عرفات: حان الوقت لتدخل المنطقة الشرقية إطار المفاوضات
أجرت إذاعة «ميلودي إف إم» حواراً مع أمين حزب الإرادة الشعبية، والقيادي في جبهة التغيير والتحرير، علاء عرفات، بتاريخ 3/6/2018، تناول آخر المستجدات السياسية المتعلقة بالحل السياسي للأزمة السورية. فيما يلي، تعرض «قاسيون» جزءاً من هذا الحوار.
أكد عرفات: أنّ المسار العسكري أو السياسي يسيران معاً، هذا كان واقع الأزمة السورية، ولكن هذا ليس بالضرورة أن يكون قدراً، حيث كان ممكن أن يكون هنالك اتجاه آخر لتطورات الأزمة السورية، لكن كما يقولون في الحياة والتاريخ: لا يمكن قول «لو». في وقت من الأوقات، كان ممكن دفع الأمور في الأزمة السورية باتجاه مختلف عن الذي سارت به. من ناحية الحل السياسي، فعلاً بدأ هذا الحل بالتبلور، وبدأ يأخذ شكله ويذهب نحو خطوات عملية تنفيذية.
من جنيف1 إلى 2254
كما هو واضح في موضوع اللجنة الدستورية التي نتجت عملياً عن مؤتمر سوتشي الذي انعقد أواخر شباط الماضي، هذا آخر تبلور للحل السياسي. ولدينا في موضوع الحل السياسي أكثر من نقطة. النقطة الأولى: بيان جنيف 1 لـ30 حزيران 2012، هذا كان إحدى نقاط العلام، وكان هنالك توافق دولي على أن الحل في سورية هو حل سياسي. أطراف التوافق الدولي لم يكونوا جميعهم صادقين، أي: على الأقل الأمريكان وقعوا على وثيقة ووافقوا عليها ولكن لم يكونوا لا مقتنعين ولا مخلصين، وهذا دليل أنه في اليوم التالي كان هنالك اجتماع لما يسمى أصدقاء سورية في تونس، وكانت وزيرة الخارجية آنذاك هي كلينتون التي كانت تحرض مندوبي المعارضة في ذلك الحين على عدم الموافقة على بيان جنيف.
النقطة الثانية: وهي مهمة جداً، القرار 2254 الذي كان قد سبقه اجتماعات في فيينا، وأيضاً جرى فيهما مستوى أعلى من التوافق حول حل الأزمة السورية... أقول: توافق روسي أمريكي، بدلاً من كلمة تقارب لأن كلمة تقارب لا تفي بالغرض في هذه الحالة. هنا، بدأ الأمريكيون يشعرون أن الذي يريدونه لن يفلح، فاضطروا عملياً للانصياع لتطورات الوضع الدولي ولتغيرات موازين القوى. وبالتالي، يمكننا أن نعتبر أن 2254 عدا عن أنه يصوغ حل الأزمة السورية، فهو تعبير عن توازن القوى على النطاق الدولي، وبالتالي الإقليمي والمحلي في نهاية المطاف، ثم صدر بعد اجتماع فيينا الثاني قرار مجلس الأمن 2254 والذي هو خارطة طريق، وفيها تفاصيل أكثر بكثير من البنود العامة التي كانت موجودة في بيان جنيف1، وخاصةً أن بيان جنيف1 كان فيه الكثير من الأشياء الغامضة في حينه، جرى توضيحها في 2254.
التعطيل والطريق إلى سوتشي
بعد هذا التاريخ بدأت المفاوضات، وحدثت مجموعة من جولات المفاوضات بدأت على ما أظن في جنيف4، واستمرت دون نتيجة فعلية، إلى حد جنيف8، هذا الكلام معناه هو التالي: أن الطرف الذي لا يريد الحل هو الطرف الأمريكي، وحلفاؤه لم يكونوا قادرين على أن يرفضوا القرارات الدولية، ولكنهم كانوا قادرين على إفشال المفاوضات عملياً. هذا الموضوع الذي تجلى في جملة عوامل، أهمها: أنه كلما انعقدت جولة من جولات جنيف كان هنالك تفجير عسكري، وكان هذا يشكل مبرراً للطرف المعارض الذي كان يديره في ذلك الحين وكان على رأسه رياض حجاب، الذي كان كلما استعر الوضع العسكري، إما أن يقولوا: جمدنا. أو أن يقولوا: انسحبنا أو علقنا، بمعنى آخر كانت هنالك عملية إفشال واضحة وتعطيل لهذا العمل.
لذلك جرى دفع الأمور من قبل الأطراف التي تريد الحل فعلاً وهم الروس، دفعوا الأمور باتجاهين، الاتجاه الأول: هو تشكيل الثلاثية التي حدثت فعلياً بعد إعلان موسكو (إيران روسيا وتركيا)، ثم جرى دفع الأمور باتجاه ما يسمى مناطق خفض التصعيد، التي أدت عملياً إلى خفض التصعيد فعلياً وبكثير من الحالات لوقف إطلاق النار، وهذا كله حدث باجتماعات آستانا. وجرى الدفع باتجاه العمل السياسي بما أن آستانا اقتصر على العمل العسكري، ولكن هذه لم تكن رغبة الطرف الروسي على الأقل، حيث إن الأطراف الأخرى لم تكن راغبة بدفع آستانا باتجاه العمل السياسي تماماً، فجرى استنباط شكل آخر هو الحوار الوطني في سوتشي. واجتماع سوتشي صدر عنه بيان مهم للغاية، هذا البيان يقول بتشكيل لجنة دستورية بإشراف الأمم المتحدة، والمبعوث الدولي هو المسؤول عن جملة من مسائل وردت في البيان جرى فيها تحديد مسؤولية المبعوث الدولي، بمعنى أن سوتشي في نهاية المطاف هو تفريعة من تفريعات جنيف، ولكن هذه التفريعة هي بعيدة بعض الشيء عن الجهة الغربية، وخاصةً الأمريكية التي كانت وما زالت تلعب دوراً أساسياً في محاولة إحباط الحل السياسي.
خطوة عملية
وبالتالي، نحن أمام خطوة هامة جداً، ونعرف أنه بعدما صدر بيان سوتشي، اعترضت الحكومة السورية، وقالت: ليس هذا البيان الذي وافقنا عليه نحن... إلخ، ثم فيما بعد بزيارة الرئيس الأخيرة إلى سوتشي صدر إعلان بأن الحكومة السورية سوف تقدم لائحة بأسماء ممثليها إلى المبعوث الدولي، وعملياً استناداً إلى بيان سوتشي الذي صدر في حينه وسُلِّم إلى مجلس الأمن، والذي أصبح متعارفاً عليه، إذاً نحن أمام خطوة عملية الآن في إطار الحل السياسي، وأصبحنا في طور الدخول إليه.
المنطقة الشرقية: إلى إطار المفاوضات
أما بخصوص المنطقة الشرقية، أكد عرفات أن الوقت حان من أجل بحث أمرها والتوصل إلى اتفاقات حولها. وفعلاً، المنطقة الشرقية والأكراد بكل مباحثات جنيف السابقة كانت هناك عملية استبعاد لهم بسبب فيتو تركي مدعوم أمريكياً من تحت الطاولة. وكانت هنالك محاولة دائمة لاستبعاد الكرد لكي يُوحى إليهم أنهم خارج اللعبة ومهملون.. إلخ.
الأمريكي ليس حليفاً لأحد بل هو حليف لنفسه فقط، أمريكا حالة فريدة في التاريخ. نمط العمل الأمريكي يتمثل في تسعير وإحداث الحرب والفوضى، وبالتالي هو يفعل أي شيء يخدم هذه العملية، وعليه فإن المنطقة الشرقية الشمالية الشرقية حان الوقت فعلاً لتوضع أمورها على الطاولة وتدخل بإطار الحل، وبما أن الحل بدأ ينضج، مثلاً عندما تتشكل اللجنة الدستورية ألا يجب أن يتمثل فيها الكرد؟ يجب أن يتمثلوا بصفتهم أحد مكونات الشعب السوري، وبالتالي يجب أن يدخلوا، والآن يجب أن يتمثلوا، وهذه اللجنة وظيفتها الدستور، الدستور سيرسم ملامح سورية اللاحقة ويضع كل المسائل التي تتعلق بكل السوريين بما فيها الأكراد، ويجب أن يوضعوا بإطار الدستور بطريقة ما، وبالتالي حان الوقت ليلتحق الأكراد بالحل السياسي.