إطلاق الحوار العام من أجل وحدة الشيوعيين السوريين ندوة:«مهامنا السياسية الأساسية» في اللاذقية

في الثالث والعشرين من  شهر حزيران /2003 أقيمت ندوة في اللاذقية عنوانها: «مهامنا السياسية الأساسية» ضمت العشرات من الرفاق الذين يمثلون الطيف الشيوعي وكوادر أخرى ليسوا شيوعيين لديهم اهتمامات سياسية.

الروح الديمقراطية

وقد ألقى الرفيق فيصل خير بك من لجنة التنسيق لهذه الندوة كلمة مختصرة حول ضرورة مشاركة جميع الشيوعيين والوطنيين والتقدميين المهتمين بهذه المواضيع في مثل هذه الندوات التي أقيمت وتقام لأول مرة في تاريخ حزبنا بهذه الروح الديمقراطية..

 إن ذلك يتيح لكل القواعد المشاركة في إبداء الرأي بكل حرية ووضوح بالأسس التي سيقوم عليها حزب شيوعي موحد.

حزب من طراز جديد

■  ودعا الرفيق المحامي جرجس فرحة ليلقي دراسة (محاضرة) أعدها لهذه المناسبة استغرقت أكثر من ساعة تناول فيها التجارب التي مر بها الحزب الشيوعي السوري خلال المراحل السابقة من عمره والنجاحات والإخفاقات التي صادفته أثناء مسيرته مع ذكر الأسباب التي أدت بنظره إلى ما نحن عليه اليوم من فرقة وتباعد.

وقد وضع التصورات التي يمكن أن يقوم عليها حزب شيوعي من طراز جديد يستطيع أن يتصدى للصعاب التي تواجه الوطن والشعب والحزب.

وبعد انتهاء المحاضرة بدأ الحوار التالي:

لابد من إعادة النظر

■  الرفيق فيصل خير بك: لايمكن أن نفلح في مسيرتنا إذا لم نعد النظر بالعديد من المواقف والعناوين البارزة.

1. تعريف الحزب:

ماهي الشرائح الاجتماعية التي يمكن أن يمثلها الحزب حتى يلبي حاجة أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم والفئات المسحوقة في المجتمع.

2. الشعارات:

علينا أن نبتعد ما أمكن عن الشعارات العامة التي تحتمل أكثر من معنى أو تأويل مثل: وطن حر وشعب سعيد، سورية لن تركع، المقاومة...

من هنا يجب تحديد معنى هذه الشعارات والمقصود منها وعدم تركها للتأويلات...

3. ماالموقف من المجتمع المدني؟

4. وكيف نرى الديمقراطية الشعبية؟

5. التحالفات:

 نحن نؤمن بفكرة الصراع الطبقي، فما هي الأحزاب السياسية والفئات والطبقات الاجتماعية الأكثر قرباً إلينا كي نتمكن من التحالف معها.

6. يجب التمسك بالدفاع عن القضايا: الوطنية والقومية ثم الأممية.

7. التمسك بمبدأ العداء للإمبريالية وعملائها وإحباط مخططاتها التآمرية. وكل تنازل أو تساهل في هذا الأمر سيترك ثغرة لدخول العملاء ويزعزع مواقع القوى التقدمية والوطنية.

8. يجب أن لاتعمينا المكاسب الشخصية والمناصب عن التفكير بالقضايا المبدئية والدقة في التحالفات ـ والدفاع عن كرامة الوطن والمواطن.

- نرجو مراعاة هذه النقاط وغيرها مما ورد من بنود فقرة (مهماتنا السياسية الأساسية).

وأخيراً: إننا لانسعى لتشكيل حزب جديد بل لتوحيد الشيوعيين في حزب شيوعي جديد.

ربط القول بالعمل

■  الأستاذ نديم علي: لقد سقطت الأحزاب التقليدية والأيديولوجيات ـ نحتاج إلى أداة جديدة (حزب جديد) لتبني الأفكار الجديدة، يلزمنا من يربط القول بالعمل.

رفع الشعارات بدون تطبيق لايفيد.

هناك فساد ومفسدون كثر في هذا الوطن ـ أصبحت القاعدة هي الشواذ والشواذ هو القاعدة.

القيادات العربية مشكوك بأمرها.

العقود الأربعة الماضية خلقت أجيال الخنوع والاستسلام.

معرفة طبيعة القوى السياسية

■  الأستاذ نصر سعيد: يجب معرفة طبيعة القوى السياسية الفاعلة وكيف نتعامل معها. 

- المسألة الوطنية: يجب تحديدها وما هي طبيعتها ومفهومها.. ليست فقط أرضاً وسيادة بل هناك الإنسان الذي هو غاية الفعل الاجتماعي وجوهر المسألة الوطنية.

وليس هناك مسألة وطنية إذا كان الإنسان مُغيباً ومقهوراً.

الاهتمام بالقضايا الداخلية

■  الرفيق فائز شباني: يجب التركيز في الحديث عن الداخل أكثر من الخارج.. الشعب لم يعد يثق بالشعارات وقد فقدت قيمتها لديه.

- كلما اشتدت الأزمة الداخلية ازدادت الحاجة للحوار ووضع الحلول الصحيحة.

- اليسار السوري لم يصل إلى حد التطرف العنيف المميت وبقي مستكيناً بينما اليمين السوري هو الذي وصل إلى حد العنف المميت، لذلك كان الخوف منه... وسقط مؤقتاً.

- الحوار يجب أن يكون مفتوحاً دوماً وديمقراطياً.

- هناك اتجاه عقلاني في سورية وهو مُحَّجَم الآن ويحارَب . 

ماهي الجوانب الأساسية التي يجب النضال من أجلها الآن؟

القضية الوطنية ـ القضية الاجتماعية ـ القضية الديمقراطية..

ويجب أن تسير كلها جنباً إلى جنب ولا توجد أولويات.

- يجب العمل على نزع فتيل الأزمة  المتفاقمة بين الشيوعيين السوريين.

صادقين وغير مناورين

■  الاستاذ نديم علي ـ تعقيب: الخوف هو السائد.

يجب إشراك العنصر النسائي في العمل الجاد.

يجب أن نكون صادقين وغير مناورين.

يجب أن يتطابق  القول مع العمل.

عودة الحزب إلى الجماهير

■  الأستاذ علي اسماعيل: عودة الحزب إلى الجماهير أهم من كل هذه الشعارات.

- العمل الميداني هو المنطلق الأساسي.

- الديمقراطية تأتي بالنضال الميداني مع الجماهير وليس بالشعارات.

■  الرفيق الياس دبانة: مدرسة الأنظمة العربية القمعية لها دور كبير في قمع الحريات وغياب الديمقراطية.

- استبدلت الشعارات النضالية الجماهيرية بشعارات قومية براقة ودينية تعصبية أصولية كلها أثبتت التجربة فشلها.

- هناك فراغ سياسي والأحزاب السياسية (محتواة) وهي مُسيَّرة وليست مخيرة.

- الماركسية لا تتعارض مع الديمقراطية.

- الشعارات الديمقراطية المطروحة على الساحة مشوهة وهي شكل من أشكال ذر الرماد في العيون.

- الحوار يجب أن يخدم الفكرة الأساسية وهي وحدة الشيوعيين على أسس جديدة.

إعادة البناء

■  الأستاذ توفيق اسماعيل: يجب على الأحزاب أن تعيد النظر في خطها السياسي لإعادة البناء.

- الديمقراطية هي العامل الحاسم لحل قضايا المجتمع.

- إعادة بناء الإنسان الملتزم وتجريده من ثغراته هي عامل هام في بناء كل حزب سياسي.

- العمل الجاد هو الميدان الحقيقي لمكافحة الفساد والمفسدين.

- يجب الوقوف ببسالة في وجه التحديات الإمبريالية والصهيونية.

ترهل أحزاب الجبهة

■  الرفيق عبد المجيد أبو ديب: أحزاب الجبهة ترهلت ولم تعد صالحة للاعتماد عليها.

- نحن بحاجة إلى كل القوى الخيرة والفاعلة في المجتمع لملاقاة الخطر الداهم المحيط بنا. كل القوى الوطنية والتقدمية، وإيقاظ من لم يستيقظ لإشراك الجميع في النضال لتحقيق المهام الوطنية والديمقراطية.

- يوجد نقل حرفي للبيروقراطية من دول المعسكر الاشتراكي السابق وتطبيقها بشكل واسع في بلادنا.

- الأنظمة قضت على كرامة الإنسان ومصداقيته.

- يجب علينا أن نضع الأسس المبدئية السليمة والديمقراطية ونجعلها قبلة لنا.

خطر الأصولية

■  الرفيق وليد ابراهيم: انتخابات الإدارة المحلية كانت صراع على مراكز للحصول على مكاسب خاصة.

- الوصوليون والانتهازيون والمتسلقون هم الذين يتنافسون ويدفعون ويلتصقون.

- الضغوط الأمنية منعت الكثيرين من ممارسة العمل السياسي.

- الأصوليون برزوا مؤخراً نظراً لفراغ الساحة من السياسيين التقدميين بدليل: أخذ الأطفال من المدارس الدينية والتبشيرية وإليها.

- نحن بأمس الحاجة للحوار بين قوى اليسار بشكل ديمقراطي ومفتوح.

- يجب التركيز على شعار العمل بين الجماهير.

مشروع نهضوي تحرري

■  الرفيق صلاح طراف:  مطلوب منا مشروع نهضوي تحرري يجمع عليه كل الوطنيين والتقدميين.

وبناء عامل مؤثر يكون من خلال العمل الديمقراطي وإلى حزب المستقبل من خلال الحوار.

تحسين أسلوب العمل

■  الرفيق سمير معروف: هناك عزلة كبيرة عن الجماهير. لذلك يجب تحسين أسلوب العمل.

- نحن نمر بأزمة ـ ووطننا بخطر ـ كيف نستقطب الجماهير للتصدي للهجمة الإمبريالية الصهيونية الشرسة وحماية الوطن والمواطنين من شرها.

- الإمبريالية شرسة.

- ماحدث بالعراق يمكن أن يحدث في سورية، وفي أي بلد آخر.

- مهامنا ناقصة يجب أن نُفِّعلها.

وضع جميع الأحزاب السياسية ضعيف حتى أحزاب الجبهة.

 

■  اللاذقية ـ مراسل «قاسيون»