(لعم) للتدخل الخارجي
الغباء هو فعل الشيء نفسه مرتين بالأسلوب نفسه والخطوات نفسها مع انتظار نتائج مختلفة. أنشتاين
يستند جزء من المعارضة السورية في ممارسته السياسية - وعلى رأسه البعض من هيئة التنسيق- إلى مفهوم محدد للعمل السياسي يجعل من السياسة لعباً على الموازين الدولية ومحاولة لانتهاز الفرصة المواتية لتحصيل المكاسب، دون أي استناد حقيقي لقوة الناس وقدرتهم على التغيير. وهم إذ ينتهجون هذا النهج فإنما يعبرون بوضوح عن فقدانهم للقاعدة الشعبية وبذلك فإن مواقفهم تخرج في النهاية كمحصلة للموازين الدولية التي يضعون أنفسهم رهناً لها.. هنا نجد التقلب بين لا و نعم للتدخل الخارجي في انتهازية سافرة..
إن العمل ضمن عقلية السياسة «المراوغة» سياسة اللعب على التوازنات تنتمي إلى فضاء سياسي ميت، كما هي أخلاق هذا العمل وروحه وأدواته.. وهو تكرار للأخطاء القديمة ذاتها.. فضاء سياسي معمر استطاع أن يجول ويصول حين لم تكن الجماهير قد غزت الشارع بعد، وأما وقد نزل صاحب الجلالة إلى الشارع فإنه بنزوله أعلن موت الفضاء القديم وبقي على التاريخ أن يكرّم الموتى بدفنهم، وأن يترك للأحياء حق التنفس السليم..