بيان من منصة موسكو
أنهى وفد من «هيئة التفاوض» يوم الثلاثاء ٤ كانون الأول، اجتماعاته مع ما يسمى المجموعة المصغرة في واشنطن، وعبرت تغريدات رئيسه ولقاءاته وكذلك الخبر الصحفي الذي نشرته عن استمرار قيادة الهيئة بسياستها المتماهية مع القوى الغربية ومع الأمريكي خصوصاً، وهو الأمر الذي يظهر في المسائل الأساسية التالية:
أولاً: بما يتعلق باللجنة الدستورية، تتماهى قيادة الهيئة مع خطاب جيمس جيفري الذي يحرض فيه دي مستورا على فرض الثلث الثالث ضمن العقلية الانتدابية الاستعمارية، وفي تناقض علني مع القرار 2254 ومع بيان سوتشي، بل والتلويح بالعمل الممنهج والمستميت لإنهاء مسار أستانا والعودة إلى نقطة الصفر، لتمديد الصراع إلى ما لا نهاية.
ثانياً: تتبنى قيادة الهيئة أيضاً حرفية الطرح الغربي بما يخص مسائل العقوبات وإعادة الإعمار وعودة اللاجئين، وذلك في تحويل هذه المسائل الإنسانية إلى أوراق ابتزاز سياسية، ومن المعلوم أن العقوبات التي يفرضها الغرب على سورية أضرت أولاً وأخيراً بالشعب السوري، وليس بتجار الحرب أو المتنفذين الذين لم يعدموا الحيلة في الهروب من تلك العقوبات فحسب، بل وحولوها إلى منجم ذهب عبر تكريس الاحتكار في مناطق النظام ومناطق المعارضة.
ثالثاً: تغض قيادة الهيئة الطرف عن السلوك الأمريكي وسلوك قوات التحالف الغربي في سورية، ولا «تثير قلقها» نهائياً عمليات قصف المدنيين شبه اليومية التي يقوم بها التحالف، ولا يثير مخاوفها العمل الأمريكي على عزل شرق الفرات وتنمية أوهام الانفصال في رؤوس بعض القيادات، بل إنّ «لا أوراق» تيلرسون وبومبيو المخالفة للقرار 2254 وضوحاً والحاملة لبذور التفتيت لم تجد من قيادة الهيئة سوى وضعها تحت «الدراسة» المستمرة والنظر إليها بإيجابية دائماً!
رابعاً: لا تجد قيادة الهيئة حرجاً في السكوت عن خروقات النصرة في إدلب، بل ولا تجد حرجاً أيضاً في التماهي مع الدعاية المطالبة بخروج إيران وحزب الله فقط من سورية، دون بقية القوى الأجنبية، حتى في الوقت الذي يعلن فيه جيش الاحتلال بدء عملية عسكرية ضد الجنوب اللبناني وضد ما قال: إنها أنفاق لحزب الله. والأهم من ذلك كله، هو صمت قيادة الهيئة تماماً، عن موقف الولايات المتحدة الداعم للكيان الصهيوني في الأمم المتحدة، حين رفضت قراراً يؤكد بسورية الجولان السوري المحتل، ولم تجد في نفسها الحد الأدنى من الجرأة لإدانة ذلك الموقف!
إنّ سياسة الهيئة هذه، والمتماهية مع أعداء الشعب السوري، بمعارضتهم وموالاتهم، تضعها خارج العملية السياسية بالكامل، وإننا في منصة موسكو للمعارضة السورية، المعترف بها ضمن قرار مجلس الأمن 2254، والمشاركة في هيئة التفاوض على أساس هذا القرار وحده، ومن موقع مسؤوليتنا الوطنية، فإننا لا نعترف بالسياسة التي تتبعها رئاسة هيئة التفاوض، والتي تقوم على العمل الاستفزازي الممنهج لعرقلة أية جهود حميدة لبدء الحوار لتنفيذ قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، الأمر الذي أفقدها شرعيتها السياسية. وعليه فإنّ القيادة المسؤولة عن هذه السياسة، ليست فقط لا تمثلنا، بل وأيضاً لا تمثل تطلعات الشعب السوري بمخالفتها الصريحة، وعلى طول الخط، للقرار الأممي ٢٢٥٤...
قيادة منصة موسكو
دمشق 6/12/208