي سورية، وفي السياق نفسه يظهر إعلانه عن «توقف العملية السياسية». إنّ درجة انعدام المنطق، وانعدام المسؤولية، في هذه الطروحات، بالقول بحل رغماً عن روسيا وإيران أو حتى دونهما، وهي طروحات يمكن أن تثير سخرية أبسط الناس، يشير إلى حجم الإفلاس الذي يعانيه المتشددون، والذين باتوا يضعون أهدافاً أكثر استحالة من الأهداف التي وضعوها سابقاً ولم تتحقق، وهم بذلك، كما كانوا دائماً، يتخادمون بشكل شبه مفضوح مع متشددي الطرف المقابل، ويسهلون عليهم مؤقتاً الالتفاف على استحقاقات الحل السياسي التي باتت تضغط بشكل متزايد.
إنّ ارتفاع مستوى سذاجة الطروحات السياسية التي يلقيها المتشددون، سواء في مواقفهم المعادية لأستانا، أو مواقفهم من مسائل إعادة الإعمار والعقوبات واللاجئين والملف السياسي عموماً، وبشكل خاص طبيعة الاصطفاف الدولي ضمن القسم الفاشي من المعسكر الغربي، وبشكل سافر وعلني، يشير ضمناً إلى حجم المأزق الذي يعيشه المتشددون، ويشير أيضاً أن عملية عزلهم وخروجهم من أي عملية سياسية باتت أقرب من أي وقت مضى.
دمشق
20/6/2019
منصة موسكو للمعارضة السورية
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 000