في احتفال التوقيع على «ميثاق الشرف»: الشيوعية عقل  العصر وضميره وشرفه الميثاق.. خطوة نبيلة على طريق التوحيد

كلمة أدلب

ألقاها الرفيق د. عبد القادر سيد يوسف

الوحدة.. مصداقية في العمل وتضحية ونكران ذات وليس الركض وراء الامتيازات

 نوجه تحية إلى منظمة الحزب الشيوعي السوري بدمشق التي أتاحت لنا هذا اللقاء.

الرفاق الأعزاء:

تعبيراً عن مشاعر وهواجس الرفاق والأصدقاء وجماهير الحزب بإدلب. جئنا إلى دمشق لكي نوقع ميثاق الشرف لوحدة الشيوعيين السوريين على أساس الماركسية اللينينية.

وبعيداً كل البعد عن الانتهازية والركض وراء الامتيازات متجاوزين البعض الذين يتصرفون وكأن الحزب ملك شخصي أو تابع لهم.

أيها الرفاق، إن تاريخ الحزب والبطولات التي سجلت خلال تاريخه ما هي إلا نتاج لجهود وتضحيات كل الرفاق وعلى كل المستويات.

منذ ثلاثين عاماً، ومنذ أول انقسام نكتب عن وحدة الشيوعيين السوريين ونعمل من أجلها وتصدر توصيات وتتحقق بعض الوحدات وبنفس الوقت تمارس في الحزب أعمال انقسامية، مرة مبررة ومرة أخرى غير مبررة ـ مرة الأكثرية مع أناس ومجموعة ومرة أخرى الأكثرية مع غيرهم ـ مرة يطبق النظام الداخلي ومرة أخرى يعطل النظام الداخلي.

ويذهب ضحية ذلك آلاف الكوادر والرفاق وينعكس سلباً على قضية الشعب والوطن. فإلى متى هذا؟.

نعدكم أيها الرفاق أن يكون همنا الأول قضية الشعب والوطن وأحد أهم مستلزماته وحدة الشيوعيين السوريين.

إن ثلاثين عاماً عشناها من الانقسامات والتكتلات وتعلمنا منها الكثير.

أما عملية الوحدة فأول ما تحتاج إلى مصداقية في العمل وتضحية ونكران ذات والركض وراء تنفيذ المهمات، وليس الركض وراء الامتيازات.

نعدكم أيها الرفاق أن نوقع ميثاق الشرف وأن نعمل على تطبيقه في الواقع وفي الممارسة العملية.

وشكراً لسماعكم..

اللاذقية

الرفيقة ليلى السيد

أيتها الرفيقات ـ أيها الرفاق: 

تحية رفاقية لكل من ساهم في وضع ميثاق شرف الشيوعيين وكلنا أمل أن يكون التوقيع على هذا الميثاق انطلاقة لوحدة فصائل الحزب الشيوعي السوري، من أجل أن تعود الروح الكفاحية والنضالية لعمل الحزب بين الجماهير الكادحة بسواعدهم وأدمغتهم، لأن الشيوعية عقل وضمير وشرف العصر.

وأن يسود عملنا الشفافية والحميمية التي سادت عملنا اليوم، وإنني أطالب جميع الرفاق مساعدة الرفيقات من أجل توسيع وتعميق عمل الحزب بين النساء،لأن العمل لم يحررنا وإنما وضعنا أمام أعباء جديدة وهذا يتطلب مساعدة الشيوعيين للرفيقات.

جئنا إلى التوقيع من أجل أن نتفق ونعمل سوية من أجل تطوير عمل الحزب وكما قال ماركس: «لا ينتهي الخلاف إلى المقبرة».

كان لينين يردد كلمات غوته:

«النظرية رمادية اللون، أما شجرة الحياة فخضراء إلى الأبد».

شكراً لهم ولكم جميعاً..

ادلب ـ معرة النعمان 

الرفيق مصطفى الرضا

الحزب الواحد لجميع الشيوعيين

منظمة معرة النعمان في محافظة إدلب كانت ولازالت تعاني من ظلم القيادات، و في الثمانينات فُصلت المنظمة بأكملها من الحزب وقد كانت ولازالت تناضل من أجل وحدة الحزب الشيوعي السوري ونوافق على ميثاق الشرف هذا والمطلوب من جميع الرفاق العمل لبناء الحزب الواحد لجميع الشيوعيين السوريين وفصائلهم وإننا على العهد ماضون.

حماة

الرفيق إلياس أبو حامضة

مدرسة الانقسامات كانت كارثة على الحزب وبنائه 

لقد عملت ممثلاً للحزب الشيوعي السوري في الاتحاد العام للفلاحين منذ عام 1975  وقد خرجنا من الاتحاد في هذه الجولة، انتسبت للحزب الشيوعي عام 1953 في عهد أديب الشيكلي، وأنا من مواليد 1931، أنا موافق على ميثاق الشرف وأعتبره خطوة جديدة وكبيرة بالنسبة للشيوعيين السوريين لأن العمل الذي شقينا معه وفيه من الخمسينات حتى اليوم كان كثيراً، ربما لا يعرف الكثير من الشباب كم عانينا. جرت أزمات كثيرة في هذا الحزب والآن يجب العمل بجدية حتى نعود إلى فترة الخمسينات حيث كان الشارع السوري شيوعياً..

..إن مدرسة الانقسامات كانت كارثة على الحزب وبنائه، أتمنى أن يكون هذا اليوم ذكرى وعيداً لوحدة الشيوعيين وسنعمل بكل قوتنا من اجل وحدتنا.

تطرق بعض الرفاق لموضوع الأمانة العامة. أنا لست مع وجود أمين عام، يمكن أن أكون مع أمانة عامة من ثلاثة إلى أربعة رفاق، حتى نرجع إلى حزب قوي ومتين له صفة اعتبارية قوية بين الجماهير، وشكراً.

اللاذقية ـ جبلة 

الرفيق أسعد سلوم مهنا

الولاء للحزب والوطن

رفاقي، أنا أعتبر هذا اليوم عيداً بوجودكم جميعاً. نحن علينا مهمة أساسية، هي بناء حزب شيوعي، حزب ماركسي لينيني أممي بروليتاري، حزب تتجلى فيه المركزية الديمقراطية، حزب يكون ماركسياً لينينياً، هذا هو المطلوب في الظروف الراهنة، حزب ـ كما ورد في ميثاق الشرف ـ لا يقبل بالولاءات مطلقاً، حزب يعبر عن وحدة الشيوعيين الحقيقيين، سنقول: لا مكان للولاءات نهائياً الولاء للحزب والوطن. وشكراً

حلب

الرفيق عدنان سباهي

الميثاق يشمل كل من يريد وحدة الحزب ويعز عليه أينما كان 

الرفيقات والرفاق: هذا الاجتماع الذي يضم مئات الرفاق المناضلين في الحزب الشيوعي السوري هو اجتماع عزيز على قلوبنا.

لن أكرر ما قاله الرفاق، فقط هناك بعض الملاحظات على الميثاق: أولاً: أرجو ما دمنا نبدأ بهذه العملية بداية وليس نهاية مطاف، بأننا سنبدأ بالحوار من أجل توحيد جميع الشيوعيين السوريين، أن نترفع عن الاتهامات، فلنصنع الحزب بقدراتنا وإمكانياتنا وبمساهمة الرفاق وأصدقائهم جميعاً أينما كانوا.

النقطة الثانية: ما جاء على لسان الرفيق عبد المعين والرفاق الآخرين، أنا أرى أن يثبت في هذا الميثاق، هذا الميثاق هو دعوة للحوار والتوقيع عليه ليس التزاماً بتنظيم معين وبالتالي كما هناك سنبدأ هنا أيضاً، أي اليوم سيوقع عليه المئات، سنستمر في هذه الحملة لتصبح هذه المئات ألوفاً وعشرات الألوف وتشمل كل من يريد وحدة الحزب وكل من يعز عليه حزبه أينما كان.

المهم هو التوقيع على هذا الميثاق، هو التفاف حول المبادرين إلى توحيد الشيوعيين أولاً ودعوة لكل من لم يحضر أن يساهم الآن في هذه العملية.

حلب 

الرفيق ادوار خوام

أيها الرفاق: نحن مع الميثاق، فهذا الميثاق يعيد لحزبنا جذوره واصالته، لقد هرب الانتهازيون من العمل الجماهيري وأرادوا أن يكون حزبنا معلبا، وحاولوا الابتعاد كلياً عن النضال الجماهيري وعندما كنا نناضل في مكاتبنا النوعية بجرأة وشجاعة، قالوا لا، وافقنا على انسحابك لأنهم لا يريدون كوادر نشيطة تعمل كما تربينا شيوعيين حقيقيين، وسنعيد الجماهير إلى أصالتها، سنعيدها ونعيد اشتراكات الحرفيين بالجريدة التي بلغت أكثر من (250) حرفياً، واليوم لن يستطيعوا جلب عشرة مشتركين من الحرفيين، الخزي والعار، لهؤلاء الذين ينكلون بكوادرنا الوطنية عاش حزبنا الشيوعي وعاشت الماركسية اللينينية.

أمين اللجنة المنطقية في دمشق

الرفيق علاء عرفات 

إطلاق الميثاق.. خطوة هامة للحزب والحركة الشيوعية والبلاد..

سبقني الرفيق أبو فهد وتحدث بشكل جيد وممتاز باسم جميع الموقعين من دمشق على هذا الميثاق، سواء كانوا أعضاء في الحزب حالياً أو ممن هم خارج التنظيم أو من هم من فصائل أخرى.

باسم شيوعيي دمشق أتوجه للجميع بأحر التحيات واعين تماماً لأهمية هذه اللحظة وعمقها في حياة حزبنا وفي حياة الحركة الشيوعية وفي حياة بلادنا.

لنلتقط أهمية هذه اللحظة ونعمل على أساسها جادين تماماً لخير شعبنا وبلدنا وحزبنا، وشكراً.

حمص

الرفيقة ورد موصلي

لتتوحد الجهود لتنشيط العمل في أوساط الشباب والنساء والطلائع.

رفيقاتنا ورفاقنا مرحباً، أتمنى أن يقوم هذا الميثاق بتنشيطنا ويعطينا الدفع للعمل في أوساط النساء والشباب، لأن العمل بالمراحل الأخيرة ـ منذ سنتين ـ لم يتضمن أي نشاط بالنسبة للشباب والنساء رغم قولهم بوجوده.

أنا كنت عضو لجنة مركزية ومرشحاً في مكتب النساء والشباب لم نجتمع سوى اجتماع واحد بعد ستة أشهر من انعقاد المؤتمر، وتم عقد اجتماع آخر بعد حوالي أربعة أشهر أي أنه لم يكن هناك أي نشاط حقيقي.

أتمنى بعد هذا الميثاق أن تتوحد جهود جميع الشيوعيين لتنشيط العمل الحزبي ككل وفي أوساط الشباب والنساء خصوصاً والطلائع.

عفرين

الرفيق وحيد مصطفى

أيها الرفاق، دعوني أنطلق من مثل الرفيقة «النظرية رمادية اللون لكن شجرة الحياة في اخضرار مستمر»، أنا هنا أريد أن آتي بعدد من الأمثلة الحية كيف كان الحزب الشيوعي السوري عام 1952؟ تكونت منظمة عفرين من مجموعة رفاق متعلمين لأن الرفاق المثقفين كانوا قليلين جداً، لكن في البداية كانت الجرأة الشيوعية، جابهنا الإقطاع، والآغاوات الأكراد الظالمين، دافعنا عن الفلاحين وعددنا كان على الأصابع، الشيوعيون يسقطون الإقطاعية، ويسقطون دكتاتورية الشيشكلي، ويخوضون معركة الانتخابات عام 1954م وكاد مرشح الحزب أن ينجح لو كان لدينا ثلاث سيارات فقط، فقد كان الذهاب إلى القرى كلها سيراً على الأقدام، فهنا أريد أن أقول، هذه المنظمة تطورت بشكل جيد، عندما كان الحزب موحداً، الدولة كانت تحسب لها حساباً، حتى البعثيين لم يكونوا يتخذون قراراً إلا بمشاورة الشيوعيين، حملنا قائمة الجبهة الوطنية التقدمية على أكتاف الشيوعيين في ريف حلب، أنا أريد أن أتكلم ببعض المشاكل وأقول بكل صراحة وشعور بالمسؤولية: أنا كنت موجوداً في أزمات الحزب كلها من رياض الترك مروراً بإلياس مرقص ويوسف فيصل ومراد يوسف ومنظمات القاعدة وعشت بالقرب من القيادة.

أنا شاركت في انقسامات الحزب، وأتحمل مسؤولية في هذه الانقسامات، وأنتقد نفسي.. وأعتقد أن أكثر الموجودين هنا من حزبنا، قد أخطأوا.

أخطأنا أيها الرفاق، أخطأنا، سواء في القيادات أو القواعد، لماذا نصطف في جانب هذا أو ذاك؟ نحن مع الحزب، مع مبادىء الحزب.

أنا أعتقد أننا لم نكن نمتلك الجرأة أو الوعي السياسي النظري لذلك وصلنا لهذا.

الآن يجب أن يكون هناك منعطف جديد، وأخلاق جديدة ونكران للذات، في سبيل أن يكون حزبنا الشيوعي السوري موحداً على أسس مبدئية ومبادىء البروليتاريا العالمية. وشكراً. 

حمص

الرفيق آية ضيعة

أنا مدرس لغة عربية.. أتمنى من جميع الشيوعيين الذين حضروا الآن، والذين لم يحضروا، أن يعملوا على إيجاد نظام داخلي يحد دائماً من سلطة الأمين العام، وكما تفضل الرفاق من قبل، لا إن اختلف إثنان سارعا إلى إلغاء دور الحزب.. فنأمل أن يكون اجتماعنا هذا اجتماعاً مثمراً، وأؤكد على دور العمل بين الشباب والنساء لأننا بحاجة لذلك.

وشكراً..

 حلب

الرفيق سليم دهش

نحن أسياد الحزب ولا نقبل أن يسيطر عليه أحد، هذا حزب الطبقة العاملة

يجب أن نعمل جميعاً من أجل حزب من طراز جديد، نعمل حقاً وصدقاً من أجل مصلحة الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم. جميع الكادحين، حزباً يعبر عن قضايا الطبقة العاملة، عضو الحزب سيد الحزب، ومسؤول عنه مسؤولية تامة، وليس منفذ قرارات فقط، نحن أسياد الحزب ولا نقبل أن يسيطر عليه أحد، هذا حزب الطبقة العاملة. وشكراً.

السويداء

الرفيق دعيبس أبو فخر

الميثاق.. أمل جديد لكثير من الشيوعيين

(معلم متقاعد) منتسب للحزب عام 1967 في البداية لابد من توجيه الشكر للجنة المبادرة التي أنجزت الميثاق، إن ما ورد في هذا الميثاق نراه أملاً لكثير من الشيوعيين الذين آمنوا بمصلحة الوطن والشعب، وكانوا دائماً يصطدمون بمواقف القيادة، في الحقيقة نحن كنا منابر خطابية في مؤتمراتنا النقابية، نخطب ونقول، كنا نطالب أن نصعد عملنا الحزبي وكفاحنا لكن لا نحقق شيئاً، طالما أننا ممثلون بقوائم موجودة أصلاً، وكانوا يقولون لنا أنه لا يجوز أن نضحي بالطليعة إذا اتخذنا مواقف كفاحية وكنا نقول: كيف أننا بعد 1953  بعد الشيشكلي استطعنا أن نحقق وعاد الحزب ولم يضح بالطليعة.

كيف بعد حكم السراج، بعد عهد الوحدة، استطعنا، فكيف كان ذلك ومع هذا كله نصطدم بمواقف القيادة، لذلك أتينا إلى هنا لنوقع على هذا الميثاق الذي نوافق على كل بند فيه، وسنعمل على تحقيقه مع التكريس على فكرة: أن لا يكون انقساماً جديداً أو حزباً جديداً. وشكراً

السويداء

الرفيق جمال الجرماني

ميثاق الشرف.. قيمته في التطبيق

أيتها الرفيقات، أيها الرفاق:

ليس هذا مجالاً لكي ننظر إلى بعضنا، فنحن شيوعيون والشيوعية عندما انتسبنا إليها منذ نصف قرن، تعني بالنسبة لنا أن الشيوعي آخر من ينام وآخر من يأكل وأول من يضحي. 

عندما انتسبنا إلى هذه المبادىء لم نعرف أحداً وما نحن نعرف أحداً نقتدي به (شخصياً)، فقط كنا نقتدي بمبادىء الحزب، فهذه مسألة هامة لنا جميعاً، والشيء الذي أود أن أقوله وباختصار إن هناك مسألة هامة أيضاً وهي حادثة من الأدب لطه حسين الأديب الراحل: والحادثة التاريخية:

عندما هاجر النبي محمد من المدينة مع المهاجرين، استقبله الأنصار وقالوا له: سنناصرك بألسنتنا وبسيوفنا، فذكر طه حسين هذه الحادثة في إحدى كتبه، وقال: عندما كانت تحدث معركة بين المشركين وجماعة النبي، كان يحسب عدد القتلى، فيجدون قتلى الأنصار أكثر عدداً، فيقال حينذاك: أيهما كان أبلغ قول الأنصار أم فعلهم؟ أنا بتصوري هذا الميثاق هو حبر على ورق وإنما قيمته في التطبيق، منذ أواسط الستينات، عندما انتسبنا للحزب الشيوعي السوري، كان هذا الميثاق محفوراً في عيوننا وعقولنا ووجداننا، واليوم عندما نقف من جديد بعد (35) عاماً أمام أنفسنا وقفة مع الذات وهذا طبيعي في الحياة للمراجعة لكي نستخلص دروساً، هل كان نهجنا صحيحاً؟ أنا بتصوري علق في نهجنا كثير من الأخطاء، علينا أن نناضل ضد أنفسنا بالدرجة الأولى، والديالكتيك النقدي، وليس الديالكتيك المعتمد على التخطيط، المخطط الذي يتطلب أحياناً الامتثالية والتلقينية ويتطلب سماع الرأي والرأي الآخر، فأنا مع محبتي، ومع تطبيق هذا الميثاق والشيوعي عندما يقول شرف، هذا أفضل ما يقال بالنسبة له وأنا سأوقع على الميثاق لأنه ضروري.

الجزيرة

الرفيق عبدي يوسف عابد

أحيي جميع الحاضرين للمساهمة في هذا المسعى من أجل توحيد جميع الشيوعيين السوريين في حزب واحد ماركسي لينيني حقيقي. إن الحركة الشيوعية في سورية تعاني وضعاً مأساوياً من التشرذم والاقتتال الداخلي والضعف تحولت معه إلى واجهة وإطار ليس إلا، إن هذا المصير المؤلم هو نتيجة تراكمات طويلة من خرق مبادىء المركزية الديمقراطية تحت تاثير إغراءات المكاسب والمناصب. إن ما عانى الرفاق منه في السنوات الأخيرة عانته منظمة الجزيرة منذ أكثر من ثلاثين عاماً ونتيجة للجرائم التنظيمية الكبرى التي جرت في منظمتنا لا بد أن أعود إلى الخطوط العريضة:

إن أبرز أسباب معاناة منظمتنا يعود إلى:

أولاً: تغلب المركزية على الديمقراطية وسيطرة مفهوم عبادة القائد الأوحد ولهذا العامل عدة أسباب:

- ظروف العمل السري والملاحقات فرضت - وهذا أمر طبيعي - التشدد في المركزية وتقوية دور الفرد القائد.

- العقلية العشائرية وهي تربة خصبة لتمجيد القادة ثم الصوفية المغرقة التي كانت تغلف المنظمة.

ثانياً: الماركسية ـ اللينينية هي أرقى وأصدق نظرية علمية لتطور المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية وهي قمة الوعي والمعرفة وعندما يتسلط على مقدرات منظمة ما عناصر متخلفة فكرياً تقف حائلاً دون تطور وتقدم الكوادر الأخرى لئلا يتكشف تخلفهم الفكري.

ثالثاً: حياة الدعة والراحة والنصف علنية بعد عذابات الملاحقة ثم جو التعاون لعب دوراً كبيراً في تفسيخ المبدئية لدى المسؤولين، لأنهم عوضاً عن أن يفهموا أن هذا التعاون مسؤولية حزبية عالية يسخر لخدمة البلد والحزب، فهموه من جانبهم كمكسب مادي فقط.

وإذا كانت الظروف شبه العلنية والتعاون قد ألغيا مبررات تغلب المركزية على الديمقراطية ودور الفرد القائد الأوحد واستلزم تطبيق الديمقراطية داخل الحزب إلا أن هاتين الظاهرتين السلبيتين استمرتا في الممارسة كالسابق تماماً.

وثمة عامل آخر لعب استغلاله من قبل المسؤولين أسوأ دور في حياة المنظمة ألا وهو قضية الأمانة العامة، فأي انتقاد كان يواجه بتهمة أن خلفيته هي ضد الأمين العام وأن مؤامرة تحاك لاستبداله بأمين عام آخر وأصبحت هذه الحجة، إلى جانب التهمتين الجاهزتين أبداً: التعاطف مع جماعة فلان المنشق، أو التهمة الأمنية، أصبحتا مبرراً للبطش بالكوادر المتفتحة الواعية المبدئية.

إن أغلب التصرفات اللامبدئية ألبست بعض هذه القمصان الثلاثة وتكرست معها اللامبدئية، مبدأ ممارساً في المنظمة واقترفت نتيجتها جرائم تنظيمية كثيرة جداً لا مجال لذكرها الآن، واعتقد أن جميع منظمات الحزب في سورية قد عانت من مثل هذه التصرفات.

إن مبادرة ميثاق شرف الشيوعيين السوريين التي نحن بصدد الإقلاع به هو خطوة نبيلة جريئة استلزمتها الظروف الموضوعية والذاتية للحركة الشيوعية السورية من أجل توحيد جميع الشيوعيين في حزب واحد مبدئي قوي يستطيع أن يضطلع بصورة أفضل بدوره ومهامه الوطنية والطبقية والقومية والأممية.

إن السعي للوصول إلى هذا الهدف النبيل عن طريق المفاوضات والمناقشات بين القيادات هو من المستحيلات، لأنه لا أحد من المسؤولين يرضى بالتنازل عن منصبه ومكاسبه، ثم إن وحدة حزب عن هذا السبيل، رغم أنها خطوة إيجابية، إلا أن الحزب الموحد الجديد سيحمل جميع السلبيات السابقة إلى داخله التي من شأنها إثارة الخلافات وتفجر الانقسامات من جديد.

إن التوجه الرئيسي برأيي هو بالضغط المستمر على قيادة الحزب من أجل أن تعقد مؤتمراً استثنائياً على أساس إحصاء دقيق حقيقي عياني يجريه الرفاق المفصولون متعاونين مع الرفاق المنظمين في جميع منظمات الوطن.

إن الوصول إلى هذا الهدف يستدعي من المسؤولين والقواعد العمل بين القواعد من جميع الفصائل وإعادة الصلات بالشيوعيين غير المنظمين وهم أضعافا أضعاف المنظمين. سعيد أنا بمساهمتي مع جميع الرفاق الحاضرين هنا للبدء بتجسيد ميثاق شرف الشيوعيين السوريين.

إن المهمة عظيمة وتحملنا مسؤولية تاريخية كبيرة وهي ليست سهلة أبداً لأنها تحتاج لنفس طويل وعمل جاد وصبور ودؤوب ومهما طال أمد التسلط اللامبدئي فلابد أن ينهار أخيراً وينهزم تحت ضغط تجمع وتراص وإصرار وإرادة القوى المبدئية لإنقاذ الحزب من كل زيف يشوبه. وشكراً

الميثاق.. مرحلة جديدة في الحياة السياسية السورية

حمص

الرفيق منصور أتاسي 

نحن لا ننقسم ولا نتحد ولا نعلن عن تشكيل حزب، ولا ننتخب قيادة الآن، ولا نوافق على هذا الميثاق ولا لا نوافق عليه، نحن نبدأ الحوار من هذا الميثاق

أيها الرفاق الأعزاء أحييكم جميعاً...

نعتقد أننا أنجزنا اليوم جميعاً، بتوقيعنا على هذا الميثاق، وثيقة ستلعب دوراً هاماً في الحياة السياسية العامة في سورية وفي حياة حزبنا، الآن تتداعى قواعد الحزب لبحث مستقبل حزبهم بشكل حر، ويطرح وثيقة جديدة، أعتقد أنها ستقوم بتطوير عملنا الحزبي، أنا أريد أن أقول إن ما سمعناه اليوم هو تظاهرة فرح، لتوقيع هذه الوثيقة ولكن هي بداية لمهام صعبة جداً تنتصب أمامنا ويجب على الشيوعيين أن يتداعوا مرة أخرى لبحث القضايا الخطيرة التي تنتصب أمامهم وأمام بلادهم وشكل التطور اللاحق في هذا الوطن.

هذه نقطة بداية وحتى نستطيع الاستمرار بها، يجب أن نمتلك عمقاً في بحث كافة القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية، عليّ أن أتحدث أمامكم بصراحة أيها الرفاق، الأزمة ليست في القيادة فقط، بل في عقم الحزب، في بحث مستجدات تطور فكري، في عدم قدرة الحزب على فهم مستجدات التطور السياسي. في عدم قدرة الحزب على تأمين شكل من التنظيم يستطيع أن يحمل سياسته، هذه قضايا تخلف الحزب الشيوعي السوري.

مهما تحدثنا عن نشاط ضد القيادة وغيرها، وبقيت المسائل المطروة أمامنا منتصبة، ستنتج أيضاً أزمة أخرى، لذلك فإن المهام المطروحة هي مهام كبرى جداً، بقدر ما نستطيع التصدي لها، بقدر ما نحقق الشعارات التي طرحها الميثاق.

وأقول إن هذا الميثاق يسجل مرحلة جديدة في الحياة السياسية السورية، هذه المرحلة انتهت فيها الزعامات والشخصية الكبرى، وبدأ دور آخر، لم تعد الانقسامات والقيادات متمثلة بأشخاص في هذا الاجتماع.

الآن تتجه الأمور نحو هيئات، وهو تطور طبيعي في بلادنا، وإذا كان الشيوعيون الآن ينطلقون لهذا التطور، فهم طليعة القوى السياسية الذين ينهون مرحلة الزعامات التاريخية ويبدؤون مرحلة الهيئات السياسية.

هذه النقلة النوعية التاريخية حصيلة تطور اجتماعي موضوعي طبيعي، ومن هنا فنحن لا ننقسم ولا نتحد ولا نعلن عن تشكيل حزب، ولا ننتخب قيادة الآن، ولا نوافق على هذا الميثاق ولا لا نوافق عليه، نحن نبدأ الحوار

من هذا الميثاق، متخلين عن عقلية الزعامات التاريخية، مسجلين في سورية العربية، نقطة تطور موضوعية جدية، هي التخلي عن عقلية  القيادات والزعامات التاريخية.

وبقدر ما نستطيع فعل ذلك، سنترك أثراً كبيراً جداً في بلادنا. ومن هنا، لقد بدأت مهامنا وهي ليست صغيرة وأعتقد أن الرفاق الكبار الموجودين هنا قادرون في هذه اللحظة التاريخية أن يبدؤوا بتنفيذ عمل سياسي كبير

 

 وشكراً...

معلومات إضافية

العدد رقم:
172