■ الحوار العام من أجل وحدة الشيوعيين السوريين ■ ندوة السويداء: «الأزمة في الحزب الشيوعي السوري وسبل الخروج منها»
تتابع «قاسيون» نشر مقاطع هامة من الكلمات الأساسية التي ألقيت في الندوة المركزية الثانية في السويداء تحت عنوان:«الأزمة في الحزب الشيوعي السوري وسبل الخروج منها»التي جرت بتاريخ 26/9/2003.
الحوار مع الجميع للوصول إلى قاسم مشترك هو الحل
كلمة فيصل خير بيك ـ اللاذقية
الرفاق الأعزاء ـ أيها الحفل الكريم
نستعرض اليوم قضية الأزمة في الحزب الشيوعي السوري لا لمجرد السرد التاريخي ولا للتشفي وليس كذلك لمجرد النقد، وإنما نستعرض هذه المرحلة من تاريخ حزبنا لنسلط الضوء على بعض الأخطاء التي ارتكبت خلال مسيرة هذا الحزب والممارسات غير الصحيحة التي أدت إلى ما نحن فيه من تشتت وضياع بعد أن كان حزبنا طليعة نضالية منظمة تعتد بفكرها ونضالها ووحدتها ونفخر بالتصاقها بالجماهير من خلال همومها وقيادة النضال المطلبي لتحقيق أهداف هذه الجماهير أولاً ولنستفيد من هذه التجربة وما نتج عنها من أجل إعادة النظر في السياسة والمواقف المستقبلية لحزب شيوعي موحد من طراز جديد ثانياً.
أيها الرفاق والأصدقاء:
إن أزمة الحزب التي نحن بصدد استعراضها ومناقشتها الآن للخروج بنتائج إيجابية لها أبعاد سياسية وفكرية وتنظيمية.
فكلنا نعلم بأن الحزب الشيوعي السوري نشأ وشب في ظل محنة بلادنا وتحت وطأة الاستعمار الفرنسي الغاشم، فتبنى شعارات التحرير ودعم المقاومة وقدم الشهداء، جنباً إلى جنب مع كل الوطنيين والشرفاء في هذا البلد حتى تحقق الجلاء في أواسط الأربعينات من القرن الماضي. وبدأت مرحلة الاستقلال وبناء الدولة الجديدة، وقد ترك نضاله بصمات إيجابية لا تنسى في تاريخ سورية، كما كان لمواقفه في نصرة قضايا الطبقة العاملة والفلاحين أثر رائع وكان الشارع آنذاك ملكاً للوطنيين والتقدميين والشيوعيين. وظل الأمر كذلك حتى آواخر الخمسينات من القرن الماضي حيث ضُرب الأساس الديمقراطي الذي كان سائداً آنذاك، وفُرض حل الأحزاب، وحل محلها سلطة الحزب الواحد وزُج بالمئات من الشخصيات السياسية في السجون وأُغلقت الصحف الحرة…إلخ وبدأ تراجع الحزب الشيوعي عن مواقعه الرئيسية وتباينت المواقف…
وهنا يحضرنا مجموعة من تساؤلات مشروعة:
1. هل كان موقف حزبنا من عدم الحل صحيحاً؟
2. هل كان موقف حزبنا من الوحدة السورية المصرية صحيحاً؟
3. هل كان خروج بعض قادة الحزب خارج سورية عملاً مقبولاً؟
4. ماهو الموقف الذي كان يجب اتخاذه للخروج من هذا المأزق؟
5. هل كان موقف الاتحاد السوفييتي آنذاك بدعم الحركات القومية على حساب نصرة الشيوعيين في بلدانها صحيحاً؟
6. هل كان الاتحاد السوفييتي محقاً في دعوته لتقسيم فلسطين؟
كل هذه الأسئلة وأسئلة كثيرة غيرها ظلت تراود أذهان الرفاق والأصدقاء طيلة العقود الأربعة الماضية بعد أن ألقت أزمة فترة الوحدة والفترة التي تلتها في أوائل الستينات من القرن الماضي بثقلها على قيادة وقواعد حزبنا آنذاك.
وتعددت الآراء والمواقف مما أدى إلى بروز تيارات مختلفة داخل هذه القيادة عززها وعمقها غياب المؤتمرات الحزبية لفترة طويلة نسبياً من الزمن...
... وأضاف: كل هذا أدى إلى زيادة الشرخ بين قيادات وقواعد هذه الفصائل وأخذت تكيل التهم بعضها للبعض الآخر باتهام كل فصيل لخصمه بأنه سبب الأزمات المتتالية في الحزب.
أما من الناحية التنظيمية فقد كتبت صحيفة «قاسيون» بحثاً مفصلاً في عددها رقم 204 الصادر بتاريخ 4/9/2003 بعنوان: «بعض الظواهر السلبية التي أدت إلى الأزمة في الحزب الشيوعي السوري» تحدثت فيه عن الأسباب التنظيمية التي أثرت سلباً في مسيرة الحزب وهذا يكفي.. ولا حاجة بنا لاستعراضها الآن.
إن كل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى ما نحن فيه من فرقة واختلاف في الرأي.
أسلوب الخروج من الأزمة:
أيها الحفل الكريم: إن دعوة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين للحوار مع جميع الفصائل الشيوعية (قواعد وقيادات وكوادر) خارج وداخل التنظيمات للوصول إلى قاسم مشترك لهو حقاً المفتاح للوصول إلى حزب شيوعي موحد من طراز جديد ينطلق من مبادئ الماركسية اللينينية الصحيحة وقوانينها التي لم تدحض بعد ولم يطرح حتى الآن على الساحة العالمية ما يثبت عدم صحتها مع الإقرار بأن هناك نظريات أو فرضيات يمكن أن تتبدل حسب الظروف الموضوعية والذاتية إذ أننا لانعتبر التعاليم الماركسية اللينينية كتاباً مقدساً لا يأتيه الباطل.
كما يتبنى الدفاع عن مصالح الجماهير الكادحة، وهذا يمهد السبيل للوصول إلى الوحدة الوطنية المنشودة في ظل ديمقراطية شعبية مقوننة وهذا هدف لن نحيد عنه، وسنظل نناضل جنباً إلى جنب مع جميع فئات الشعب الوطنية والديمقراطية من أجل مستقبل زاهر لشعبنا. على أن يكون الشارع هو ميداننا وملتقانا، والنضال المطلبي هو المعبر الحقيقي عن رأينا جميعاً. كل هذا بهدف استعادة ثقة الجماهير الشعبية بنا.
كفانا خطباً وتصريحات، وكفانا وعوداً لاتتحقق!
إن الجماهير الشعبية لم تعد تثق بالأحزاب السياسية الموجودة على الساحة المحلية ولا بوعودها وهي تعتبرها مواليد مشوهة لحقبة زمنية مضت… إننا اليوم بحاجة للكثير من الدراسة للاطلاع على تجارب الأمم الراقية والإفادة منها، كما يجب أن نكون امتداداً طبيعياً وديالكتيكياً لقوى الشعوب المناهضة والمعادية للإمبريالية والصهيونية وقوى العولمة المتوحشة وقد شاهدنا آخر جولة لها في مقارعة العولمة في مدينة كنكون البرازيلية ولن تكون الجولة الأخيرة.
أيها الرفاق والأصدقاء: يجب أن لاننسى مناضلينا الشجعان الذين برزوا خلال الفترات الماضية وكانوا الطليعة. فقد أفرز النضال الحزبي مجموعة من هؤلاء الرفاق الرموز الذين تغص بهم مدن وقرى البلاد، لهم مواصفات مميزة من الاستقامة والنزاهة ونظافة اليد، اصبحوا بنظر أبناء الشعب مضرب الأمثال والقدوة الحسنة الذين يشار إليهم بالبنان.
هؤلاء الرفاق الرموز منهم من عايش التنظيم منذ عقود عديدة ولازال ضمن أحد الفصائل يتابع مسيرته النبيلة، ومنهم من عزف عن متابعة المسيرة التنظيمية لأسباب لا تخفى على الكثيرين وهم مازالوا يحتفظون بقيمهم ومفاهيمهم الماركسية الصحيحة.
وهؤلاء قد أعطوا الحزب والفكر الاشتراكي العلمي السمعة الطيبة والذكر الحسن، وقد أطلق عليهم من قبل ذوي الثراء القديم أو المحدث لقب «دراويش» وفي بعض الأحيان «أغبياء» بداعي أنهم لم يستطيعوا التأقلم مع الأوضاع الراهنة ويطوروا ثرواتهم حسب القاعدة الفقهية التي تعتمدها الفئتان المستغلتان في المجتمع: البرجوازية البيروقراطية والبرجوازية الطفيلية (حلال عالشاطر).
وإلى أمثال هؤلاء يجب أن نتوجه: أولاً بالشكر والعرفان بالجميل، لأنهم خدموا ويخدمون الحزب دون أن يدعوا له علانية. فسلوكهم الاجتماعي النقي هو أكبر دعاية للشيوعية وللشيوعيين اينما وجدوا.
وثانياً: لمحاولة استقطابهم والعودة بهم إلى التنظيم (إن رغبوا في ذلك) ليكونوا مثلاً يحتذى في السلوك والتربية الشيوعية والصمود أمام مغريات قوى السوق والسوء.
فهم عاشوا ويعيشون لأنفسهم ولشعبهم ولمبادئهم وللأجيال القادمة من الوطنيين والتقدميين الشرفاء.
وبالمقابل فقد صادف ويصادف العمل التنظيمي الكثير من العثرات والمطبات التي أدت وتؤدي إلى تشويه سمعة التنظيم وتسبب ابتعاد الجماهير والكثير من الرفاق عن هذا التنظيم بسبب وجود أفراد متسللين ومتسلقين يدخلون التنظيم لأهداف وغايات متعددة غير شريفة يبتغون منها مصلحتهم الخاصة لا مصلحة الشعب والحزب ...
... وأضاف: إن أمثال هؤلاء المتسللين يعتبرون خطراً كبيراً على التنظيم وعلى الفكر ويجب العمل بدون كلل وبكل يقظة ثورية على كشفهم وتعريتهم، ومن ثم تنبيه القيادات الحزبية المحلية والمركزية إلى خطرهم ووجوب التخلص منهم قبل استفحال خطرهم وقبل أن يتمكنوا من خداع واستقطاب عدد من أفراد التنظيم بأساليبهم التضليلية وكلماتهم المعسولة فيصبحون بذلك متجذرين ويصعب اجتثاثهم.
إننا نرى ونسمع اليوم الكثير من الطروحات السياسية والفكرية المشوهة، بأن تطوير الفكر يجب أن يكون متلائماً ومتناغماً مع روح العصر، وأنه لا ضرر من الدخول في منظمة التجارة العالمية والقبول بالعولمة لأنها روح العصر، وطرح شعارات الليبرالية والانفتاح دون حدود على العالمي المتحضر.
هذه الشعارات اللامسؤولة تؤدي بالنتيجة إلى زيادة إفقار الشعوب وزيارة تكديس الثروات في أيدي الأقلية المستغلة، كما تؤدي إلى غياب الضوابط والرقابة وتحول الدولة إلى حارس على بضائع ووكالات الشركات الكبرى التي ستنتشر في كافة البلدان التي تتبع هذه السياسة.
إن اليقظة الثورية هي مبدأ هام جداً لاغني عنه من مبادئ التنظيم اللينينية وهي الرقيب والناظم لعمل الحزب للحفاظ على صفوفه نقية وعلى فكره غير مشوه وبعيد عن التحريف، في ظل مبدأ الديمقراطية ونبذ التعصب بكل أشكاله.
لقد أصبحت الأجواء مشحونة بالعديد من الأمراض الاجتماعية وبذور الأمراض التي قد تصيب المجتمعات البشرية غير المنظمة.
لذا يجب السعي بشكل حثيث لجعل مجتمعنا منظما أولاً عن طريق بناء حزب شيوعي موحد من طراز جديد، ومن ثم الانطلاق نحو وحدة وطنية شاملة للوقوف في وجه الهجمة الإمبريالية الصهيونية الشرسة وتحقيق الديمقراطية في الداخل والدفاع عن لقمة الشعب عبر الوقوف في وجه الفساد والمفسدين. فالديمقراطية الشعبية وتنظيم المجتمع، واليقظة الثورية هي الدعائم الثلاث الأساسية التي تحصن المجتمع ضد الفوضى والانتهازية و الفساد والأعداء الطبقيين.
■■
العلاقة بين الذاتي والموضوعي
مداخلة منصور أتاسي
أثر واقع حركة التحرر الوطني العربية على حزبنا في فترة نهوضها وخصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية وفترة النضال من أجل الاستقلال السياسي، ثم تثبيت هذا الاستقلال وتأهيل بنية اقتصادية اجتماعية قادرة على حمايته والتصدي للأحلاف التي كانت تهدف إلى إعادة ربط وطننا بعجلة الاستعمار.
كان تصدي الحزب لهذه المهام تصدياً ناجحاً زاد من وزنه السياسي وانعكس بالالتفاف الجماهيري الواسع حوله، وتحول إلى حزب قوي منافس أوصل أول نائب شيوعي للبرلمان وكاد أن يسيطر على مجالس البلديات لو تمت الانتخابات البلدية في منتصف الخمسينات. إن مرحلة صعود الحزب وزيادة دوره في حياة البلاد ارتبطت بفهم قيادته لطبيعة المرحلة ولطبيعة القوى السياسية الفاعلة آنذاك وتنفيذه الناجح للمهام الوطنية المنتصبة أمامه وتأمين تحالفات ساعدت في تقويته وفي تنفيذ هذه المهام.
المرحلة الثانية هي مابعد هزيمة حزيران 1967 أو هزيمة المشروع القومي كما يعترف بذلك الجميع، لم يستطع الحزب بحث أسباب الهزيمة وطرق الخروج منها ولم يعترف بها كهزيمة بالأصل اعتبرها نكسة واعتبر أنها أي الحرب لم تستطع أن تحقق أهدافها الرئيسية في إسقاط الأنظمة الوطنية التقدمية،وهكذا ومن خلال هذا الفهم حدد مهمته في الدفاع عن هذه الأنظمة وزيادة التعاون معها وعقد تحالفاته معها وبقيادتها واعتبر مجرد استمرارها انتصاراً وهكذا تثبت الهزيمة وتأقلم معها وعمل بقيادة المشروع المهزوم، لا القوى الوطنية استطاعت بحث أسباب الهزيمة ولا الحزب أراد بحث ذلك أو وافق على بحثه.
في بداية الثمانينات ظهرت دراسات تؤكد ظهور أزمة في قيادة حركة التحرر الوطني أي أن المطلوب تغيير قيادة الحركة وتأمين قيادة قادرة على الخروج منها، إلا أن قيادة حزبنا رفضت مقولة الأزمة، واعتبرت هذه المقولة محبطة للقوى القومية وهكذا سيطرت الأزمة وانعكست علينا ولم نستطع الخروج منها حتى الآن.
فهم الحزب لطبيعة المرحلة
والمهام المنتصبة أمامه والتحالفات
إذا عدنا إلى برنامج الحزب المناقش منذ مابعد المؤتمر الثالث والمعتمد لدى الفصائل في المؤتمر الرابع نرى أن أهم عناوينه:
1. سمة العصر.
2. طبيعة المرحلة التي تمر بها سورية.
3. التحالفات.
4. الوحدة العربية.
5. القضية الفلسطينية.
6. الاشتراكية.
7. المهام.
السؤال المطروح بعد ثلاثين عاماً ماذا تحقق من هذا البرنامج؟
لا شيء، طبيعة المرحلة تغيرت، والتحالفات في أزمة، وأثرت سلباً على وعي الجماهير، وعلى إدارة الصراع، الوحدة العربية غير واردة حالياً، حد أدنى من التضامن العربي غير وارد، وهناك تفكك في البنى الاجتماعية لكل دولة عربية وتفكك في أحزابها والقضية الفلسطينية كما تلاحظون، الاشتراكية التي كانت أفقاً قريباً أصبحت بعيدة جداً.
ماذا بقي من البرنامج؟ أوراقه.. هذا يدل أن الحزب لم يدرس الواقع وحركته بدقة ولم يضع المهام القادرة على الخروج من هذا الواقع. لقد وضع رغباته في مجابهة الواقع، وتأثر بردود الأفعال الناجمة عن هزيمة حزيران وتحت الضغط القومي والعاطفي التي اجتاحت تلك الفترة، طرح شعارات غير قابلة للتحقيق. والمشكلة أن الحزب بفصائله جميعها ومؤثراته اللاحقة لم يدقق البرنامج ولم يدرس أسباب عدم القدرة في التنفيذ كما نعرف حتى آخر اجتماع اشتركنا فيه من كل الفصائل. كانت هناك جملتان تترددان، أولهما أن الحياة أثبتت صحة سياسة الحزب وثانيهما أهمية الالتفاف حول قيادة الحزب اللجنة المركزية والمكتب السياسي وعلى رأسها الأمين العام رغم أن فصيل الرفيق يوسف اكتفى بالالتفاف حول المكتب السياسي فقط.
هذان الشعاران منعا أي مناقشة في الحزب ومنعا تدقيق سياسته وتحديد نقاط الضعف فيها وتجاوزها ومنعت التجديد في القيادة، وهذا أنتج التخلف وأدى إلى استياء القواعد وانعكس في مغادرة أكثر أعضاء الحزب وانعكس في أزمات وانقسامات ستستمر مادامت هذه العقليات سائدة.
وبقراءة سريعة لميثاق الجبهة الوطنية التقدمية نلاحظ أن الوثيقة تحصر مهام التحالف بثلاث نقاط رئيسية:
1. الأول: تحرير الأراضي العربية المحتلة منذ 1967.
2. الثاني: بناء الاشتراكية على أسس علمية.
3. تطوير علاقات الصداقة والتعاون مع الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية الأخرى ـ أي الانتماء الصريح لمعسكر الثورة العالمية ـ عبر الصراع العالمي الذي كان سائداً في ذلك الزمان.
كانت هذه الأهداف تجمع كل القوى وتعكس تأييد رأي عام شعبي واسع وكانت الأحزاب في حينها أحزاباً واسعة الانتشار فعلاً وتمثل التيار الرئيسي للقوى الماركسية والقومية في سورية.
والسؤال المطروح: هل استطاع التحالف أن يحقق الأهداف التي تم الاتفاق عليها والتي تشكل جوهر التحالف وسببه الرئيسي؟، والجواب واضح. لم يستطع التحالف تنفيذ أهدافه فالجولان مازال محتلاً والتطور الموجود في سورية رأسمالي ولم يعد هناك معسكر للثورة العالمية. ماذا بقي من التحالف مع السلطة، هذا ماأثر على سمعة التحالف وبعثر الأحزاب المكونة له. والمشكلة أن التحالف لم يعقد اجتماعا ًواحداً يبحث فيه أسباب عدم التنفيذ ويدقق سياساته أو يدقق أهدافه كما أن قيادات الأحزاب لم تبحث الأسباب وهكذا تحول التحالف من وسيلة لتحقيق أهداف معينة إلى هدف بحد ذاته، وبدل أن تعتمد الأحزاب على الجماهير لتنفيذ أهدافها اعتمدت على السلطة، فتركت الجماهير وشيئاً فشيئاً رضيت واستكانت لواقعها، وكتعبير عن الرفض وعن انحسار شعبية القوى المتحالفة بأوساط جماهير السكان بدأت تظهر أفكار أخرى وأشكال من الصراعات خطرة معروفة لدينا جميعاً.
والسؤال المطروح: كيف تعامل الحزب مع هذه الظواهر وكيف تعاملت قيادة الحزب معها؟ وبعد عرض تاريخي توصل الى الاستنتاجات التالية:
1. إذا كانت التراجعات التي تمت في الحركة الشيوعية تشكل العامل الموضوعي للتراجعات والانقسامات التي سادت الحركة الشيوعية، فإن عدم دراسة أسباب الهزيمة وعقد تحالفات بقيادة قوى وفصائل مهزومة، ثم عدم دراسة حركة المجتمع بدقة ووضع برامج على أساسها، ثم التراجع أمام الحليف أو غير الحليف تشكل العوامل الذاتية المسببة للانقسامات وهي أشد خطورة وأكثر قدرة على الفتك بالأحزاب المعنية.
2. إن تخلي الحزب، أي حزب عن مهامه الاجتماعية تبعده عن طبيعته وتفقده القدرة على الفعل في المجتمع ويصبح حزباً متأثراً بدلاً من أن يكون مؤثراً، لايفيده هنا طرح شعارات رنانة مثل القضية الوطنية أولاً وغيرها..
3. إن المراجعة الدائمة لوثائق الحزب السياسية وتدقيقها ومعرفة الأسباب الحقيقية لعدم القدرة على تنفيذ المهام، هي سمة يجب ألا يتخلى الحزب عنها مطلقاً وفي كل الظروف.
بقي لنا أن نتحدث عن القضية الفكرية في أزمة الحزب.منذ الخمسينات دار حوار جدي بين المفكرين الماركسيين المهتمين في بلدان العالم الثالث تمحور هذا النقاش في مجموعة اتجاهات نعرض منها:
■ أهمية وجود الأحزاب الشيوعية في بلدان حركة التحرر الوطني ولاحظ خروتشوف وأنصاره أن عدم وجود طبقة عاملة جدية في هذه البلدان تنفي أسباب وجود أحزاب شيوعية. واقترح على الأحزاب الشيوعية في هذه البلدان الاندماج مع قوى حركات التحرر لعدم الحاجة التاريخية لها.
■ ثم في الثمانينات أيضاً دارت مناقشات جدية داخل الحركة الشيوعية حول شكل التطور وطبيعته في بلدان حركة التحرر هل هو تطور لا رأسمالي أم توجه اشتراكي أم تقدم اجتماعي أم ماذا، ولأسباب مختلفة لم يصل المتناقشون إلى تصور واضح.
والآن وبعد الثورات العلمية المتتالية والتي حققت تقدماً هائلاً في مجال العلوم فإن التناقض الحاصل هو بين التقدم الكبير في مجال العلوم التكنيكية والتخلف في مجال العلوم الإنسانية هذا التخلف الذي يشمل كل التيارات السياسية والإنسانية...
... ثم أنهى حديثه قائلاً: والسؤال أخيراً: هل معرفة الأسباب الحقيقية للانقسامات السابقة تقينا من إمكانية حدوث انقسامات لاحقة وهي قادرة على توحيدنا.
لاشك أن الوصول للأسباب الحقيقية للانقسامات أو التراجعات السابقة تعمق تجربتنا الحزبية, وتطور قدراتنا على البحث والدراسة الأكثر عمقاً وتضعنا أمام تصورات واحدة وتهيئ الظروف المواتية لتحديد المهام القادمة وهذه كلها عوامل تصل بالشيوعيين إلى طريق الوحدة.
ولكن استمرار الوحدة وتطويرها يتطلب أولاً أجواء ديمقراطية جدية داخل صفوف الشيوعيين تحترم كافة الآراء التي تطرح وتساعد على تطوير الاجتهادات لدى الجميع وترفض كل أشكال اضطهاد الرأي وهذه مهمة فكرية بدأنا فيها ولاتزال أمامنا مسافات كبيرة علينا اجتيازها بنجاح، فالقديم الرافض لأي رأي آخر وضيق الصدر في أي طرح مخالف والجدية في التعامل مع الهيئات كلها وإن ضعفت لدينا إلا أن بقاياها لاتزال موجودة وأيضاً دراسة الواقع بشكل دائم وتحديد المهام بشكل جدي والإقدام وعدم التردد في تنفيذها. والتفاعل بين الثقافي والسياسي وتقديم المبدئي على كل الاعتبارات هي القادرة دائماً على تطوير دور الحزب وعبره تحقيق وحدته وهي عوامل ذاتية أيضاً.
■■
جدلية العلاقة بين التراجع والأزمة
مداخلة د. قدري جميل
موضوع الندوة كما تعرفون جميعاً، هو أحد أوراق العمل، وهي «الخروج من الأزمة»، وحتى نجد طريقاً للخروج من الأزمة، يجب أن نبحث عن طريقة الدخول إليها. كيف دخلنا إليها؟... وإذا لم نعرف كيف دخلنا إلى الأزمة، لن نعرف كيف يمكن أن نخرج منها. لذلك أوراق العمل بهذا الموضوع وضعت عملياً قضيتين هامتين غير مسبوقتين:
النقطة الأولى: حددت بدء الأزمة زمنياً، ولم تربطها بالحزب الشيوعي السوري فقط، بل ربطتها بالحركة الثورية العالمية، وحتى ليس بالحركة الشيوعية العالمية، بل بالحركة الثورية العالمية في أوائل الستينات، أي أن الورقة حاولت أن تنظر لأزمة الحزب الشيوعي السوري كجزء من كل، وهذا المنهج هو منهج ماركسي في التحليل.
النقطة الثانية: التي وضعتها الورقة، والتي تعتبر منهجياً غير مسبوقة، والتي بحلها الصحيح لاحقاً، ستغير إحداثيات النظر والتعامل مع الأزمة جذرياً، هي سؤال بسيط، مثل السؤال إياه البسيط الفلسفي: أيهما أسبق المادة أم الوعي؟!.. طرحت الورقة السؤال: أيهما أسبق الأزمة أم التراجع العام في الحركة؟!
الرؤية التقليدية بأذهان الشيوعيين والثوريين بمختلف فئاتهم، بمن فيهم الوطنيون التقدميون، كانوا يرون أن الأزمة ولدّت تراجعاً، لم يُبحث عن سبب الأزمة في الواقع الموضوعي، بُحث عن سبب الأزمة بطريقة مثالية فلسفياً، إذا تحدثنا بلغة الماركسية، بُحث عن سبب الأزمة في مجال الفكر والسياسة، أي بُحث عن سبب الأزمة في إطار البنية الفوقية. لم يُبحث موضوع الأزمة والتراجع العام بالتالي، والذي كانت الأزمة نتيجته، لم يُبحث بإطار البنية التحتية، كما يتطلب المنهج الماركسي.
لذلك فإن كل التفسيرات السابقة لورقة العمل التي هي مجموع النشاط الفكري لمجموع الشيوعيين على مدى الأجيال السابقة، كل هذا النشاط السابق والتحليلات السابقة، لم تستطع عملياً بتفسيراتها أن تغير مسار الحركة. من المعروف أن الماركسية كما علمنا كلاسيكيونا هي ليست فقط تفسيراً، بل أيضاً تغيير، وحتى يتم الوصول إلى التغيير يجب أن يمتلك التفسير الصحيح، فالتفسير الصحيح يفضي إلى التغيير، والتفسير المنقوص لا يفضي إلى التغيير. لذلك عند تفسير الأزمة، إذا لم نستطع تغيير اتجاهها، هذا يعني أننا لم نفسرها بشكل صحيح. لذلك نقترح في ورقة العمل هذه النقطة، كنقطة انطلاق منهجية، لأنه يُشتق كل شيء منها لاحقاً.
ونقترح في الورقة أن نفسر الأزمة من خلال التراجع العام للحركة الثورية العالمية، والحركة الشيوعية العالمية هي أحدى مكوناتها، والحزب الشيوعي السوري أحد مكونات هذه الحركة. ونقترح أخذ هذا التفسير بعين الاعتبار، حتى نستطيع أن نعالج هذا الموضوع للخروج من الأزمة.
لذلك فإن السبب الفعلي للدخول في الأزمة كان التراجع العام الذي انعكس بتغيير تناسب القوى للنظامين، وتناسب القوى هذا أدى إلى تراجع مطرد للحركة، أي إلى هزيمتها، وهذا التراجع الذي كان غير معلن وغير واضح على السطح، بل بالعكس، كان يسود لفظياً وذهنياً بين أوساطنا كلام كثير نتذكره، حول أي القوى الثورية العالمية تحقق انتصارات، وقوى الإمبريالية والصهيونية العالمية تتراجع، هذا الحديث ساد في فترة الستينات والسبعينات والثمانينات، وعلى أرض الواقع عام 1991 كانت المحصلة تغير ميزان القوى، وهذا التغير لم يجر بين ليلة وضحاها، بل جرى نتيجة تراكم كمي سبقه، وجرى التحول الكيفي في لحظة معينة، أي منذ الفترة التي كنا نتحدث فيها عن التغيير لصالحنا، كان التغير الفعلي يجري في ميزان القوى الشامل العام ليس لصالحنا. والاستثناءان الذان يتم الحديث عنهما، هما: فيتنام وكوبا، هما استثناءان من القاعدة، وهذان الاستثنائان يثبتان أن القاعدة كانت التراجع العام، وإذا عدنا للتاريخ الخاص لكوبا وفيتنام يجب أن نعرف أنهم انتصروا رغم إرادة القيادة السوفييتية المنبثقة عن المؤتمر العشرين بمنطقها ومنهجها إلخ... وهذا واقع لانستطيع تكذيبه. وهذا يعني أن هذه القيادات الثورية في أماكنها التقطت لحظة موضوعية واستفادت منها وسارت في اتجاهها، وهذا يعني أن القيادة السوفييتية آنذاك، والتي كانت موضوعياً رأس الحركة الشيوعية (وبتمون) شئنا أم أبينا، على الفصائل الصغيرة في الحركة، حيث فرملت الحركة ومنعتها من أن تحقق الظرف الموضوعي لصالحها.
لذلك في أوائل الستينات يأتي سوهارتو، وبكل بساطة، يذبح (1.5) مليون شيوعي، وفي العراق في 8 شباط 1963 لم يُعرف عدد الشيوعيين الذين ذبحوا حتى الآن، ولكن الرقم بعشرات الألوف..
وإذا رجع أحدنا ألى تلك الفترة لانستطيع لوم أحد شخصيا، لأنهم لم يكونوا يعرفون (الطبخة) حينها، ولم يكونوا يملكون المستوى المعرفي الكافي لذلك، كل جيل يأتي ويسير للأمام، ولم يكن لديهم القاعدة المعلوماتية التي تسمح لهم بالتعامل مع هذه الحالة. عندهم بعض القضايا الصغيرة في الاحتكاك المباشر. طلبوا منّا حل الحزب، لم نحله. وغيرنا حل أحزابه. واليوم نستطيع أن نعي المشكلة في إطارها العام....
ثم أضاف متى تنقسم الحركات، لماذا نتكلم فقط عن أنفسنا، إذا نظرنا لتجربة التاريخ منذ المسيحية والإسلام، أي حركة تتراجع تنقسم، وأي حركة تتقدم تتوحد، فلو أن قادتنا إياهم المحترمين جميعهم، قادونا إلى انتصارات، لو كنا اليوم نبني الاشتراكية في سورية، لم يكن لأحد أن يضع أي ملاحظة على المؤتمرات أو السياسات أو الأشخاص أو أي شيء آخر.
القضية تكمن أن كل ذلك هو نتيجة الهزيمة التي منينا بها، ونحن نقترح أن نراها في إطارها العام الشمولي بشكل كامل، وفي إطار الحركة الشيوعية، حتى نعرف كيف نستطيع أن نخرج منها.
والمسألة الأخرى الهامة هي: ماالذي التقطناه جديداً منذ ميثاق الشرف والاجتماع الوطني الأول؟!.. لقد قلنا أن هناك انعطافاً، والحركة الإمبريالية العالمية منذ بدء هجومها المعاكس في أوائل الستينات حققت انتصارات متلاحقة، دمرت الاتحاد السوفييتي في النهاية في إطار توازن القوى العالمي بعد ذلك، وأخذت عشر سنوات كوقت مستقطع، لعبت كما تشاء، ولم تحل معها أي مشكلة، علقت في أزمة خانقة، فانتقلت إلى الحل العسكري، وهذا يعني موضوعياً من وجهة النظر التاريخية أنها فقدت المبادرة، وهذا يعني موضوعياً أن المبادرة انتقلت إلينا موضوعياً، ويبقى العامل الإرادوي الذاتي، هل نستفيد من هذا الظرف الموضوعي أو لانستفيد منه.
لذلك نحن لسنا محكومين بأمل الوحدة فقط، بل نحن محكومون بالواقع الموضوعي الذي يتطلب بناء حركة ثورية جدية لمواجهة هذا الواقع والاستفادة منه. هناك فرصة تاريخية عند الشيوعيين ليستفيدوا من هذه اللحظة ويكونوا هم تلك القوة الثورية،وتتحول بالتالي عملية توحيدهم إلى إعادة بناء لحركتهم. هكذا يجب أن نفهمها، وليس تجميع حسابياً لقواهم، وإذا لم يقوموا بذلك سيفوتون تلك الفرصة، وسيكون هناك في الساحة أخيراً من سيعبر عن هذه الضرورة الموضوعية.
لدينا فرصة تاريخية بأن نقوم نحن بهذا العمل بأقل ما يمكن من الوقت وبأقل ما يمكن من الآلام، وبأقل ما يمكن من الخسائر. الحياة والواقع الموضوعي يتطلبان حركة ثورية لمواجهة الواقع الجديد في حالة الانعطاف الجارية. التاريخ يقدم لنا فرصة، إما أن نستفيد منها أو نضيعها، ولكنها لن تفوت هذه الفرصة عن الحركة الثورية لأن الواقع الموضوعي يتطلب وجود هذه الحركة ومن يعبر عنها.
من هنا كان فهمنا الباكر لهذا الموضوع جعلنا نتناولها ونتعامل معها على هذا الأساس.
إذن الاستنتاج الأساسي هو أننا محكومون بالوحدة، الوحدة نفهمها بإطار إعادة بناء حركتنا وفكرياً وسياسياً وتنظيمياً وجماهيرياً وأخلاقياً، لأن حركتنا خلال التراجع الذي جرى، وأزمة هذه الحركة، تراجعت فكرياً وتبلدت أو تكلست، وجزء منا انتقل إلى مواقع العدمية أو حوَّل الماركسية إلى نص قرآني يتعامل معها على هذا الأساس. وسياسياً لم نعد نرى أين نحن؟ نعتقد أننا نتقدم ونحن نتراجع.
بالنتيجة ماذا تعني «أزمة»؟! ... هناك هدف يجب الوصول إليه. فإذا كنا نبتعد عن هذا الهدف، فماذا يعني ذلك، يعني أن هناك مشكلة، نبتعد عن الهدف ولانقترب منه، أي أن هناك مشكلة في تفسير الواقع وبناء البرنامج، إذاً هناك مشكلة في الرؤية. وبالتالي لا بد من إعادة بناء الحركة سياسياً وتنظيمياً، لابد من إعادة البناء، لأن الحركة بالمعنى التنظيمي هي وسيلة، لينين في كتابه «ماالعمل» كان يهمه من التنظيم إيصال الفكرة، والتنظيم الذي يوصل الفكرة مبني على أساس المركزية الديمقراطية بالمفهوم اللينيني الصحيح، وهو مايزال صحيحاً، ولكن كيف يتم تطبيقه في الأشكال المعاصرة؟!
هذا يحتاج لجهد منا حتى نكتشف الأشكال الإبداعية الجديدة له. وفي النهاية ماذا يعني الحزب بالنسبة إلى لينين؟!
إنه مركز عنده فكرة يرسلها عبر الجريدة إلى الأطراف، والأطراف تدقق الفكرة، وتعيد الفكرة المدققة إلى (فوق)، وفوق يدقق التصويب. عندها يسدد بشكل سليم، ويومها كانت الجريدة سلاحاً تكنولوجياً هائلاً يعادل وزن الفضائيات في هذه اللحظة. ولينين في «ما العمل» عمل على هذا الأساس، والمطلوب منا أن نجّود وسائل عملنا التنظيمية، ونعيد بناء نظامنا الداخلي بحيث يتناسب مع الظروف الحالية.
جماهيرياً، خرجنا من الجماهير، ما الحل، الحل هو العودة إلى الجماهير، خلال ثلاثين عاماً فقدنا لياقتنا بالتعامل مع الناس، وبالأمس عندما دخلنا انتخابات مجلس الشعب والإدارة المحلية، دخلناها كمستقلين، كانت تجربة صعبة، بعد 30 سنة من العمل الجبهوي والنجاح الأتوماتيكي بقوائم الجبهة، العودة للعمل بشكل جدي ليس مهمة سهلة.
لذلك فإن إعادة اللياقة للحركة لنا ولرفاقنا وتربية كوادرنا، هذا موضوع يحتاج ألى وقته من الناحية الجماهيرية، لاتتحقق بمسحة رسول، (30) سنة من التراجع في هذا المجال، لاأحد يعرف كم يحتاج من السنوات لتجاوز ذلك، ولكن علينا أن نتجاوز ذلك بسرعة.
وأخيراً، أهم شيء هو إعادة بناء منظومتنا الأخلاقية، مشكلتنا أننا نمتلك الكثير من الطاقات، وكل إنسان لديه طاقة،وعندما لا يعرفون كيف يفرغون هذه الطاقات ضد أعدائهم الطبقيين، بدأوا يفرغونها ضد بعضهم بعضا، وبشكل، أعتقد أنهم لا يفعلونه ضد أعدائهم الطبقيين. لذلك هذا شرف لنا، ومشكلتنا بآن واحد، أن ميثاق الشرف ألزمنا بأن لانشتم أحداً ولا نسمح لأحد أن يشتم الآخر، ولايجوز التشهير والكلام المسيء، يجب أن نناقش أفكاراً وسياسات، وهذا طبيعي بين الشيوعيين ويجب أن يستمر بشكل دائم، لذلك كما يقول البعض إن العواطف لاتبني وحدة، نقول لهم نعم العواطف لاتبني وحدة، ولكن المشكلة اليوم أن الواقع الموضوعي هو الذي يفرض الوحدة علينا، وليس لدينا آي مخرج آخر لإعادة بناء الحركة الشيوعية، أي إعادة بناء الحركة الثورية في ظروف سورية.