من هو قاتل الجاسوس؟

من هو قاتل الجاسوس؟

قال نيكولين الخبير السابق في اللجنة الدولية المعنية بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية: من السابق لأوانه تحميل هذا البلد أو ذاك المسؤولية عن حادث تسميم الجاسوس الروسي المنشق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا، لكنه أشار إلى أن الغرب لا يهتم إطلاقاً بالبحث عن المذنبين الحقيقيين، وكشف الخبير الدولي، عن أن عملية إتلافِ مخزونٍ من مادة «نوفيتشوك» المشلة للأعصاب (المستخدمة، وفقا للندن، في محاولة اغتيال سكريبال)، كانت تتم في أراضي جمهورية أوزبكستان السوفيتية في العام 1999، تحت إشراف الولايات المتحدة، دون مشاركة أية دولة ثالثة.

 

وأورد نيكولين: أن واشنطن أخذت آنذاك على عاتقها كل التكاليف المتعلقة بنقل المواد والعينات القيمة، ذات الصلة بغاز «نوفيتشوك» المشل للأعصاب من أوزبكستان «إلى ما وراء المحيط»، لكن لا أحد يعرف حتى الآن إلى أين نقلت هذه المواد كلها بالذات.
واعتبر نيكولين: أن رفض السلطات البريطانية قبول مشاركة الدولة الروسية في التحري عن ملابسات الواقعة، يدعم الترجيح بأن خبراء بريطانيين أو أمريكيين هم الذين يقفون وراء محاولة الاغتيال. ولفت إلى أن مدينة سالزبوري جنوب غرب بريطانيا، حيث تم تسميم سكريبال، تقع بالقرب من مدينة Porton Down العلمية، التي تحتضن أحد المختبرات الأكثر سرية التابعة لوزارة الدفاع البريطانية.
ما سبق أعلاه، يشير إلى أن قضية محاولة الاغتيال تسمماً، ليست قضية أساسية بذاتها بالنسبة للسلطات البريطانية، بل إن ما جرى ويجري من قبل هذه السلطات، حسب آراء بعض المحليين والسياسيين، هو: استثمار هذه القضية واستخدامها كذريعة لتوظيفها سياسياً عبر تضخيمها وتسويقها وجعلها أزمة سياسية ودبلوماسية ذات طابع دولي، من أجل تحقيق غايات وأهداف بعينها، وتثميرها، من خلال إلقاء الاتهامات جزافاً على الجانب الروسي، دون البحث عن المذنبين الحقيقيين، وتحقيق جملة أهداف يمكن تلخصيها بالتالي:
-السعي إلى توتير العلاقات الروسية الأوربية عبر القاطرة البريطانية هذه المرة.
-محاولة التأثير السلبي على الداخل الروسي، خاصة مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية.
-شكل جديد من أشكال الضغط المستمرة على روسيا، عسى يتم الحصول على تنازلات من قبلها على مستوى قضايا الصراع الجدية والأساسية على المستوى الدولي.
-زعزعة التوازن الدولي الجديد بقواه الصاعدة، ومحاولة لتشويه نمط العلاقات الدولية التي يتم ترسيخها عبره.
-إبعاد الأضواء عن الخلافات الدولية العميقة الناشئة والقائمة على نمط العلاقات الدولية المتهالكة في الفضاء السياسي القديم.
-مسعى يائس لاستعادة الهيمنة على القرار الدولي وصناعته.
-تسويق قضية جديدة في «بروباغاندا» شيطنة روسيا سياسياً وإعلامياً، من ضمن حملات تشويه الخصوم المستمرة.
وربما يمكننا القول أخيراً: إن التعاطي مع هذه القضية من قبل المؤسسة الرسمية البريطانية، ومن لفّ لفها على مستوى العلاقات الدولية بفضائها القديم، بهذا الشكل، هو تعبير عن الابتذال في الوعي السياسي الذي يظهر بالأزمات الرأسمالية دائماً وأبداً، بغاية صرف أنظار الرأي العام عن أزماتها العصية عن الحل، بانعكاساتها الاقتصادية الاجتماعية السلبية والعميقة، عبر تشويه الخصوم وشيطنتهم.