ف الحسيني ف الحسيني

ماذا نريد من ميثاق شرف الشيوعيين؟.. (المثقفون نموذجاً)

هل نبدأ من البدايات، والبدايات مفرحة وأليمة، وبالقدر ذاته حزينة لأنها حملت فوضى فكرية أراد أصحابها من هذا الفكر أن يكون مضحكاً ومبعثاً للسخرية ونكتة على أفواه الآخرين..

 يتندورن به في أوقاتهم المليئة والفارغة معاً، أليس مضحكاً أن يكون حامل هذا الفكر ومسؤوله لا يفقه من العمل الحزبي شيئاً غير إباحة أسراره وخصوصياته وكيل التهم لمن يخالفه الرأي، أو حين يناقشه رفيق ما في مسألة حزبية، فيكون مصيره الطرد وكيل الشتائم في أخلاقه وسلوكه، فكيف إذا ناقشه أديب (وكان أغلب المنضمين إلى الحزب من المثقفين) فقد عرف الحزب الشيوعي السوري بحزب المثقفين،وحيث أغلب حاملي لواء الحزب كانوا من الأسماء الأدبية المعروفة ولو على مستوى الجزيرة فحسب، منهم (إبراهيم اليوسف ومحمد عفيف الحسيني ومحمد حلاق.. وآخرون ليس ثمة داع لذكر أسمائهم) فقد كان هؤلاء المثقفون ينشرون أفكار الحزب أينما ولوا وجوههم، حتى في قاعة الدرس المدرسي حيث كنا نتلقى المبادئ الأولية والأساسية لكل ما هو جميل في الحياة، ولكل ما هو قبيح في الحياة أيضاً. وكان هؤلاء من المنضمين إلى الحزب. فكم نشتاق الآن إلى تلك الحياة الموارة بالنشاط الأدبي والفكري،,مع ذلك كان أغلب المثقفين يهاجمون إلى درجة التشهير بهم وتمييع وجههم من قبل الرفاق أنفسهم، وكان يجب أن يكون العكس تماماً، أن يحتفى بهم في أي مجلس أقيم، أو في أي ندوة منزلية أقيمت، وقد كنت أترجم حالاتهم حيث كانوا يلاقون الأمرين، فكان لابد من تجميدهم أو تقليص دورهم الثقافي وذلك بسحب البساط من تحت أقدامهم ليكونوا كأي هامشي. فكان ثمة حل وحيد تجاه تلك الشناعات التي مورست ضدهم، كان الحل أن يتركوا  الحزب. ولكنهم بقوا وحتى الآن، ومنذ منتصف الثمانينات الملتزمين الأقوياء،وإن كانوا خارج الحزب لهذا السبب أو ذاك، لكن الزمن هو الكفيل الوحيد بغربلة الأشخاص، وبأخذ ومنح الصلاحيات منهم ولهم. فالآن، هنا، حالياً، ثمة سؤال: من بقي من الرفاق الحزبيين، هل ثمة وجود فكري وثقافي واجتماعي لمن كان صاحب القرار بالتجميد والطرد والتشهير؟ أم بقي أولئك الذين طردوا أو جمدوا أو شهر بهم؟ لو طرح هذا السؤال على الرفاق غير الحزبيين، لأجيب على الفور: بقي أولئك الأدباء والكتاب الذين جملوا الحزب في فترة ما، أو هم الذين جملوا الحزب وهم خارج الحزب (أليس في ذلك الجمال كله، والقبح كله)؟ فثمة مشاهد شخصية لي: عندما كنت اشارك حضوراً أو مشاركة في الندوات الأدبية المنزلية، فكان من النزاهة والحكمة والسلوك أن يدير تلك الندوات أديب بارع في إدارة الحوار، لكن ما كان يحصل: يدير الندوات تلك رفيق لا علاقة له بالأدب لا من قريب ولا من بعيد، فحنا مينة (مثلاً) هو الشاعر السوري الكبير؟؟ ورياض صالح الحسين هو القصصي المعروف؟؟ فكانت تلك الندوات موضع سخرية وساعة من الضحك المتواصل كما في أي مشهد مسرحي سخيف.

ما نريد من ميثاق شرف الشيوعيين السوريين:

1.  إعطاء المكانة اللائقة وإعادة الاحترام للرفاق الذين طردوا أو جمدوا دون وجه حق من حزبهم.

2. أن يكون الحزب حزباً مليئاً بالمثقفين كما كان في الثمانينات وما قبل.

3. ثمة بوادر نهلل لها منها: أن مجلة مواسم عاودت الصدور بحلة جديدة،وهي ادبية ثقافية والمهم الآن أن تصدر المجلة في أوقاتها المحددة ، فمن خلال التجربة: لم يبق أي مثقف في الجزيرة إلا وكانت (مواسم) عنده، وهذا دليل عافية، يعود الفضل في ذلك إلى سكرتير التحرير الشاعر إبراهيم اليوسف وهيئة تحريرها، ولا مانع أن يصدر كراس شهري لكل بلدة في الجزيرة (كأن يكون لمدينة عامودا كراس أدبي يحمل اسمها).

4. أن يكون الحزب علنياً: تقام الندوات والأمسيات والاحتفالات في الهواء الطلق.

5. أن يخصص الحزب كوادر فكرية مرنة للحوار بين العامة والخاصة، وللحقيقة ثمة كوادر حزبية يشهد لها بالتفاني في عملها الحزبي منذ أكثر من سنة،وأن يكون للكوادر حضور فعلي ثقافياًُ وفكرياً واجتماعياً.

6. أن يواكب الحزب في المحافظة جميع المناسبات والأعياد الخاصة بالأكراد،و أن يكون بين الحزب الشيوعي والأحزاب الأخرى حوارات ونقاشات، لا أن يكون بينهم ـ كما كان في السابق ـ توتر وازدراء وقلق من طرح آرائهم وانتقاداتهم. خاصة وأن أغلب الملتزمين بالحزب الشيوعي في الجزيرة من الأكراد، وذلك بحكم طبيعة المنطقة التي تتواجد فيها القومية الكردية والأحزاب الكردية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
181
آخر تعديل على الأحد, 18 كانون1/ديسمبر 2016 16:31