دي مستورا يتحدث بالعربي الفصيح

دي مستورا يتحدث بالعربي الفصيح

لا شروط مسبقة، ولا تأجيل تلكم هي أبرز عناوين الإحاطة التي قدّمها قبل أيام المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا إلى مجلس الأمن الدولي، بخصوص الجولة المرتقبة من مفاوضات جنيف الخاصة بالأزمة السورية، والتي من المفروض أنها تختصر خلاصة استنتاجاته واتصالاته الإقليمية والدولية، وتعكس مستوى التوافق الذي توصل إليه اللاعبان الرئيسان فيما يتعلق بالحل السياسي في سورية.

إحاطة المبعوث الخاص، ذات النبرة العالية التي ترتقي إلى مستوى الإنذار، تحمل في طياتها رسائل واضحة، وبالعربي الفصيح إلى تلك القوى التي ما زالت تتوهم إمكانية اللعب في الوقت الضائع، والإصرار على الشروط المسبقة، التي كانت وما زالت أداة لعرقلة التفاوض، فالترجمة الفعلية لعبارة «اللاتأجيل» تعني: أن المجتمع الدولي قد حزم أمره بدفع العملية إلى الإمام، وتعني: أن المفاوضات ستجري بمن يحضر، وأنه لا عاصم بعد اليوم، وأن الحل السياسي بات أمراً واقعاً، فالإحاطة جاءت بمثابة إطاحة بكل ما سلف من شروط مسبقة، ومن يحملها، ويتبناها، وبالتخادم بين المتشددين من هنا وهناك، وبالمسارات البديلة التي يحاول البعض _ المطرود_ من ميدان الحل السياسي، طرحها لاستعادة دوره، وهي في الوقت نفسهِ إطاحة بخيارات القوى الفاشية القابعة في بعض أركان الإدارة الأمريكية، التي تعرقل الحرب على الإرهاب، كإحدى ضرورات الحل السياسي، وأحد مكملاته. 

إن التصريحات الجديدة التي أطلقها البعض في الائتلاف، فيما يتعلق بتشكيل الوفد الواحد، ومحاولة تقزيم العملية إلى مجرد ضم ممثلين عن منصتي موسكو والقاهرة إلى وفد الهيئة العليا، هي محاولة اجتهاد بائسة قديمة – جديدة، للالتفاف على الجولة المرتقبة من مفاوضات جنيف، والإبقاء على هيمنة الائتلاف على المعارضة السورية، ليس لمجرد الهيمنة فقط بل لإفشال الجولة، فتشكيل وفد واحد للمعارضة السورية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال مراعاة تعدد البرامج السياسية لمنصات المعارضة، وليس انضمام منصة إلى منصة أخرى، وما يجب أن يتم هو: تشكيل وفد واحد للمعارضة من المنصات الثلاث وأهم طيف للمعارضة خارجها ، على قدم المساواة ووفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254 دون أية شروط مسبقة.

تأتي هذه المحاولات من متشددي الائتلاف بالالتفاف على زخم العملية السياسية، تأكيداً جديداً على ضرورة لفظ قوى العرقلة إلى خارج الحَلبَة السياسية، وخصوصاً بعد تحديد الموعد التأشيري للجولة الثامنة، فهذه القوى من حيث النشوء والبنية والتكوين والسلوك، أثبتت أنها عاجزة عن التكيف مع الوقائع السياسية الجديدة، وأثبتت بالملموس أنها لا تكترث بمأساة الشعب السوري، والكارثة التي ألمّت به، وليس أمام المجتمع الدولي سوى أن يقول كلمته من جديد، فيما يخص الإسراع بعملية تشكيل الوفد الواحد، وتنفيذ مضمون الإحاطة التي قدمها المبعوث الدولي أمام مجلس الأمن، وتشكيل وفدٍ متوازنٍ وكما تنص عليه القرارات الدولية لاستكمال الإجراءات الضرورية المطلوبة، لإجراء المفاوضات المباشرة بين النظام والمعارضة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
830