بواسطة...
يبتسم المرشحون في الصور..يعتصرون من وجوههم ملامح تأمّل وتفكير.. يفشلون.. ينظرون بجديّة أو بنعومة. لن يعلم أحد.. ولا هم أنفسهم على الأرجح.. ما الذي يودّون قوله من خلال هذا الخطاب البصري المستوحى بشكل أو بآخر من صور مغنّي ومغنيّات الدرجة العاشرة.
يرتجل البعض..الأقل وسامة في الغالب.. وأولئك الذين لم يسعفهم «الفوتوشوب».. كلمات وشعارات و«أفكارا» قد تعوّض شيئاً من انعدام «الفوتوجونيك». بالطبع.. لن تخلو تلك «الأفكار» والشعارات من أخطاء إملائيّة ولكنّها في الغالب الأعم تعاني فقراً شديداً في المعنى يصل حدّ الانعدام!
يصف أحدهم نفسه بأنّه «صوت الشباب الصاعد..»! إلى أين؟! هناك أيضاً من لا تنقصه جرأة غريبة حين يؤكد: «على العهد باقون»... أيّ عهد؟! ثالث متواضع يكتب بجانب صورته: «لا أدّعي الكمال لكنّي أعدكم بتحقيق الآمال»!
يستمر الإنشاء.. تتغذّى الشعارات من قوّة العطالة التي فرضها النظام على سورية..
والتي «بفضلها» بات المجتمع والدوّلة يقفان على حدود الخراب الشامل.. إن لم يكونا قد خاضا فيه أصلاً. يعلن مرشحو مجلس الشعب عن أحد مظاهر تلك القوّة.. وربما أكثر من ذلك: يكشف المرشحون السبعة آلاف.. بصورهم الخاليّة من المعنى وشعاراتهم التي تثير قرف المواطن المسحوق.. عمّا يمكن أن يكون تكثيفاً لانعدام الضمير الأخلاقي لدى «بعض» المجتمع السوري. إنّهم، مع غيرهم.. خلاصة الخراب التاريخي الذي لحق بالبلد.
للصور رائحة.. لجميعها على الأغلب. حين تملك الصورة القدرة على استثارة شيء ما في من يشاهدها لا بدّ أن يكون لها رائحة.. والصور التي تثير «القرف» هي تلك التي توحي بتفسّخ مضمونها بفواته وانتهاء صلاحيته.
............................فيس بوكيات