الأزمة تتعمق، ما الحل؟

كلما تعقدت الأزمة، يزداد اللغط ، وتتنوع الآراء، تتناقض وتتحارب، ولا غرابة في ذلك فالبلاد أمام منعطف خطير، منعطف وجود أو عدم وجود، وهناك قوى تتصارع على طريقة الفعل ورد الفعل، تتصارع بالكلام تارة، والرصاص تارة أخرى، ليبقى الوطن بكل ما فيه هو الخاسر الاكبر، لأن الصراع لا يأخذ شكله الحقيقي، ولأن القوى المتطرفة هنا وهناك تنطلق من مصالحها الأنانية الضيقة، وإن كانت تتباكى على الوطن من طرف، أو على الشعب من الطرف الآخر، وكأن مصير الشعب والوطن ليس واحداً في النهاية، فلا وطن بلا شعب ولا شعب بلا وطن.

إن التباكي على الوطن من البعض هو محاولة لبقاء الوضع على ما هو عليه، من نهب وفساد، والتباكي على الشعب وحريته وحقوقه من الطرف الاخر وسيلة للقفز الى السلطة.
إن الشعب السوري مدعو اليوم أن يقول كلمته ضد كل القوى التي أوصلت الاوضاع الى هذه الحالة الماساوية، حيث نزيف الدم المستمر،والازمات الاقتصادية المتلاحقة، والخوف والقلق من المجهول في القادم من الأيام.
الشعب السوري أثبت تاريخياً أنه شعب مبدع وقادر على ايجاد الحلول المناسبة ورغم كل التعقيدات في الداخل فإن المهمة الاولى تبقى ردع التدخل الخارجي الأمر الذي لايمكن تحقيقه الا بمعالجة الازمة في الداخل.
ومن أجل ذلك بات من الضروري اليوم بالنسبة لكل القوى العاقلة الخروج من قوقعة التفكير النمطي الذي عممته وسائل الاعلام المختلفة سواء كانت الخارجية منها او الرسمية، وقبول الآخر الوطني اياً كان موقفه في الاصطفاف المشوه القائم الان، وبلورة رأي عام وطني قادر على الحفاظ على الوطن، وفتح الطريق امام التغيير الوطني الديمقراطي والنظر اليهما مسألتين إحداهما تكمل الاخرى، ولاتضاد بينهما.

معلومات إضافية

العدد رقم:
542