وحدة الشيوعيين فقط؟!

يعاني مجتمعنا السوري أزمة سياسية ـ واقتصادية واجتماعية، كل العامل السياسي أو غياب الديمقراطية السبب الرئيسي لحدوثها.

ونحن كشيوعيين جزء من هذا المجتمع، وهنا أريد أن أقول: إن أزمة الحزب هي من أزمة المجتمع، وباعتقادي، هذا عامل رئيسي لا حصري، لما حل بالحزب من انقسامات وابتعاد عن الجماهير، وغيرها من الأشكال المعبرة عن الأزمة، فعندما نقول إن حزبنا بعيد عن الجماهير، ، فهذا على الأغلب لعدم وجود حراك سياسي في مجتمعنا، وعندما نقول، انقسامات، نقول أن هذا الحزب يضم قواعد شبابية لا حركية، شأنهم شأن أفراد المجتمع، ووجود معظمهم في هذا الحزب، مبني تقريباً على علاقات شخصية لا على إيمانهم بهدف أو مثل أعلى معين.

لذاك أقول: إن جوهر الأزمة التي يعاني منها مجتمعنا، لاتزيلها النداءات التي تطالب بوحدة الشيوعيين السوريين، فقط، أي الاكتفاء بهذا الشعار كهدف معلن، بل السعي لتوحيد الشيوعيين، ضمن الإطار السياسي الوطني الديمقراطي، والذي يتوجب علينا أيضاً العمل على توحيده أي العمل على تطوير الأنا الحزبية وكذلك الأنا الوطنية الديمقراطية، في وحدة لاتنفصم لتشكيل قوة ديمقراطية مؤثرة في الشارع وتتأثر به.

وللوصول إلى هذا فنحن مطالَبون بمواجهة نقدية للذات لنتمكن من تجاوز أخطاء الماضي.

فأنا أقف مع النظام بناء على سياسته الخارجية والداخلية القائمة على الوضوح والشفافية وربط القول بالفعل، وهذه أمور أساسية يجب التأكد من وجودها لممارسة سياسة أخلاقية بناءة، فمثلاً قرأنا، الآراء التي طرحها الدكتور قدري جميل في ندوة بعنوان (من أجل نظام انتخابي فعال ومتقدم ومن أجل قانون أحزاب عصري) «قاسيون العدد 199» والتي تتناول كما هو واضح الأمور المتعلقة بالنظام الانتخابي في سورية حيث قال:

وإن النظام الانتخابي المعمول به الآن هو نظام متخلف وقديم.. إننا وصلنا في النهاية إلى نقطة حيث أصبح هناك اغتراب حقيقي بين الناخب والنائب، حيث الناخب لا يعرف النائب.

هذا بعض ما قيل في الندوة المذكورة أعلاه، ولكن قبل شهور كلنا يعرف أن الكثير من الرفاق الموقعين على ميثاق الشرف، قد انخرطوا في لعبة هذا النظام الانتخابي القديم!

وهذا ما يمكن أن نسميه باللاشفافية، فهل يمكن أن نعترف بفساد هذا النظام الانتخابي وتخلفه!! وكنا للتو قد انخرطنا في لعبته الانتخابية. كذلك نقول بأن هناك اغتراباً حقيقياً بين الناخب والنائب، وكدنا لوهلة أن نكون هذا النائب المجهول.

..... الحديث عن الشفافية والوضوح ضروري والتأكد من ممارستهما بالحياة ضروري أكثر.

التقرب من الناس والاحتكاك بهم وذلك بالنضال من أجل تأمين حاجاتهم المادية الأساسية، كالغذاء والسكن عن طريق المطالبة والسعي لرفع الأجور والتخفيف من الضرائب فلا يمكن اعتماد سياسة كتلك التي يتبعها التجمع الوطني الديمقراطي، بالاكتفاء فقط بما هو نظري، رغم احترامي وتقديري لنضالات أعضائه الآن وفي الماضي. ولكن هنا لا يكفي، المهم هو التأسيس لقاعدة شعبية نستند عليها، وهذا يتم فقط من خلال فهم الظروف التي يمر بها المجتمع، لمعرفة ماذا يمكننا أن نقدم ضمن هذه الظروف، لتكون وتيرة حركتنا منسجمة مع طبيعة الحراك الشعبي. أريد أن أقول أخيراً إن العمل على وحدة الشيوعيين السوريين عليه أن يرافقه عمل آخر لابد منه لتوحيد الطيف السياسي الديمقراطي.

كذلك أقول إن ما أبديته من نقد وتحفظات لا يكفي كوني كشاب شيوعي مستقل متحمس لفكرة بناء حزب شيوعي قادر على تمثيل مصالح المقهورين في هذا الوطن.

 

■ عروة الشعار ـ سلمية