لقاء الأحزاب الشيوعية والعمالية في البرازيل.. وحول الاجتماع القادم لها

كان اجتماع الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية الذي انعقد بين 21 و23 تشرين الثاني الماضي في سان باولو في البرازيل، ناجحاً بامتياز من حيث الترتيب والتنظيم ومن حيث المستوى النوعي للمداخلات.. وقد قرأتم في جريدة «النور» كلمة حزبنا التي ألقاها الرفيق الأمين الأول، والبيان الختامي الصادر عنه، وستصدر بعض المواد عنه لاحقاً، ونظراً لأهمية المداخلات التي قدمها 65 حزباً، فإن المكتب السياسي يدرس بجدية مسألة ترجمة كل أو بعض هذه المداخلات من اللغات الروسية والإنكليزية والإسبانية إلى اللغة العربية وتجميعها بشكل كراس مستقل وتوزيعها على نطاق واسع.

ونرى ضرورة أن نوضح الإشكالات التي حدثت في الاجتماع حول قضية الدعوة التي وجهها حزبنا للأحزاب الشيوعية العالمية لعقد اجتماعها الحادي عشر القادم في دمشق في عام 2009. لقد رحب كثير من المندوبين بهذا الاقتراح الذي قدم باسم أربعة أحزاب وهي: حزبنا والحزب الشيوعي اللبناني والحزب الشيوعي الأردني وحزب الشعب الفلسطيني، وعدوه فكرة جيدة لإظهار التضامن مع سورية وخطها الوطني، ومع القضايا العربية مثل فلسطين والعراق، لأن الشرق الأوسط هو مركز من مراكز الصراع العالمي الساخنة.
ومن دواعي الأسف الشديد أن الرفيق ممثل الحزب الشيوعي السوري الآخر لجأ إلى شن هجوم على حزبنا وعلى بعض الأحزاب الأربعة الموقعة على الدعوة، واتهمها بما يسمى بـ«الاشتراكية الديمقراطية»، واقترح أن يكون مكان عقد الاجتماع الهند بدلاً من سورية، وكان لهذا الموقف وقع سيئ على الكثير من الأحزاب المشاركة التي لم تفهم لماذا بعارض حزب شيوعي ما عقد الاجتماع العالمي في بلده، ويدعو إلى عقده في بلد آخر، فوقع الاجتماع في بلبلة بسبب وجود رأيين مختلفين من حزبين شيوعيين في بلد واحد، ولم يتمكن من اتخاذ قرار على إثر ذلك، وأجّل بحثه إلى الاجتماع القادم الذي ستعقده «لجنة العمل» في اليونان في شهر شباط القادم.
لقد سلك ممثل حزبنا في الاجتماع سياسة ضبط النفس ولم يلجأ إلى الرد على الاستفزاز بمثله كي لا يعكر صفو المؤتمر، ويؤثر على الجهود الرامية إلى التقارب بين الشيوعيين في العالم، كما تقدم بمبادرة لجعل الدعوة إلى المؤتمر تتم من قبل الحزبيين الشيوعيين في سورية معاً، وأن يكون تنظيمه مشتركاً بينهما، وشرحنا أهمية أن تكون دمشق مركزاً لهذا اللقاء العالمي الكبير، ولأول مرة في الشرق، حيث يشتد الهجوم الإمبريالي وتنشط فيه الدعوات الظلامية.. إلا أن كل ذلك لم ينفع في إقناع الرفيق ممثل الحزب الآخر الذي بذل جهوداً غير مبررة وغير مفهومة لمنع انعقاد هذا الاجتماع الكبير في بلده لأسباب حزبية ضيقة.
ويهمنا أن نؤكد أن هذا التصرف لن يثنينا عن متابعة جهودنا لوحدة الشيوعيين السوريين، ولن ننجرّ إلى صراعات جانبية مع أي فصيل شيوعي، لأنه لا يستفيد منها سوى العدو الطبقي.

عن الزميلة «النور»

معلومات إضافية

العدد رقم:
385