ما بعد S300.. غضبت أمريكا... فخسرت أداتها (الإسرائيلية)
لماذا سعى الكيان الصهيوني إلى توجيه ضربته العسكرية عقب الاتفاق الروسي- التركي حول إدلب؟ ولماذا تعمّد إلحاق الضرر بالطائرة الروسية، بصواريخ سورية؟ لماذا... طالما أن النتائج الأقرب، والتي يستطيع توقعها أكثر المحللين السياسيين بساطة هي: تصعيد روسي ضد الكيان، وتقليص قدرته على الاعتداء والتعطيل إلى حدود دنيا!
الاعتداء (الإسرائيلي) لا يُفسّر إلّا بأبعاده الدولية، حيث أتى كرسالة رفض أمريكية، للتفاهم الروسي التركي الأخير. وكذلك فإن الرد الروسي اليوم على اعتداء الكيان، عبر تزويد سورية بمنظومة S300 وغيرها من إجراءات الردع العسكرية، هو الرد السياسي على الرفض الهش للولايات المتحدة، ولقوى الغرب المأزومة. تلك التي لا ترغب بتجفيف مستنقع الأزمة السورية، وترتعب من حقيقة تحول مسار حل هذه الأزمة، إلى رافعة بناء علاقات دولية جديدة، ونموذج لحل الأزمات.
المتراجعون عبر العالم اليوم، وفي مقدمتهم الكيان، عليهم أن يدركوا عاجلاً أم آجلاً... أن أية محاولة تصعيد عسكري من طرفهم، سترتد عليهم، وتحقق تقدماً مضاعفاً للمتقدمين.
إن محاولة حبس المياه المتدفقة في مجرى تغير ميزان القوى الدولي، هي محاولات يائسة، وتؤدي إلى سحق السواتر الهشة التي يضعها الذين يريدون السير في عكس التيار. ولكن قوى الفوضى المأزومة عبر العالم، لا تمتلك إلا المحاولة في خياراتها اليائسة، وتزداد هذه المحاولات شؤماً كلما كانت الأداة أكثر ضعفاً، وهذا ما ينطبق على الكيان الغاضب.
إن (إسرائيل) تتحول إلى واحدة من أدوات السلوك الغربي (الأخرق)، فهي الحلقة الأكثر قيحاً في مرض منظومة الإمبريالية العالمية، والأقل قدرة على التكيف، والأقصر عمراً. والنتائج تأتي كما المتوقع: فالعدو اليوم أضعف، ومشروع استقرار سورية والمنطقة بحاضنته الدولية والإقليمية أقوى.
نستطيع القول: إن الاعتداءات (الإسرائيلية) على الأراضي السورية، أصبحت أصعب عسكرياً، وهي قد أصبحت بلا جدوى جدية سياسياً منذ أمد سابق.
ولكن ما يجب أن نقوله كسوريين: إن المسألة لا يجب أن تنتهي هنا. فإذا كانت قدرة الغرب على الاعتداء أضعف عسكرياً وسياسياً بعد اليوم، فإن من الضروري أن نعلم أن أي هجوم عليه سيزيده تراجعاً وتأزماً... الهجوم الذي يجب أن يقوم به السوريون قبل غيرهم، بالأداة الأساسية التي تضمن استعادة صلابة الأرض السورية: عبر وحدة الشعب السوري. أي: بالحلول السياسية المتوافقة مع عالم العلاقات الدولية الجديد الذي يبنى اليوم، يمثله في سورية القرار الدولي 2254 بصفته خارطة طريق جامعة، تفتح باب التغيير الجذري الشامل والضامن لوحدة السوريين، وتجعل استعادة أراضينا المحتلة أسرع وأقرب، بعد أن أصبحت على مرأى نظرنا.