رسالة إلى القوى الوطنية

يتوجه المؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي السوري المنعقد يوم 18/12/2003 في دمشق بالتحية إلى جميع القوى والشخصيات الوطنية في وطننا الحبيب سورية، في ظرف يدعونا فيه الواجب إلى القيام بتوجه جدي نحو أوسع تحالف وطني، شرطه الضروري البدء بالحوار الديمقراطي الوطني بهدف تصليب الوحدة الوطنية الواسعة يكون هدفها الأكبر مواجهة الحملة الإمبريالية ـ الصهيونية ضد منطقتنا وبلادنا، ورفض شروطها وإملاءاتها، بل وتحقيق الانتصار عليها.

إن مواجهة الاحتلالين الأمريكي والصهيوني في العراق وفلسطين وتهديداتهما ضد سورية ولبنان تتطلب الاستنفار الوطني العام ونبذ الخلافات الثانوية بين القوى السياسية الوطنية، وجعل  الدفاع عن كرامة الوطن والمواطن أساساً متيناً لإرساء الوحدة الوطنية، والالتزام بخيار المقاومة الشاملة في الدفاع عن ا لوطن حتى الاستشهاد أو النصر.

يؤكد الشيوعيون السوريون أن استحقاقاً بهذا الحجم يتطلب من جميع القوى الوطنية تنفيذ المهام التالية:

1. الإقلاع نهائياً عن المراهنة على إمكانية استرضاء الإمبريالية الأمريكية فهي قوة استعمارية غاشمة ـ متوحشة لجأت إلى الحل العسكري الشامل وتصرح علناً بضرب مفهوم السيادة والدولة الوطنية بالترغيب والترهيب وتزداد وحشية كلما خضعت دولة من الدول إلى تقديم التنازلات لها أو القبول بشروطها وإملاءاتها التي تتطابق مع شروط الكيان الصهيوني إزاء الدول العربية.

2. لم يبق أمام الشعوب ـ بمن فيهم شعبنا ـ إلا خيار المقاومة الشاملة، سياسياً وفكرياً واقتصادياً وإعلامياً بما في ذلك تعميق ثقافة الاستشهاد دفاعاً عن الوطن.

3. لايمكن الوصول إلى الوحدة الوطنية إلا عندما يكون عمادها الشعب وقواه الحية وملاقاة مطالب الجماهير وتحسين أوضاعها المعيشية، وضرب قوى السوق والسوء التي تنهب الدولة والشعب معاً الشيء الذي يضعف أية إمكانية لمقاومة المشاريع الإمبريالية ـ الصهيونية.

4. إطلاق طاقات الشعب، سياج الدفاع عن الوطن عبر تحقيق الديمقراطية أحد أهم مكونات الوحدة الوطنية والاجتماعية ـ الطبقية وليس الديمقراطية ـ الليبرالية التي تجر عربة العولمة إلى بلادنا والتي يمثلها برنامج قوى السوق المدعومة من الرأسمال المعولم. لذلك نؤكد أن الوحدة الوطنية تتطلب أوسع ديمقراطية للقوى الوطنية المكونة لها.

5. عندما نطالب بأوسع تحالف وطني، يكون الخط الفاصل فيه هو الموقف من الإمبريالية والصهيونية وقوى السوق والسوء، يصبح من تحصيل الحاصل أننا نقصد جميع القوى التي تتبنى هذه المبادئ سواء داخل الجبهة الوطنية التقدمية أو خارجها، ولاشك أن الاستحقاقات الوطنية والاجتماعية والديمقراطية التي تحدثنا عنها تعيد تشكيل الفضاء السياسي السوري على أسس جديدة يصبح معها واضحاً للعيان الخيط الأبيض من الأسود ولا رهان إلا على الشعب وعودة القوى السياسية إلى الجماهير لتستعيد ثقتها ومبرر وجودها على الساحة السورية خصوصاً في ظل انفتاح شهية الإمبريالية الأمريكية على العدوان والهيمنة وجدية المخاطر التي يشكلها وجود المارينز على حدودنا الشرقية في أرض الرافدين.

6. يؤكد الشيوعيون السوريون أن سعيهم نحو توحيد صفوفهم في حزب شيوعي واحد، وهم الآن قطعوا شوطاً كبيراً عن هذا الطريق، لا يتعارض مطلقاً، لا بل يسهم في تعزيز الوحدة الوطنية في سورية على أرضية برنامج واضح يربط بين المهام الوطنية والاجتماعية والديمقراطية خاصة في ظل ظروف غاية في التعقيد دولياً وإقليمياً ومحلياً.

دمشق 18/12/2003

المؤتمر الاستثنائي

 

للحزب الشيوعي السوري