عرفات لـ ميلودي إف إم:الأزمة تنحسر وتذهب نحو الحل

عرفات لـ ميلودي إف إم:الأزمة تنحسر وتذهب نحو الحل

أجرت إذاعة ميلودي حواراً مع الرفيق علاء عرفات أمين حزب الإرادة الشعبية، عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، بتاريخ 30/4/2018 تطرق من خلاله إلى الموقف من آخر تطورات الوضع السياسي..

انحسار العمل العسكري

إن تغيّر ميزان القوى على النطاق الدولي، الذي يتبعه ويتلازم معه تغيّر ميزان القوى على النطاق الإقليمي، وبالتالي يتبعه تغير بميزان القوى على النطاق الداخلي السوري، ماذا تعني ضربات عسكرية تأتي على مواقع سورية؟ على حسب معلوماتي ليس هنالك تأكيد أن الضربات الأخيرة هي «إسرائيلية» ولكن بكل الأحوال غرض هذه الضربات يعني: أن هناك من هو متأزم ومتأثر بتطورات الوضع في سورية، واتجاهات تطور الوضع في سورية، وهي: انحسار أكبر لما يسمى العمل العسكري، وأقصد العمل العسكري الذي يتعلق بالفصائل المسلحة وجودها بدأ يتقلص، وهذا الوضع يعني أننا ذاهبون إلى تقلص عموماً بالصدام العسكري على الأرض، ففي الغوطة لم يعد هناك فصائل مسلحة، وعلى الأرجح جنوب دمشق والقلمون الشرقي أيضاً انتهى، وأرجح أيضاً أن يكون شمال ريف حمص وجنوب حماة ملتحقاً بهذه العملية، معنى هذا الكلام: أن العمل المسلح من حيث انتشاره وتداوله ووجوده على الأرض انتهى، وهو في حالة انحسار شديد، أما الأطراف المتضررة من انحسار هذا العمل العسكري، فستحاول بأشكال مختلفة من أجل الحفاظ على مستوى عالٍ من الحرارة بالمعنى العسكري أن توجه بعض الضربات، لعل وعسى أن تؤدي إلى نوعٍ من تسخين الوضع، فمن المعروف، أنه على الأرض السورية إضافة إلى الصراع الداخلي الموجود، كان هناك وما زال صراع إقليمي دولي، وبالتالي الأطراف الإقليمية التي هُزمت عملياً بالموضوع الداخلي، بمعنى الصراع الداخلي، تحاول اللجوء للدخول مباشرةً على هذا الصراع، وموضوع الضربة الأمريكية أو الضربة الثلاثية التي حصلت لا يمكن قراءتها إلا ضمن هذه الإحداثيات، إضافة إلى الإحداثيات الأعلى، التي هي الإحداثيات الدولية، وأن ما يجري في سورية وتوجه الأحداث وتطوراتها، تذهب باتجاه أن الأزمة السورية تنحسر وتذهب باتجاه الحل، الأطراف الضالعة في هذه الأزمة، لم تستطع أن تحقق ما تريده، فذهاب الأزمة السورية عملياً يخدم مسألة هامة كنا بانتظارها دائماً، هي: أن تستمر عملية التغيير في موازين القوى، الآن موازين القوى مختلة ضد مصلحة الولايات المتحدة قولاً واحداً، ولكن تظهير هذه العملية يأخذ بعض الوقت وذهاب الأزمة السورية إلى الحل، يعني: تظهير ميزان القوى بشكل واضح، وهذا ليس في مصلحة الأمريكان، لا أحد يصدق بكل تأكيد أن الأمريكان والإنكليز والفرنسيين ضربوا من أجل الموضوع الكيماوي، وأنا واثق من ذلك، فلماذا ضربوا؟ لديهم أكثر من هدف، منها: أن هذه الضربة تعني أننا موجودون، ونحن لنا يد عليا، وأيضاً السعي من أجل إرهاب الأطراف الداعمة لسورية، وإرهاب السوريين. هم يعرفون أنه ليس هنالك كيماوي، هم يعرفون بشكل حقيقي ومؤكد أنه لا يوجد كيماوي ولكن استغلوا هذه الذريعة، وساروا بها، والدخول على خط الأزمة السورية يلزمه ذريعة، وهي ذريعة الكيماوي، وتمت الضربة على أساسها، كما ضربوا في السنة الماضية، بمطار الشعيرات، وبالتالي هي محاولة دخول جديدة لبعض الأطراف لأنهم خرجوا.
تأجير القوات الأمريكية
وفي سياق الإجابة عن سؤال ورد على لسان ترامب: إذا أرادت الدول الخليجية بقاء والأمريكان فعليهم أن يدفعوا.
هذا الكلام الذي يقوله ما معناه؟ معناه أن ترامب يؤجر القوات الأمريكية، أي: القوات الأمريكية برسم التأجير لأحدٍ ما، هذا المنطق هو منطق متداعٍ وسنرى تداعيه، الأمريكان قلقون من تواجدهم في المنطقة، لم يشفوا بعد من ضربات العراق، الوضع في سورية، إذا كان الأمريكان لم يتعرضوا لضربات فهو لسبب بسيط، أن هناك قصة داعش و... إلخ، مع انحسار داعش سيوضع التواجد الأمريكي على الطاولة، وكسوريين وطنيين، ولا نريد أية قوات أجنبية على أرض سورية، يصبح موضوع إخراج القوات الأجنبية واجباً وطنياً، ممكن الآن غير مطروحة القضية لأن هناك صراعاً دولياً وهناك استحقاقات ما، وبعد قليل الأمريكان سيصبحون هدفاً للأطراف المختلفة الموجودة في سورية، وغير السوريين، أي أحد له ثأر مع الأمريكان سيأتي ويخلّصه في سورية، الأمريكان يفهمون ويعرفون أنهم عاجلاً أم آجلاً سيكونون هدفاً لضربات، لذلك محاولة الانسحاب والخروج هي محاولة حقيقية، أقول لك ولن يطول الوقت ليخرج الأمريكان من الأرض السورية، ميزان القوى العالمي يقول ذلك، ومنذ عدة أيام ترامب يقول: أنه لديهم 32 ألف عسكري في كوريا الجنوبية، وليس لدينا ثلاثة عساكر على الحدود المكسيكية ليحموا الحدود.
التراجع الأمريكي والآفاق
أوجدت الولايات المتحدة الأمريكية عبر الدولار، وعبر النظام النقدي العالمي، وعبر السيطرة السياسية والعسكرية، نظاماً عالمياً بالمعنى السياسي والاقتصادي ليخدّمها، هذا النمط الذي أوجدته وصل لآخره، ولم يعد يفيد، وتمكن خصومها من الاستفادة من هذا الوضع، وحققوا تواجداً جدياً لهم، وبالتالي الاتجاه العام يسير لمصلحة خصوم الولايات المتحدة الأمريكية، والأمريكان لن يتمكنوا من فعل شيء بهذا الموضوع إلّا أن يتكيفوا معه، هم بلد عاش على النهب سنوات طويلة، وهذا النهب الذي كان، ليس من الممكن أن يستمر بعد، وهم أصبحت عندهم عادات سيئة، مثل: الطفل المدلل الذي تعطيه كثيراً وتخرب أخلاقه، وبعدها تقطع عنه، ولا يستطيع التكيف مع ذلك، الأمريكان وخاصةً الشركات والدولة الأمريكية، هم طفل مدلل فسد على مدى ما يقارب القرن، وهذه الفترة انتهت، يجب أن يتعلموا شيئاً آخر ويوجدوا طريقة أخرى كي يعيشوا، لم يعودوا يستطيعون العيش على حساب الناس
ورداً على سؤال المذيع: هل تقصد أن النظام الرأسمالي الموجود سيتغير؟
أنا كشيوعي سأقول لك: إن المستقبل القريب نسبياً هو سيكون اشتراكياً أما ما يتعلق بأزمة الولايات المتحدة الأمريكية ليس بالضرورة أن تذهب الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاشتراكية الآن، ولكن هذا النمط من النهب عند الولايات المتحدة الأمريكية لم يعد بالإمكان استمراره.
المذيع: لكن لا نرى أية إرهاصات لأي نوع من الاشتراكية بأية دولة أو بأي محور سواء اقتصادي أو سياسي؟
ما يتعلق بالإرهاصات، أنا لم أقل لك أن هذا الشيء سيحصل غداً، بل استخدمت تعبير (القريب نسبياً) ثانياً: الذي سيرى هذه يجب أن يكون ممسكاً بالتطورات الاقتصادية ويراها إلى أين ذاهبة.
المذيع: أو يجب أن يكون شيوعياً؟
ليس بالضرورة، من الممكن أن يراها غير الشيوعي أيضاً، لأن الموضوع موضوع علمي، وليس إيديولوجي، واحد زائد واحد يساوي اثنين، سأضرب مثالاً: هل هناك بضاعة يمكن أن تبقى تربح 2500 ضعف قيمتها؟ بالتأكيد لا، وليس هناك منطق اقتصادي يقول هذا الكلام، الأمريكان كانوا يعملون على هذه المعادلة، وكانوا يفرضونها على الناس بقوتهم العسكرية وهيمنتهم، ولم يعودوا قادرين على فرض قوتهم العسكرية، ماذا سيحصل؟ البضاعة هذه التي يصدرونها وهي الدولار، لم تعد قابلة لأن يكون لها الريع السابق، وبالتالي عندهم مشكلة ومأزق، وهم معتادون على هذا المستوى من النهب، ومستوى النهب سينخفض، لن أقول أنه سيتوقف، وهم نتيجة هذا المستوى من النهب بناؤهم الاقتصادي تأثر، ولم يعودوا يعملون، ويستوردون كل شيء تقريباً، وهم يعملون ببعض التكنولوجيات العالية والسلاح والطيران وغيره، ولكن لم يعودوا يعملون بالمهن العادية بكل قطاعات الحياة الضرورية لتأمين الاستهلاك، والآن لم يعد كما السابق، ماذا سيفعلون؟ يفكرون باستعادة الصناعات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا مخالف للقوانين الاقتصادية الموضوعية، ولم تعد تفلح، وهذا مشروع ترامب الذي لن يحصل لسبب بسيط: لأن القوانين الاقتصادية للرأسمالية تقول: إن رأس المال يتوجه إلى حيث معدل الربح الأعلى، في الولايات المتحدة الأمريكية كلف إنتاج البضائع أعلى من غير مكان، وبالتالي معدل الربح أقل، وبالتالي لن تنمو هذه الصناعات، وبالتالي الصين ودول أخرى، خاصةً الدول النامية ليس هناك دول اشتراكية الآن، هي تسير بإطار محدد بمعنى خارج عمليات النهب، أو خارج إطار النظام الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يجري حالياً من تغير نظام اقتصادي ومالي موضوع حرب العملات التي نراها واضحة.

آخر تعديل على الإثنين, 07 أيار 2018 10:28